اختتم نادي برشلونة موسمه بنجاح كبير بعدما حقق الثلاثية المحلية تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك في موسمه الأول مع الفريق الكتالوني ويبدو أن إدارة النادي عازمة على الحفاظ على الزخم الذي تحقق ومواصلة الهيمنة على الصعيدين المحلي والأوروبي
في الوقت الذي بدأ فيه ريال مدريد تعزيز صفوفه استعدادًا للموسم الجديد تعمل إدارة برشلونة في الخفاء على تدعيم بعض المراكز المهمة في الفريق من أجل الحفاظ على تنافسيته في الليغا ودوري أبطال أوروبا
على رأس أولويات الإدارة الفنية يأتي خط الهجوم حيث يبحث النادي عن أسماء قادرة على إحداث الفارق وقد برز اسم ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد كأحد أبرز الخيارات المطروحة
ورغم إعجاب برشلونة بقدرات اللاعب الإنجليزي إلا أن إدارة النادي لا تنوي دفع مبلغ 40 مليون يورو الذي يطالب به مانشستر يونايتد مقابل بيع راشفورد بشكل نهائي وذلك بسبب القيود المالية التي يعاني منها الفريق
برشلونة يدرس صفقة إعارة ذكية بدلاً من الشراء النهائي
بحسب صحيفة سبورت الإسبانية فإن برشلونة يفكر في التقدم بعرض إعارة للاعب يتضمن دفع مبلغ أولي يتراوح بين 5 إلى 10 ملايين يورو مع تحمل النادي الكتالوني لكامل راتب راشفورد إضافة إلى خيار شراء غير إلزامي بنهاية فترة الإعارة
هذا الطرح ينسجم مع السياسة المالية التي يعتمدها برشلونة في السنوات الأخيرة والتي تقوم على الترشيد المالي دون التأثير سلباً على جودة التشكيلة أو طموحات النادي في تحقيق البطولات
ورغم أن لويس دياز لاعب ليفربول لا يزال من بين الأسماء المطلوبة إلا أن قيمته السوقية المرتفعة تجعل التعاقد معه أمراً صعباً في الوقت الحالي أما بالنسبة لكينغسلي كومان لاعب بايرن ميونخ وغابرييل مارتينيلي لاعب أرسنال فهما ضمن قائمة البدائل لكن توافر راشفورد وإمكانية ضمه على سبيل الإعارة يجعله خياراً أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ
موسم راشفورد المتقلب يفتح الباب أمام الرحيل
عانى راشفورد من موسم متقلب في صفوف مانشستر يونايتد حيث بدأ الموسم بقوة تحت قيادة المدرب روبن أموريم وسجل ثلاثة أهداف في أول ست مباريات لكن بعض المشاكل خارج الملعب وتوتر العلاقة مع المدرب تسببت في استبعاده من عدة مباريات مهمة
وفي شهر فبراير قررت إدارة مانشستر يونايتد إعارة اللاعب إلى نادي أستون فيلا حتى نهاية الموسم في محاولة لمنحه فرصة لاستعادة مستواه بعيداً عن الضغوط الإعلامية والانتقادات الجماهيرية
خلال فترة إعارته مع أستون فيلا ظهر راشفورد بشكل جيد نسبياً وسجل أربعة أهداف وقدم ست تمريرات حاسمة في 17 مباراة شارك فيها بالدوري الإنجليزي الممتاز لكن رغم هذا الأداء لم تُبدِ إدارة فيلا نية تفعيل خيار الشراء النهائي المدرج في عقد الإعارة
برشلونة يمثل بداية جديدة محتملة
مع تراجع مكانة اللاعب في حسابات المدرب أموريم وبقاء مستقبله معلقاً فإن برشلونة يرى في راشفورد فرصة ذهبية للتعاقد مع لاعب يمتلك الخبرة والإمكانيات الهجومية دون أن يشكل عبئاً مالياً على ميزانية النادي
البيئة الكروية في كامب نو قد تشكل دافعاً قوياً لراشفورد من أجل استعادة مستواه والتألق مجدداً خاصة في ظل وجود مدرب مثل هانسي فليك الذي يُعرف بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب واستثمار قدراتهم بأفضل طريقة ممكنة
التحديات التي تنتظر برشلونة في الموسم المقبل تفرض على النادي البحث عن حلول هجومية فعالة وذات تكلفة معقولة وراشفورد يُعد من بين الخيارات القليلة التي تحقق هذا التوازن بين الجودة والسعر
نجاح هذه الصفقة سيتوقف على قدرة إدارة برشلونة على إقناع مانشستر يونايتد بقبول صيغة الإعارة التي تقترحها خاصة أن اللاعب لا يدخل ضمن المخططات الفنية للنادي الإنجليزي في الموسم المقبل
راشفورد فرصة استراتيجية وبرشلونة بحاجة لجرأة
برشلونة لا يحتاج فقط إلى لاعب سريع ومهاري على الجناح بل يحتاج أيضاً إلى عنصر يمكنه اللعب في أكثر من مركز هجومي وتقديم الإضافة عند غياب أحد الأسماء الأساسية وراشفورد يمتلك هذه المرونة وقد أظهرها في عدة مناسبات مع الشياطين الحمر
وفي ظل ارتفاع تكاليف الانتقالات في السوق الأوروبية الحالية تعتبر هذه النوعية من الصفقات – القائمة على الإعارة وخيار الشراء – بمثابة حلول استراتيجية تمكّن الفرق من تعزيز صفوفها دون المساس باستقرارها المالي
إذا نجح برشلونة في التوصل إلى اتفاق مناسب فإن الصفقة قد تُعد واحدة من أفضل تحركاته الصيفية خصوصاً إذا تمكن اللاعب من التأقلم سريعاً وتقديم مستويات قوية تساعد الفريق على المنافسة محلياً وقارياً
خاتمة
بين الرغبة في تعزيز التشكيلة والهواجس المالية يجد برشلونة نفسه أمام فرصة سانحة للتعاقد مع لاعب يمتلك الخبرة والحافز لإثبات نفسه من جديد ماركوس راشفورد قد يمثل ورقة هجومية رابحة إذا نجحت إدارة النادي في حسم الصفقة بالشروط التي تناسب الطرفين
