
انتقال يتجاوز حدود الصفقة التقليدية
أعلن نادي ميلان الإيطالي تعاقده مع لاعب الوسط الشاب سامويلي ريتشي قادما من نادي تورينو في صفقة تمثل أكثر من مجرد انتقال رياضي إذ تعتبر هذه الخطوة جزءا من مشروع استراتيجي كبير يعكف عليه النادي اللومباردي لإعادة بناء خط وسطه وتشكيل هوية جديدة للفريق بعد موسم اتسم بالتذبذب والتراجع على المستوى القاري ويبلغ ريتشي من العمر ثلاثا وعشرين سنة وقد لعب دورا بارزا في وسط ميدان تورينو حيث أثبت قدرته على التحكم في نسق اللعب وتنظيم التمركزات في العمق بفضل رؤيته التكتيكية ونضجه الذي يتجاوز سنه
ميلان يبحث عن روح جديدة في الوسط
رغم غياب ميلان عن البطولات الأوروبية هذا الموسم إلا أن إدارته تسعى لإعادة بناء فريق تنافسي قادر على فرض نفسه محليا ثم العودة تدريجيا للمشهد القاري ومن بين الأهداف الكبرى لهذا المشروع إعادة تشكيل خط الوسط الذي افتقر خلال الموسم الماضي للتوازن والقيادة الفنية وقد تم ربط اسم ميلان بلاعبين متمرسين مثل لوكا مودريتش ويشير تواجد أسماء مثل ريتشي ومودريتش المحتمل إلى سعي ميلان لمزج الخبرة بالشباب لبناء منظومة متكاملة قادرة على مجاراة النسق العالي في السيري آ
من إمبولي إلى ميلانو: مسار لاعب صاعد
بدأ ريتشي مسيرته في نادي إمبولي تحت قيادة المدرب أوريليو أندرياتزولي حيث لفت الأنظار بقدرته على استخلاص الكرة وتنظيم اللعب ثم انتقل إلى تورينو حيث تطور أكثر تحت إشراف المدربين إيفان يوريتش وباولو فانولي وأصبح ركيزة أساسية في خط الوسط ومع المنتخب الإيطالي قدم ريتشي مباريات قوية أبرزها مواجهة فرنسا التي انتهت بفوز إيطاليا والتعادل أمام بلجيكا إضافة إلى المشاركة في تصفيات دوري الأمم الأوروبية تحت إشراف لوتشيانو سباليتي حيث شغل دور الريجيستا ونجح في ضبط إيقاع الفريق وقراءة تحركات الخصوم
صفقة مدروسة رغم التجديد الأخير
كان ريتشي قد مدد عقده مع تورينو حتى عام 2028 في يناير الماضي وهو ما اعتبره البعض تمسكا من النادي بخدماته لكن ما كشفته التقارير لاحقا أن هذا التمديد كان جزءا من استراتيجية لتسهيل انتقاله في الصيف مقابل قيمة مالية أفضل لطرفي الصفقة وهذا ما تحقق بالفعل بعد انتقاله إلى ميلان الذي ضمن لاعب شاب بتجربة ناضجة وسعر معقول في ظل تصاعد أسعار السوق وإقبال الأندية الأوروبية على اللاعبين الإيطاليين الموهوبين
لاعب متعدد الأدوار في وسط الميدان
المدرب ماسيميليانو أليغري الذي يشرف على مشروع ميلان الجديد يرى في ريتشي لاعبا حاسما في إعادة تشكيل هوية الفريق لكن ليس بالضرورة في دور القائد الكاريزمي بل في دور العقل المدبر الذي ينظم اللعب ويبني الهجمة ويقرأ الخصم وهو الدور الذي لم يكن حاضرا بوضوح في تشكيلة ميلان الموسم الماضي وتكشف أرقام اللاعب عن قدرته العالية على استعادة الكرة وتمريرها بدقة كما أنه يمتاز بالقدرة على الضغط العالي والتغطية الدفاعية مما يمنحه القدرة على التأقلم مع مختلف الخطط التكتيكية سواء في خط وسط ثنائي أو ثلاثي
التحدي الذهني قبل البدني
رغم امتلاكه للمهارات المطلوبة إلا أن النجاح في ميلان يتطلب أيضا جهوزية ذهنية وقدرة على التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري وهو ما سيشكل الاختبار الأهم لريتشي في الفترة المقبلة فانتقاله من نادٍ متوسط إلى نادٍ يملك تاريخا وثقلا جماهيريا يتطلب نضجا نفسيا واستيعابا لحجم التوقعات وهو ما سيتعين عليه إثباته سريعا خاصة إذا ما تم ضمه للتشكيلة الأساسية منذ الجولات الأولى للموسم المقبل
خاتمة
سامويلي ريتشي ليس مجرد صفقة صيفية بل هو لبنة أساسية في مشروع ميلان الجديد الرامي إلى بناء وسط ميدان متوازن وفعّال وإذا ما نجح في فرض نفسه وأثبت قدرته على قيادة النسق داخل أرضية الميدان فقد يصبح الاسم القادم بقوة في تشكيلة المنتخب الإيطالي الذي يسعى هو الآخر لبناء جيل جديد بقيادة المدرب جينارو غاتوزو وما بين التحدي المحلي والطموح الدولي تظل أعين المحللين والجماهير مركزة على ريتشي لمعرفة إن كان سيتحول من لاعب واعد إلى نجم حقيقي في سماء الكالشيو