
قرار مفاجئ من لجنة الرقابة المالية الفرنسية
أعلنت لجنة الرقابة المالية التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم والمعروفة باسم DNCG عن قرار صادم يقضي بهبوط نادي أولمبيك ليون إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي وذلك بعد فحص دقيق للملف المالي الخاص بالنادي وهو القرار الذي قد يشكل زلزالا حقيقيا في الكرة الفرنسية نظرا إلى المكانة التاريخية للنادي الذي لم يسبق له الهبوط إداريا في تاريخه الممتد لأكثر من قرن
جلسة استماع لم تغير مصير ليون
شهد يوم الثلاثاء مثول رئيس النادي جون تكستور والمدير الرياضي ميكائيل غيرلينغر أمام لجنة DNCG في جلسة استماع حاسمة إلا أن محاولاتهم لم تكن كافية لإقناع اللجنة بالعدول عن قرار الهبوط الذي تم اتخاذه مبدئيا منذ شهر نوفمبر من العام الماضي وأكدت اللجنة الهبوط رسميا استنادا إلى المادة الحادية عشرة من نظامها بعد أن تبين أن النادي لم يتمكن من إجراء عملية تصحيح مالي خلال المهلة المحددة
أزمة ديون خانقة تقود نحو الهاوية
كانت ديون النادي التي بلغت مئة وخمسة وسبعين مليون يورو السبب الرئيسي وراء اتخاذ القرار حيث فشل ليون في تقديم الضمانات المالية المطلوبة خلال الأشهر الماضية مما جعله عرضة للعقوبة الإدارية على الرغم من تصريحات رئيس النادي التي حاولت طمأنة الجماهير والإعلام بشأن سلامة الوضع المالي وفعالية الاستثمارات الأخيرة
تكستور متفائل رغم الانهيار
قبل أربعة أيام فقط من الموعد الحاسم أبدى تكستور ثقة كبيرة حيث صرح لوسائل الإعلام عقب فوز فريقه البرازيلي بوتافوغو على باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية بأن كل الأمور المالية تحت السيطرة وأن الإدارة قامت باستثمارات متعددة لدعم الاستقرار المالي وأكد مجددا بعد خروجه من جلسة الاستماع أمام اللجنة أنه يشعر بالرضا عن أداء الإدارة وموقف النادي لكن القرار النهائي كان مخالفا تماما لتوقعاته
صفقات بملايين اليوروهات لم تنقذ النادي
في محاولة منه لتحسين الوضع المالي قام تكستور بتوقيع صفقة بيع حصته في نادي كريستال بالاس الإنجليزي والتي تمثل خمسة وأربعين بالمئة من أسهم النادي مقابل أكثر من مئتي مليون يورو لصالح رجل الأعمال الأمريكي وودي جونسون كما أتم النادي صفقة بيع لاعبه الشاب ريان شرقي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل اثنين وأربعين ونصف مليون يورو في خطوة اعتبرت من أبرز محاولات توفير السيولة ومع ذلك يبدو أن هذه الأموال لم تدخل حسابات النادي بشكل فوري مما جعل اللجنة غير مقتنعة بجدوى هذه التحركات على المدى القصير
هبوط أول تاريخي منذ عام ١٩٨٩
في ظل هذا القرار التاريخي سيغيب نادي ليون عن دوري الدرجة الأولى الفرنسي الموسم المقبل للمرة الأولى منذ عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين وهو ما يشكل صدمة لجماهير النادي ومتابعي الدوري الفرنسي عامة حيث يعتبر أولمبيك ليون أحد الأندية المؤسسة للهيبة الكروية الفرنسية بفضل سجله الحافل بالبطولات والمشاركات الأوروبية المنتظمة على مدار العقدين الماضيين
النادي يلوذ بالصمت ويترقب التفاصيل
حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي من إدارة أولمبيك ليون حيث اكتفى النادي بالإشارة إلى أنه في انتظار التفاصيل الكاملة التي ستصدر عن لجنة DNCG وبيان الأسباب الدقيقة التي دفعت إلى تأكيد قرار الهبوط ومن المتوقع أن يتقدم النادي بطعن رسمي في الأيام المقبلة مدعوما بعناصر مالية جديدة على أمل تغيير موقف اللجنة في مرحلة الاستئناف
تداعيات الهبوط على مستقبل النادي
يمثل هذا الهبوط الإداري ضربة قوية لطموحات النادي ومشروعه الرياضي خصوصا أن الفريق كان يهدف إلى العودة للمنافسة الأوروبية الموسم المقبل إضافة إلى أن الهبوط سيؤثر بشكل كبير على العائدات المالية والحقوق التلفزيونية والرعايات التجارية مما قد يضع الفريق في دوامة مالية أكبر خلال الأشهر القادمة وقد يؤدي إلى مغادرة عدد من اللاعبين الأساسيين بحثا عن آفاق رياضية أفضل
نهاية حقبة أم بداية إصلاح شامل
يثير هذا القرار الكثير من التساؤلات حول إدارة النادي وخططه المالية ومدى فعالية تحركات المالك الأمريكي جون تكستور الذي تعرض مؤخرا لانتقادات حادة من جانب عدد من أنصار النادي حيث اعتبر كثيرون أن الاعتماد على استثمارات خارجية وبيع الأصول لم يكن كافيا لضمان استقرار مالي حقيقي ويبدو أن النادي بات في حاجة إلى مراجعة شاملة وإعادة بناء منظومته من الأساس إذا أراد العودة بسرعة إلى الواجهة
خاتمة
يشكل هبوط أولمبيك ليون إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي محطة مفصلية في تاريخ النادي الذي لطالما كان أحد أعمدة كرة القدم الفرنسية وبينما ينتظر الجميع قرار الاستئناف والنتائج المحتملة تبقى الجماهير في حالة من الصدمة والحيرة حول مستقبل ناد كان حتى وقت قريب منافسا دائما في دوري أبطال أوروبا ويبقى السؤال هل يمثل هذا القرار نهاية عصر ذهبي أم بداية لولادة جديدة من عمق الأزمة؟