
حقق الهلال السعودي مفاجأة مدوية بإقصائه مانشستر سيتي من كأس العالم للأندية بعد فوز دراماتيكي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة بعد التمديد في ملعب كامبينغ وورلد ستاديوم بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية وقد فرض هذا اللقاء نفسه كأحد أكثر المباريات تشويقاً وإثارة في النسخة الحالية التي تشهد مشاركة أبطال القارات ونخبة الأندية العالمية
صفقات عالمية دعمت طموح الهلال
منذ أن تولى صندوق الاستثمارات العامة إدارة نادي الهلال وعدة أندية سعودية أخرى عام 2023 بدأ المشروع الكروي الكبير بضم نخبة من النجوم العالميين وعلى رأسهم رُبِن نيفيز وكاليدو كوليبالي ومالكوم وياسين بونو تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي الذي يمتلك خبرة أوروبية مع إنتر ميلان هذا المشروع لا يهدف فقط لتطوير الدوري المحلي بل لوضع الأندية السعودية على الخارطة العالمية في ظل سعي المملكة لاستضافة كأس العالم 2034
جدل تحكيمي منذ الدقيقة الأولى
شهدت بداية المباراة لحظة جدلية بعد تسجيل برناردو سيلفا هدفاً لمانشستر سيتي في الدقيقة التاسعة رغم اعتراض لاعبي الهلال على وجود لمسة يد على ريان آيت نوري ثم على إلكاي غوندوغان لكن الحكم الفنزويلي خيسوس فالينزويلا لم يعد لمراجعة تقنية الفيديو واحتسب الهدف مما أدى إلى توقف اللعب لأكثر من أربع دقائق وسط احتجاجات مكثفة من لاعبي الهلال قبل أن يعلن الحكم قراره النهائي عبر الميكروفون الداخلي للملعب
انتفاضة سريعة من الهلال بعد الاستراحة
بدأ الشوط الثاني بطريقة نارية للهلال حيث تمكن ماركوس ليوناردو من إدراك التعادل بعد 41 ثانية فقط إثر تمريرة رائعة من مالكوم الذي عاد بعد دقائق ليسجل هدف التقدم بعد تمريرة ساحرة من جواو كانسيلو لكن مانشستر سيتي لم يتأخر في الرد وسجل هدف التعادل عبر إيرلينغ هالاند واستمرت المباراة سجالاً بين الفريقين حيث أُلغي هدف للهلال بداعي التسلل قبل أن يتصدى علي لاجامي بطريقة أكروباتية لرأسية خطيرة من هالاند في الدقيقة 84
أشواط إضافية حافلة بالأهداف
مع بداية الوقت الإضافي ظهر تأثير خبرة لاعبي الهلال القادمين من الدوري الإنجليزي حيث نفذ نيفيز ركلة ركنية نموذجية حولها كوليبالي برأسه إلى الشباك ليعيد التقدم للهلال لكن البديل فيل فودن أحرز هدفاً رائعاً من زاوية ضيقة أعاد به السيتي إلى المباراة قبل أن يحسم ماركوس ليوناردو الأمور في الدقيقة 112 مستغلاً كرة مرتدة من الحارس إيدرسون بعد تصد مذهل لتسديدة سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش
خسارة فنية ومالية كبيرة لمانشستر سيتي
توقعت إدارة مانشستر سيتي الوصول إلى ربع النهائي على الأقل وهو ما كان سيمنح النادي مبلغاً يصل إلى 13.7 مليون دولار لكن الإقصاء المبكر جعل عائدات النادي من البطولة لا تتجاوز 51.7 مليون دولار مما يشكل ضربة للميزانية المقررة للبطولة أما على المستوى الفني فرغم الأسماء الكبيرة والإعداد الجيد إلا أن الفريق لم يتمكن من تجاوز الدور الأول مما يضع علامات استفهام حول جهوزيته الفعلية مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد
قوة الدوري السعودي تتجلى في الملعب
الانتصار الذي حققه الهلال ليس وليد الصدفة بل نتيجة عمل طويل وتخطيط محكم تميز الفريق بالانضباط التكتيكي والسرعة في الارتداد واستغلال المساحات أمام فريق يتميز بالاستحواذ وصناعة اللعب مثل مانشستر سيتي وقد أثبت لاعبوه وعلى رأسهم نيفيز وكوليبالي أن انتقالهم للدوري السعودي لم يكن هبوطاً في المستوى بل خطوة ضمن مشروع كروي طموح وفعّال
ردود فعل غاضبة من غوارديولا
ظهر المدرب بيب غوارديولا غاضباً من أداء الطاقم التحكيمي حيث احتج بشدة بعد نهاية الوقت الأصلي حين لم يحتسب الحكم خطأ لجيريمي دوكو في هجمة خطيرة كما اعتبر أن فريقه كان جيداً جداً لكن التفاصيل الصغيرة هي التي حسمت النتيجة لصالح الهلال وأشار في تصريحاته بعد اللقاء إلى أن الأجواء كانت ممتازة والمعنويات عالية لكن الخروج من البطولة بهذه الطريقة مؤلم
فودن يتألق من جديد رغم الإقصاء
أظهر فيل فودن مستواه العالي رغم أن الفريق خسر حيث سجل هدفه الثالث في البطولة بطريقة رائعة وكان ذلك الهدف هو رقم 100 له بقميص مانشستر سيتي منذ انطلاق مسيرته مع الفريق الأول لكن هدفه لم يكن كافياً لتفادي الخسارة ما يعكس صعوبة المباراة وقوة الهلال في مواجهة الأسماء اللامعة
لحظة تاريخية للهلال وكرة القدم الآسيوية
تأهل الهلال إلى ربع النهائي يؤكد أن كرة القدم الآسيوية بدأت تقترب من المستوى العالمي فوجود نادٍ من الشرق الأوسط إلى جانب أندية برازيلية كبيرة يعطي بعداً جديداً للبطولة ويدعم جهود الفيفا في تحويل كأس العالم للأندية إلى حدث عالمي منتظر ومثير للمشجعين من كل القارات
أداء جماهيري وتنظيمي مميز
لم تكن المباراة مميزة فقط من الناحية الفنية بل شهدت حضوراً جماهيرياً لافتاً من مشجعي الهلال الذين أظهروا حماساً كبيراً في المدرجات واحتفلوا بطريقة عاطفية بعد الهدف الرابع كما تميزت البطولة عموماً بتنظيم جيد وملاعب مجهزة مما يعكس التطور المستمر في تسويق البطولة عالمياً
الخلاصة
فوز الهلال على مانشستر سيتي يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ الأندية الآسيوية فهو لا يعكس فقط تفوقاً فنياً بل يسلط الضوء على مشروع رياضي سعودي متكامل يجمع بين الاستثمار والاحترافية والنتائج في الميدان أما مانشستر سيتي فقد تلقى صدمة قد تكون دافعاً لإعادة ترتيب الأوراق قبل بداية الموسم الجديد بينما تواصل الكرة السعودية إرسال رسائل قوية بأنها أصبحت رقماً صعباً في معادلة المنافسة العالمية