المنتخب الأمريكي في أزمة: الثمن الطبيعي لتحوله إلى «دولة كرة»

بداية مهتزة في منافسات الكأس الذهبية

برغم الفوزين الافتتاحيين في كأس الذهب، يعاني منتخب الولايات المتحدة (USMNT) من حالة من الفوضى والإرباك بدءاً من انسحاب نجوم مثل بوليسيتش وروبنسون وموساه وحتى غياب ريينا وماكني ويعو بسبب انشغالهم في كأس العالم للأندية مع أنديتهم. أُعدّت هذه البطولة لتكون اختباراً حاسماً قبل المونديال المقبل، لكن الخسائر أمام سويسرا وتركيا بنتيجة ثقيلة 6–1 كشفت هشاشة الفريق وروح اللاعبين غير الجدية.

تصاعد الخلافات والانقسامات

العلاقة بين قادة المنتخب والجمهور السابقين انحرفت نحو العلانية، حين انتقد لاندون دونوفان التزام بوليسيتش، وردّ عليه الأخير بندمات متداولة حتى وصل الأمر إلى مواجهة بين بوليسيتش وبوشيتينو حول اختيار اللاعبين. ونشر بوشيتينو موقفه كمدرب حقيقي صاحب قرارات وليس دمية، ليزيد هذا الخلاف من حالة الفوضى الجماعية داخل الصفوف.

النمو المؤلم لرحلة الانتقال لكرة أوروبية ناضجة

هذا كله هو جزء من التحوّل إلى دولة تلعب كرة حقيقية، وبينما استعر صخب العجز الآن، يُستعاد إدراك أن أزمات المنتخبات الكبرى أمر طبيعي على الطريق نحو النضج. فمجموعة أخرى من المنتخبات العالمية شهدت مواقف شبيهة عبر الأجيال.

الدليل التاريخي: تأثير الاحترافية في أوروبا

في التسعينات امتلك المنتخب الأمريكي أسلوبه المبسط المحصن بحماس المبتدئين، لكن اليوم يعيش نجومه مثل بوليسيتش وموساه مهنة مزدحمة بين اختيارات الأندية والمشاركات القارية أكثر من تصفيات منتخبهم.

تناقض بوليسيتش: رمز العصر الجديد

الأندية وخصوصاً دوريات أبطال أوروبا أصبحت اليوم من معايير القيمة الفردية، بينما المنتخبات، مهما بلغت أهميتها التاريخية، تبدو أقل جاذبية للنجم المحترف، وهذا نموذج يتكرر مع أفضل لاعبي جيله في كل دولة.

الضغط الزائد وتراجع أداء المنتخبات الكبرى

تشير تقارير اتحاد اللاعبين إلى أن 70 % منهم يعانون من إجهاد نتيجة كثرة المباريات، حيث تجاوز عددهم 55 مباراة سنوياً. وفي ظل تسابق تحقيق الألقاب مع الأندية ومشاكل الراحة بدنيا، يشعر لاعبو USMNT بحجم المسؤولية الموزعة بين أكثر من مؤسسة.

الفصل المقبل: الأداء في كأس العالم 2026 هو الحكم الفاصل

لعل كل هذه المشاكل تتبدّد أمام بطولات حقيقية، لأن الاختبارات المبكرة لا تعكس عادة ما يُخرج المنتخبات المتوقع حدوثه. كما يبين التاريخ أن منتخبات تعرضت لأزمات مماثلة قبل مواسم خاطفة، لكنها عادت للإبداع والمنافسة في نهائيات كأس العالم.