أخبار

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يثبت العقوبات المفروضة على ريال مدريد

أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا بشكل رسمي تثبيت العقوبات الانضباطية المفروضة على نادي ريال مدريد الإسباني عقب الأحداث المثيرة للجدل التي وقعت خلال مواجهتي دوري أبطال أوروبا أمام كل من أتلتيكو مدريد وأرسنال حيث رفضت لجنة الاستئناف الطعون المقدمة من النادي الملكي وأيدت بشكل كامل القرارات السابقة الصادرة عن لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد في دلالة واضحة على تشدد الهيئة الأوروبية في فرض الانضباط داخل ملاعبها وخارجها

وكانت لجنة الأخلاقيات قد أصدرت في الرابع من أبريل الماضي عقوبات بعد مباراة الديربي ضد أتلتيكو مدريد تضمنت إيقاف المدافع الألماني أنطونيو روديغر لمباراة واحدة مع وضعه تحت المراقبة لمدة عام كامل بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها أربعون ألف يورو كما شملت العقوبات أيضا النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي نال عقوبة مماثلة بالإيقاف لمباراة واحدة مع سنة تحت المراقبة وغرامة مالية قدرها ثلاثون ألف يورو أما لاعب الوسط داني سيبايوس فقد تعرض لغرامة مالية دون إيقاف بلغت عشرين ألف يورو نتيجة لسلوكه غير الرياضي خلال نفس المواجهة

وفي تطور لاحق جاء القرار الثاني في الثامن والعشرين من أبريل عقب لقاء الإياب أمام أرسنال على ملعب الإمارات في لندن حيث تورط بعض مشجعي ريال مدريد في تصرفات عنصرية تمثلت في تأدية تحيات نازية داخل المدرجات الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تغريم النادي بمبلغ خمسة عشر ألف يورو إضافة إلى إصدار قرار بإغلاق مدرجات الجماهير الزائرة في مباراة واحدة قادمة على أن يكون التنفيذ معلقا لمدة عام ما لم تتكرر الحادثة خلال تلك المدة

رفض الاستئناف الذي تقدم به ريال مدريد يعكس عدم اقتناع الهيئة القضائية في الاتحاد الأوروبي بدفوعات النادي الإسباني ويؤكد من جديد تشدد اليويفا في مواجهة جميع أشكال السلوك غير الرياضي سواء داخل أرضية الملعب أو من طرف الجماهير في المدرجات وهو ما يعكس أيضا الاتجاه العام لدى مؤسسات الكرة الأوروبية نحو فرض معايير صارمة للسلوك الأخلاقي والانضباطي بغض النظر عن حجم أو مكانة الأندية المعنية

وقد أثارت هذه العقوبات موجة من الجدل بين جماهير ريال مدريد التي عبرت عن استيائها عبر منصات التواصل الاجتماعي واعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بازدواجية في تطبيق اللوائح حيث يرى كثير من أنصار النادي أن هناك حالات مماثلة في مواجهات أخرى لم يتم التعامل معها بنفس الحزم كما أشار آخرون إلى أن بعض القرارات قد تكون مسيسة بالنظر إلى توتر العلاقات بين إدارة ريال مدريد وبعض الجهات الرياضية في إسبانيا وأوروبا

وتأتي هذه العقوبات في وقت حساس جدا بالنسبة للفريق الملكي الذي يستعد لخوض الأدوار النهائية من دوري أبطال أوروبا حيث من المتوقع أن تؤثر الغيابات والانقسامات الداخلية على توازن الفريق في المباريات المقبلة لا سيما مع أهمية دور كل من روديغر ومبابي في المنظومة الدفاعية والهجومية على التوالي

وتجدر الإشارة إلى أن ريال مدريد كان قد دخل في عدة مواجهات إعلامية وإدارية في الأشهر الماضية أبرزها الانتقادات التي وجهها حارس الفريق البلجيكي تيبو كورتوا لرئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس عقب تصريحات الأخير بشأن مشاركة ريال مدريد في كأس العالم للأندية وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الكروية

ورغم تلك التحديات يبدو أن إدارة النادي ستسعى إلى تهدئة الأوضاع داخليا والتركيز على المسار الرياضي دون الانجرار إلى تصعيد جديد مع الاتحاد الأوروبي خاصة في ظل التزامها المعلن باحترام اللوائح والقرارات الصادرة عن الجهات المختصة وإن كانت تختلف معها في الرؤية القانونية أو الأخلاقية

ويعد هذا الموقف من الاتحاد الأوروبي رسالة واضحة لجميع الأندية بأن الانضباط والسلوك الرياضي لا يتعلق فقط بما يحدث على أرضية الميدان بل يمتد أيضا إلى ما يصدر عن الجماهير ويعكس صورة النادي في البطولات القارية وقد يشكل هذا القرار سابقة تؤسس لمزيد من الصرامة مستقبلا خصوصا في ما يتعلق بالسلوكيات العنصرية أو التحريضية داخل المدرجات الأوروبية

خاتمة

يثبت قرار اليويفا الأخير أن القواعد الانضباطية في البطولات الأوروبية لم تعد تقبل الاستثناءات أو التساهل مهما كان حجم الأندية المعنية حيث جاء تثبيت العقوبات على ريال مدريد ليؤكد أن السلوك غير الرياضي سواء من اللاعبين أو الجماهير ستتم مواجهته بكل صرامة وعدالة مع الحرص على ترسيخ قيم الاحترام والانضباط في ملاعب كرة القدم الأوروبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى