
أثار سقوط النادي الأهلي المصري أمام بالميراس البرازيلي في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس العالم للأندية موجة انتقادات غير مسبوقة للمدرب الإسباني خوسيه ريفييرو خاصة بعد الأداء المتراجع في الشوط الثاني من اللقاء الذي انتهى بنتيجة صفر مقابل هدفين لصالح الفريق البرازيلي ما وضع الفريق الأحمر في موقف معقد يهدد خروجه المبكر من البطولة التي تُقام حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية
وقد أكد عضو مجلس إدارة النادي حسام غالي أن الجهاز الفني بقيادة ريفييرو لم يأخذ بعين الاعتبار الحالة البدنية للاعبين قبل انطلاق الشوط الثاني مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن المدرب لم يحصل على الوقت الكافي لدراسة جميع عناصر الفريق بسبب انضمام بعض اللاعبين في توقيت متأخر ما صعّب من مهمة اتخاذ قرارات مناسبة خلال مباريات حاسمة
الأهلي الذي فشل في تسجيل أي هدف حتى الآن في البطولة أصبح يتمسك بأمل ضعيف للغاية للتأهل إلى الأدوار الإقصائية ويحتاج إلى معجزة حسابية بجانب الفوز في المباراة المقبلة وانتظار نتائج الفرق الأخرى ما يجعل الوضع داخل النادي متوترًا بشدة خصوصًا في ظل الغضب الجماهيري الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي
وفي تصريحات إعلامية أعرب حسام غالي عن استغرابه من تراجع مستوى الأهلي المفاجئ بين الشوطين مؤكدًا أن الفريق بدأ اللقاء بشكل منظم وكان الطرف الأفضل في الشوط الأول لكن غابت خطة واضحة للتعامل مع تراجع اللياقة البدنية في الشوط الثاني مضيفًا أن الجهاز الفني لم يجهز البدائل المناسبة التي كانت كفيلة بإضافة الحيوية والديناميكية في وسط الملعب والهجوم
وشدد غالي على أن المدرب الإسباني يتحمل جزءًا من المسؤولية لكنه في المقابل يحتاج لفرصة زمنية أطول للتعرف على قدرات اللاعبين ومراكز القوة والضعف داخل الفريق نظرًا للوقت القصير الذي تولى فيه قيادة الأهلي قبل بداية البطولة
وتابع غالي في تصريحاته قائلًا من شاهد الشوط الأول لم يتوقع إطلاقًا نهاية بهذه الصورة فالفريق كان منضبطًا تكتيكيًا ومتوازنًا لكن حين بدأت علامات التعب تظهر لم تكن هناك استجابة فنية سريعة لإجراء تغييرات أو تعديل الخطة وأضاف كان على الجهاز الفني أن يدرك مسبقًا هذا السيناريو ويضع خططًا بديلة تمكن الفريق من الصمود ومواصلة الأداء العالي في ظل زخم المباريات وصعوبة الأجواء
ورغم هذه الانتقادات شدد غالي على أنه لا يحمل المدرب كامل المسؤولية لكونه لم يحصل بعد على فرصة حقيقية لدراسة الفريق مشيرًا إلى أن عددًا من اللاعبين لم يتدربوا إلا لأيام معدودة مع الطاقم الفني الجديد ما جعل اتخاذ قرارات مصيرية خلال المباريات أمرًا شديد التعقيد
ريفييرو بين مطرقة الوقت وسندان النتائج
وتضع هذه التصريحات المدرب ريفييرو في موقف لا يُحسد عليه إذ أصبح مطالبًا بإصلاح ما يمكن إصلاحه في وقت قصير وسط ضغط جماهيري وإعلامي كبير خاصة أن جماهير الأهلي لا تقبل سوى المنافسة على كل البطولات
وإذا كانت هذه المشاركة في كأس العالم للأندية هي أول تجربة قارية حقيقية لريفيرو مع الأهلي فإنها قد تكون أيضًا فرصة لتقييم حجم التحديات التي تنتظره مستقبلًا وكيفية التعامل مع فريق بحجم الأهلي الذي يملك إرثًا كبيرًا وجماهيرية طاغية لا ترحم أي إخفاق
ويُذكر أن ريفييرو سبق له قيادة نادي أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي لكنه أكد في تصريحات سابقة أنه لم يرحل عن النادي بسبب ضغوط عائلية بل كانت خطوة احترافية في توقيت مناسب وهو الآن أمام اختبار حقيقي ليثبت جدارته في قيادة نادٍ من أكبر أندية القارة الأفريقية والعالم العربي
مشكلات فنية وخيارات تكتيكية محدودة
المتابعون لأداء الأهلي في البطولة الحالية أشاروا إلى وجود ثغرات واضحة في خط الوسط وغياب التناغم بين الخطوط الثلاثة وهو ما جعل الفريق يفقد السيطرة تدريجيًا في المباريات كما أن تبديلات ريفييرو لم تؤت ثمارها ولم تُحدث الفارق بل على العكس ساهمت في ارتباك المنظومة خاصة في لقاء بالميراس الذي شهد انهيارًا واضحًا في آخر نصف ساعة
ومن بين الانتقادات المطروحة أن المدرب أصر على إشراك بعض اللاعبين غير الجاهزين بدنيًا كما لم ينجح في استغلال إمكانيات عناصر مثل بنشرقي وتريزيغيه بصورة فعالة في الخط الأمامي مما أضعف الفاعلية الهجومية وجعل الأهلي يظهر عاجزًا عن تهديد مرمى المنافسين
خاتمة
وبينما تتواصل منافسات كأس العالم للأندية في أجواء مناخية قاسية وضغط جماهيري متزايد يجد ريفييرو نفسه أمام مفترق طرق إما النجاح في تحقيق انتصار معنوي في اللقاء المقبل وإقناع الإدارة بضرورة منحه فرصة كاملة أو مواجهة شبح الرحيل المبكر عن القلعة الحمراء وسط موجة من التشكيك وعدم الرضا من الجماهير التي لا ترحم الإخفاقات مهما كانت المبررات