
يستعد النجم البلجيكي روميلو لوكاكو لخوض موسمه الثاني مع نابولي، حاملاً في جعبته لقب الدوري الإيطالي الذي توج به الموسم الماضي، لكن رحلته نحو القمة لم تكن سهلة. فقد وصف مهاجم تشيلسي ومانشستر يونايتد السابق مسيرته الكروية بأنها “انتقام” من الفقر الذي عاشه في طفولته، مؤكداً أن هدفه الأكبر كان ضمان حياة كريمة لعائلته وأطفاله.
من الفقر إلى المجد
في تصريحات لصحيفة لا غازيتا ديلو سبورت، كشف لوكاكو (32 عاماً) عن معاناته في الصغر، عندما كانت والدته تضطر لتخفيف الحليب بالماء ليدوم أطول، وكيف لم تتمكن العائلة من دفع اشتراك التلفاز لمتابعة دوري أبطال أوروبا. بدأ مسيرته مع أندرلخت وهو في السادسة عشرة من عمره، قبل أن يتألق في أندية إنجليزية وإيطالية كبرى ويحطم الرقم القياسي لهدافي منتخب بلجيكا.
وبعد أن سجل هدف الحسم ضد كالياري في الجولة الأخيرة الموسم الماضي، منح نابولي لقبه الثاني على التوالي في الدوري الإيطالي، قال لوكاكو:
“أنا اليوم الرجل الذي حلمت أن أكونه. منحت عائلتي فرصة التعليم، وفي أفضل لحظات مسيرتي كانوا دائماً بجانبي في المدرجات، أمي وأطفالي وأخي جوردان.”
وأضاف:
“إنها قصة انتقام من الماضي. حتى في أصعب اللحظات، كانت أمي تقول لي: تذكر من أين جئنا. هذا يمنحني طاقة إضافية. لا أريد لأطفالي أن يعيشوا ما عشته.”
أب حنون وصدام مع زلاتان
يصف لوكاكو نفسه بأنه أب “كثير العناق” ولا يستطيع أن يكون صارماً مع أطفاله، على عكس علاقته الأكثر حزماً مع والدته وشقيقه وصديقته. لكن حبه لعائلته كان سبباً في أحد أشهر خلافاته، حين اشتبك مع زلاتان إبراهيموفيتش في مباراة بكأس إيطاليا عام 2021.
وقتها، سخر إبراهيموفيتش قائلاً: “اتصل بوالدتك، واذهب لعمل طقوس الفودو يا صغيري”، في إشارة إلى رواية مالك إيفرتون السابق عن سبب رحيل لوكاكو، وهي رواية نفى صحتها اللاعب. ورد البلجيكي بغضب شديد، لتتحول المشادة إلى لحظة شهيرة في تاريخ ديربي ميلانو. وعن تلك الواقعة اليوم، قال لوكاكو:
“لا داعي لتصفية الأمور. لكنني أحترم مسيرته، فقد كان لاعباً فريداً.”
مسيرة مليئة بالتحديات
لم تخلُ مسيرة لوكاكو من الجدل؛ فقد انتهت فترته الثانية في تشيلسي سريعاً بعد إبداء ندمه على مغادرة إنتر ميلانو، قبل أن يخسر نهائي دوري أبطال أوروبا 2023 مع الإنتر أمام مانشستر سيتي، ثم يقترب من الانتقال ليوفنتوس قبل أن ينضم إلى روما. هذا الصيف، غاب اسمه عن شائعات الانتقالات، حيث قرر التركيز على أسرته.
وعن انضمام مواطنه كيفين دي بروين إلى نابولي، أوضح لوكاكو أن دوره كان محدوداً قائلاً: “اتصلت به مرتين فقط.” أما عن طموحاته، فيرى أن بإمكانه التطور حتى في سن الـ32، مستشهداً بكريم بنزيما الذي فاز بالكرة الذهبية بعد هذا العمر، وبنصيحة ليبرون جيمس عن الاستمرار بنفس الذهنية الإيجابية.
دموع الفوز والدافع للاستمرار
لم يتمالك لوكاكو دموعه بعد هدفه الحاسم الموسم الماضي، موضحاً:
“الفوز مرة قد يحدث، لكن الفوز مرتين يعني أنك بطل حقيقي. الآن سنبدأ من جديد ونرى ماذا سنضيف إلى خزانتنا.”