في موسم كروي لا يُصدق استطاع اللاعب البرتغالي فيتينيا أن يفرض نفسه كواحد من أفضل لاعبي الوسط في العالم حيث لعب دوراً محورياً في فوز باريس سان جيرمان بأربعة ألقاب محلية وأوروبية بما في ذلك دوري أبطال أوروبا كما ساهم بشكل فعال في قيادة منتخب البرتغال للتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية كل هذه الإنجازات جعلت منه مرشحاً جدياً لنيل جائزة الكرة الذهبية لموسم 2025 وهو ما دفع المتابعين والمحللين والمدربين إلى طرح اسمه بجدية في النقاشات حول الجائزة الفردية الأرفع في عالم كرة القدم
فيتينيا قلب وسط باريس سان جيرمان النابض
تحت قيادة المدرب لويس إنريكي نجح فيتينيا في إعادة تعريف دور لاعب الوسط الدفاعي أو ما يُعرف بالـ “الوسط المحوري” حيث لم يقتصر دوره على افتكاك الكرات وتنظيم اللعب من الخلف بل أصبح صانع ألعاب ثانٍ برؤية مذهلة للملعب وتحكم مذهل في نسق المباراة ومرونة كبيرة في التمركز والتحرك فقد برز بشكل لافت في جميع مواجهات الفريق في دوري أبطال أوروبا وخاصة في النهائي الذي قدم فيه تمريرة سحرية إلى دزيري دوئي في الهدف الأول ما أبرز قدراته الفنية الهائلة
نجاحات بالجملة مع النادي والمنتخب
لم يقتصر الأمر على الأداء الفردي بل تُوج ذلك بسلسلة من الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا الدوري الفرنسي كأس فرنسا وكأس الأبطال الفرنسي كما لعب دوراً حاسماً في تتويج البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية مما جعله لاعباً لا غنى عنه في تشكيلة المدرب روبيرتو مارتينيز الذي أشاد به بشكل مباشر واعتبره لاعباً يستحق الكرة الذهبية عن جدارة نظراً لدوره الأساسي في تحقيق النجاحات الجماعية للفرق التي يلعب معها
أرقام هجومية رغم مركزه الدفاعي
ما يميز فيتينيا أيضاً هو مساهمته الهجومية المتميزة فقد سجل 7 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة مع ناديه وأضاف 3 تمريرات أخرى مع منتخب بلاده وهي أرقام تُعد رائعة مقارنةً بمركزه الدفاعي في وسط الميدان مما يدل على شمولية أدائه وقدرته على التأثير في مجريات المباريات من مواقع مختلفة على أرضية الملعب
تواضع وثقة بالنفس
رغم كل النجاحات لا يظهر فيتينيا أي غرور أو رغبة في التباهي بل أجاب بتواضع عندما سُئل عن إمكانية ترشيحه للكرة الذهبية مؤكداً أن الأهم بالنسبة له هو تحقيق النجاح الجماعي مع الفريق وأن التتويجات الفردية تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية وهو ما زاد من احترام الجماهير له وجعل صورته تزداد إيجابية في الإعلام الرياضي العالمي
المنافسة على الكرة الذهبية 2025
صحيح أن أسماء مثل ديمبيلي ويامال ورافينيا يتم تداولها بكثرة في الإعلام لكن فيتينيا قدم موسماً متكاملاً من حيث الأداء الجماعي والتأثير في الانتصارات مما يجعله منافساً حقيقياً خاصة مع تغيير نظرة الجائزة مؤخراً نحو اللاعبين المؤثرين في النتائج الجماعية وليس فقط أصحاب الأرقام التهديفية العالية وهو ما أكد عليه روبيرتو مارتينيز بقوله إن تقييم الجوائز الفردية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عقلية اللاعب وتفكيره الجماعي داخل المنظومة الكروية
إشادات من زملائه والمدربين
مدربه في باريس سان جيرمان صرّح بأنه لا يرى اثنين في العالم أفضل من فيتينيا في وسط الميدان كما أشاد زميله روبين دياز بأدائه واعتبره واحداً من أفضل اللاعبين الذين لعب معهم مشدداً على أن فيتينيا أثبت خلال موسم 2024-2025 قيمته وقدرته على التألق في أقوى المحافل الأوروبية والعالمية وهو ما يعزز مكانته بين المرشحين للجائزة الكبرى
نظرة للمستقبل
بعمر 25 عاماً يمتلك فيتينيا هامشاً كبيراً للتطور والاستمرارية وإذا واصل تقديم هذا المستوى الاستثنائي فقد لا تكون الكرة الذهبية بعيدة المنال عنه خاصة إذا ما نجح في التتويج بكأس العالم للأندية في الصيف المقبل وهي فرصة أخرى لتعزيز مكانته العالمية وزيادة حظوظه في المنافسة على اللقب الفردي الأغلى
الخلاصة
فيتينيا ليس مجرد لاعب وسط كلاسيكي بل هو عقل مفكر وروح قتالية وتقني رفيع المستوى جمع بين الأداء الدفاعي والهجومي بأسلوب متوازن وأنيق جعله أيقونة الموسم الكروي الأوروبي والعالمي 2024-2025 وإذا استمر على هذا النهج فقد تكون الكرة الذهبية 2025 من نصيبه بكل جدارة واستحقاق
