
في حوار مطول مع صحيفة maisfutebol البرتغالية فتح المدرب التاريخي للنادي الأهلي مانويل جوزيه قلبه للحديث عن تجربته في مصر وكشف عن كواليس خلافاته مع إدارة النادي وتلقيه عروضًا من الزمالك وتحدث عن أصعب اللحظات التي عاشها في مسيرته وفي مقدمتها مأساة بورسعيد
البداية مع الأهلي وعقلية اللاعبين
أكد جوزيه أنه قبل تجربة الأهلي عام 2001 بعدما اقترح عليه وكيل أعماله العربي خوض تجربة في نادٍ كبير يشارك في البطولات القارية وقد وصل إلى القاهرة لمشاهدة نهائي كأس مصر بين الأهلي وغزل المحلة وراوده شعور بالندم على هذه الخطوة مؤكدًا أنه كان قريبًا من المغادرة لولا التزامه بكلمته حيث فوجئ بلاعبين يفتقدون للعقلية الاحترافية وكان عليه العمل على تغيير تلك الذهنية تدريجيًا عبر فرض الانضباط وتحفيز اللاعبين دون فرض غرامات مالية بل من خلال الاستبعاد أو مضاعفة الجهد في التدريبات
جوزيه ارحل ثم انتصارات تاريخية
رغم بدايته الصعبة وخسارة الدوري لصالح الزمالك في اللحظات الأخيرة عام 2001 إلا أن جوزيه قاد الأهلي للقب دوري أبطال إفريقيا بعد غياب دام 14 عامًا غير أن الجماهير لم تكن مقتنعة ببقائه إلا أن الفوز التاريخي 6-1 على الزمالك غير المعادلة وأصبح محبوب الجماهير لدرجة أن السير في شوارع القاهرة بات مستحيلًا بالنسبة له دون التوقف لالتقاط الصور كما اعترف بأن تعلم اللغة العربية كان صعبًا فاعتمد على مترجمين وأوصاهم بعدم تحريف أي كلمة في تصريحاته
ألقاب وخلافات
حقق جوزيه 21 لقبًا مع الأهلي في 8 سنوات لكنه كشف عن خلاف كبير مع المدير الرياضي السابق الذي تدخل في عمله وقال عنه علنًا إنه أفضل مدرب في تاريخ الأهلي لكن ذلك لم يكن كافيًا لاستمراره فقرر المغادرة ثم عاد لاحقًا بضغط من الجماهير بعد تدهور نتائج الفريق واشترط حينها عدم وجود نفس الشخص في منصبه وإلا فلن يعود حتى لو كان سيصبح أفضل مدرب في تاريخ النادي
حادثة بورسعيد والأثر النفسي
وصف جوزيه حادثة بورسعيد بأنها الأكثر قسوة في حياته مؤكدًا أن الحكم ارتكب خطأ جسيمًا حين استكمل المباراة رغم التوتر الأمني وبعد نهاية اللقاء تم الاعتداء عليه ولم يتمكن من دخول غرفة الملابس فتم نقله إلى غرفة الصحافة ثم إلى ثكنة عسكرية قبل مغادرة مصر عبر المطار وأوضح أنه بعد عودة لاعبي الأهلي أبلغه الأطباء بأنهم عالجوا 50 لاعبًا وعضوًا تعرضوا للاعتداءات فيما لقي بعضهم مصرعهم داخل غرف الملابس كما شاهد بأم عينيه أشخاصًا يُقذفون من أعلى المدرجات
عروض الزمالك ومعاناة السفر الإفريقي
أكد جوزيه تلقيه ثلاثة عروض من الزمالك لكنه رفضها دائمًا كما تحدث عن صعوبة السفر داخل إفريقيا باستثناء بعض الدول مثل تونس والمغرب والجزائر وجنوب إفريقيا وكان السفر غالبًا ما يستغرق أكثر من 22 ساعة خصوصًا نحو السنغال أو زيمبابوي التي وصفها بالفوضوية في عهد موجابي كما ذكر أن درجات الحرارة في السودان كانت تصل أحيانًا إلى 45 درجة مئوية عند موعد المباريات
كأس العالم للأندية وانتقادات لبورتو
علّق جوزيه على مشاركة بورتو في كأس العالم للأندية قائلًا إن الفريق تعاقد مع لاعبين ممتازين لكنه انتقد تصريحات المدرب الذي كان عليه الحديث عن الفوز في المباراة الأولى بدلًا من التتويج باللقب ورأى أن بورتو لم يعد ذلك الفريق الكبير الذي عرفه العالم في السابق كما اعتبر أن البطولة باتت بمثابة عقوبة للاعبين خاصة حين تقام في دول لا تهتم كثيرًا بكرة القدم
الخاتمة
مانويل جوزيه لم يكن مجرد مدرب بل شخصية صنعت المجد مع الأهلي وواجهت تحديات كبيرة داخل وخارج الملعب من تغيير عقلية اللاعبين إلى قيادة الفريق في أصعب الظروف ألقابه وشغفه تركا إرثًا لا يُنسى لدى الجماهير ورغم الخلافات والصدمات يظل أحد أعظم المدربين الذين مروا على تاريخ الكرة الإفريقية