
أعلنت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة عن قائمة المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية 2025 التي تمنح سنويا لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، وشهدت القائمة مفاجأة مدوية بغياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب إنتر ميامي الأمريكي والحائز على الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالجائزة برصيد ثمانية ألقاب، إذ لم يدرج اسمه ضمن الثلاثين لاعبا المتنافسين على الجائزة هذا العام، وهو ما يمثل لحظة فارقة في تاريخ هذه الجائزة ومسيرة اللاعب الأسطوري الذي هيمن على المشهد الكروي العالمي لأكثر من عقد ونصف، فغياب ميسي لم يكن وحده المثير للدهشة بل تزامن أيضا مع غياب البرتغالي كريستيانو رونالدو، ليكون عام 2025 هو العام الثاني على التوالي الذي تخلو فيه القائمة من الاسمين الأكثر تأثيرا في كرة القدم الحديثة
مسيرة ذهبية صنعت أسطورة ليونيل ميسي
منذ ترشيحه الأول لجائزة الكرة الذهبية عام 2006 لم يغب اسم ميسي عن قائمة أفضل ثلاثين لاعبا في العالم سوى في مناسبتين فقط، الأولى كانت العام الماضي 2024 والثانية هي النسخة الحالية 2025، وعلى مدار ما يقرب من عقدين متتاليين استطاع النجم الأرجنتيني أن يترك بصمته في كل موسم تقريبا، حيث توج بالجائزة ثماني مرات كان آخرها عام 2023 بعد فوزه التاريخي بكأس العالم مع الأرجنتين في ديسمبر 2022، إلى جانب قيادته نادي إنتر ميامي للتتويج بكأس الدوريات في الولايات المتحدة، وقد مثل ذلك التتويج تتويجا لمسيرة حافلة شهدت أيضا الفوز بكوبا أمريكا، وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا مع برشلونة، وعشرات الألقاب المحلية، إضافة إلى أرقام قياسية فردية جعلته أحد أعظم من لمس كرة القدم عبر تاريخها
غياب ميسي وإشارة إلى تحول الأجيال في كرة القدم
غياب ميسي عن قائمة المرشحين هذا العام يفتح الباب أمام جيل جديد من المواهب الصاعدة التي بدأت في فرض نفسها على الساحة العالمية، ففي ظل انحسار بريق الثنائي ميسي ورونالدو برزت أسماء شابة وأخرى في أوج عطائها تسعى لكتابة فصل جديد في تاريخ الجائزة، ويتصدر هذه القائمة كل من عثمان ديمبيلي نجم باريس سان جيرمان الذي قاد فريقه للفوز بدوري أبطال أوروبا، وكول بالمر الذي خطف الأضواء بقيادته فريقه للتتويج بكأس العالم للأندية ودوري المؤتمر الأوروبي، بالإضافة إلى لامين يامال الموهبة الصاعدة في برشلونة الذي حقق ثلاثية محلية شملت الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني
المرشحون الأبرز للتتويج بجائزة الكرة الذهبية 2025
تضم قائمة المرشحين هذا العام أسماء لامعة مثل لوتارو مارتينيز هداف إنتر ميلان، إرلينغ هالاند القناص النرويجي، هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ، خفيتشا كفاراتسخيليا نجم نابولي، وكيليان مبابي الذي واصل تألقه مع باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، لكن الصراع يبدو محتدما بين ثلاثة أسماء هم عثمان ديمبيلي وكول بالمر ولامين يامال، حيث تشير المؤشرات إلى أن أداءهم في البطولات القارية والمحلية قد يمنحهم الأفضلية، ديمبيلي على وجه الخصوص يقدم نفسه كمرشح قوي بعد موسم استثنائي توج فيه بثلاثية مع سان جيرمان، بينما صنع بالمر الحدث بأدائه المذهل ومساهمته في حصد ألقاب عالمية، أما يامال فقد كسب تعاطف عشاق برشلونة ومحبي المواهب الفذة بفضل أسلوب لعبه المبدع وقدرته على الحسم رغم صغر سنه
دلالات الغياب المتكرر لميسي عن الترشيحات
غياب ميسي للموسم الثاني على التوالي عن قائمة المرشحين يعكس واقعا جديدا في كرة القدم العالمية، حيث يتراجع دور الأساطير التقليدية أمام صعود جيل جديد يمتاز بالسرعة والقوة البدنية والقدرة على التأقلم مع أساليب اللعب الحديثة، كما يشير إلى تغير في معايير الاختيار التي أصبحت تعتمد بدرجة أكبر على الإنجازات في الموسم الأخير والأرقام الفردية بدلا من الاعتماد على السمعة التاريخية للاعب، ومع ذلك فإن هذا لا يقلل من إرث ميسي الذي سيبقى محفورا في ذاكرة كرة القدم لسنوات طويلة
ميسي بين الحاضر والمستقبل
رغم ابتعاده عن المنافسة على الكرة الذهبية هذا العام إلا أن ميسي ما زال يحظى بجماهيرية هائلة في مختلف أنحاء العالم، ولا تزال عروضه الفنية مع إنتر ميامي تجذب الأنظار في الدوري الأمريكي، وقد يختار النجم الأرجنتيني التركيز على مسيرته في الولايات المتحدة وربما المشاركة في بطولات دولية مقبلة مع منتخب الأرجنتين، إلا أن العودة للمنافسة على الكرة الذهبية تبدو صعبة في ظل عامل السن وتطور مستوى اللاعبين الشباب الذين يملكون القدرة على فرض هيمنتهم في السنوات المقبلة
خاتمة
إقصاء ليونيل ميسي من قائمة المرشحين للكرة الذهبية 2025 يمثل علامة فارقة في مسيرة اللاعب وفي تاريخ الجائزة، إذ يعكس التحول الحاصل في خريطة كرة القدم العالمية، ويؤكد أن عهد الهيمنة الثنائية بين ميسي ورونالدو قد طوي صفحته ليفسح المجال أمام أسماء جديدة تسعى لكتابة تاريخها الخاص، وبينما يتطلع العالم لمعرفة من سيخلف ميسي على العرش، سيظل اسم النجم الأرجنتيني رمزا للأسطورة الحية التي غيرت مفهوم كرة القدم وأثرت في أجيال كاملة من اللاعبين والجماهير