أخبار و مسابقات الرياضات النسائية

يورو 2025 للسيدات هل يكون العام المثالي أخيرًا للمنتخب الفرنسي؟

تدخل فرنسا غمار بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 في سويسرا وسط تساؤلات كثيرة حول مدى قدرتها على الوصول إلى المجد الأوروبي أخيرًا بعد سنوات من الوعود غير المحققة والمواهب المتكررة التي لم تجد طريقها إلى منصة التتويج منذ سنوات ورغم أن المنتخب الفرنسي لطالما كان مرشحًا قويًا إلا أن الحظ والتفاصيل الصغيرة حالت دون بلوغه النهائي الأوروبي واليوم وفي ظل التغييرات الجذرية التي طرأت على التشكيلة بقيادة المدرب الجديد لوران بونادي فإن الآمال تتجدد بأن تكون نسخة 2025 هي الفرصة الذهبية أخيرًا

تغييرات جذرية وبداية عهد جديد

قرر المدير الفني للمنتخب الفرنسي لوران بونادي إدخال ثورة حقيقية على التركيبة البشرية للمنتخب باستبعاد أسماء ثقيلة مثل وندي رينار وإوجيني لو سومير وكنزة دالي اللاتي يمتلكن 444 مباراة دولية مجتمعة وهي خطوة مفاجئة لكنها تعكس رغبة في ضخ دماء جديدة وإعادة تشكيل هوية المنتخب بناء على قاعدة من الديناميكية والتجديد ويرى البعض أن هذا القرار الجريء قد يكون مفتاح التحول الحقيقي في مسيرة الفريق خاصة أن فرنسا أنهت تحضيراتها للبطولة بسجل مثالي حيث حققت تسعة انتصارات متتالية في 2025 وحافظت على نظافة شباكها في سبع منها مما يعكس توازنًا واضحًا بين الدفاع والهجوم

خطة مرنة وروح هجومية واضحة

يعتمد المنتخب الفرنسي في عهد بونادي على مرونة تكتيكية تسمح له بالتكيف مع نوعية المنافس حيث يتناوب بين الرسم الكلاسيكي 4-2-3-1 وأحيانًا يتحول إلى 4-3-3 حسب سير المباراة وتسمح هذه الخطة باستغلال المهارات الفردية للاعبات خاصة في خط الهجوم حيث تبرز أسماء مثل كاديديا دياني وماري أنطوانيت كاتوتو وكلارا ماتيو الذين يمثلون مثلث الرعب لأي دفاع منافس ومن الناحية الفنية يبدو الفريق أكثر تنظيمًا وثقة في النفس مع رغبة واضحة في فرض السيطرة على اللعب والضغط العالي منذ الدقائق الأولى

كاتوتو الحلم الكبير الذي ينتظر الانفجار

لا تزال ماري أنطوانيت كاتوتو واحدة من أكثر المهاجمات موهبة في العالم لكنها لم تتمكن حتى الآن من ترك بصمتها في البطولات الكبرى فعلى الرغم من تألقها في الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان لم يتم استدعاؤها لبطولة كأس العالم 2019 وتعرضت لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي خلال يورو 2022 أبعدتها أيضًا عن كأس العالم 2023 لكن العام الماضي شهد انتفاضتها من جديد حيث سجلت خمسة أهداف في أربع مباريات في أولمبياد باريس وهي الآن جاهزة لتأكيد مكانتها كنجم أول للهجوم الفرنسي قدراتها التهديفية المتنوعة وتحركاتها الذكية داخل المنطقة تجعلها عنصرًا يصعب إيقافه خاصة إذا وجدت الدعم الكافي من الوسط والأطراف

كلارا ماتيو الورقة الرابحة القادمة من باريس

برزت كلارا ماتيو كإحدى نجمات الموسم في الدوري الفرنسي مع باريس إف سي حيث سجلت 18 هدفًا وقدمت 7 تمريرات حاسمة في 19 مباراة ونجحت في نقل هذا التألق إلى المستوى الدولي بعدما سجلت ثلاثة أهداف في ثماني مباريات منذ بداية 2024 وتبدو اليوم مرشحة بقوة لمنافسة كاتوتو على مركز المهاجمة الصريحة بفضل رؤيتها للعب وحركيتها العالية ولمستها الحاسمة داخل منطقة العمليات وقد تكون ماتيو هي المفاجأة السارة التي تنتظرها الجماهير الفرنسية في هذا اليورو

التشكيلة المتوقعة والرهانات التكتيكية

من المنتظر أن يبدأ المنتخب الفرنسي مبارياته في اليورو بالخطة الكلاسيكية التي يعتمدها المدرب والتي تتكون من الحارسة بييرو مانيان في حراسة المرمى ورباعي دفاعي يتكون من دي ألميدا وامبوك باتي ولاكرار وباشا وخط وسط متوازن بقيادة غيورو وتوليتي وكارشاوي أما في الخط الأمامي فالثلاثي دياني وكاتوتو وبالتيمور مرشح ليكون السلاح الأبرز للمنتخب مع إمكانية إشراك ماتيو كبديل استراتيجي أو ورقة مفاجئة في التشكيلة الأساسية ويعتمد المنتخب بشكل كبير على قدرته في استرجاع الكرة بسرعة وخلق المساحات في ظهر الدفاعات وهو ما سيكون حاسمًا في مواجهات الأدوار الإقصائية

فرص التتويج والخصوم المحتملون

تتواجد فرنسا في مجموعة صعبة لكنها تملك الإمكانيات التي تؤهلها للعبور إلى الدور ربع النهائي وإذا ما تمكنت من اجتياز هذا الدور فإن الثقة ستزداد والتماسك سيتعزز لتكون قادرة على مواجهة أي خصم محتمل خاصة إنجلترا أو إسبانيا المرشحتين الرئيسيتين للفوز باللقب وبينما يرى البعض أن فرنسا لا تزال أقل نضجًا مقارنة بهذين المنتخبين فإن الواقع قد يحمل مفاجآت كثيرة خاصة إذا حافظت كاتوتو وماتيو على مستواهما العالي واستمرت الصلابة الدفاعية كما ظهرت في المباريات التحضيرية

خاتمة

بين الطموح والتجديد وبين الخبرة والشباب تدخل فرنسا يورو 2025 للسيدات كمرشحة خفية قادرة على مفاجأة الجميع إن حسمت التفاصيل الصغيرة التي كانت تفلت منها في البطولات السابقة ومع مدرب شجاع ولاعبات موهوبات وتوازن بين الخطوط فإن الحلم الفرنسي أصبح أكثر قربًا من أي وقت مضى ويبقى الأمل معقودًا على نجمة مثل كاتوتو لتقود هذا الجيل نحو المجد القاري المنتظر فهل يكون صيف 2025 هو موعد فرنسا مع التاريخ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى