
تعيش جماهير ريال مدريد مرحلة من الترقب والقلق بعد النتائج السلبية الأخيرة التي سجلها الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو حيث جاءت الهزيمة الأخيرة أمام مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف في ملعب سانتياغو بيرنابيو لتضع المزيد من الضغوط على المدرب الذي لم يمض على تعيينه سوى أشهر قليلة وقد أصبحت علامات الاستفهام تحوم حول قدرته على قيادة الفريق خلال هذه المرحلة الصعبة خاصة أن الأداء الهجومي والدفاعي شهد تراجعا واضحا في الأسابيع الأخيرة
هذه الخسارة جاءت لتعمق جراح ريال مدريد بعد سقوطه سابقا أمام سيلتا فيغو بهدفين دون رد وهي نتيجة خلفت حالة من الغضب في مدرجات البرنابيو حيث لم تتردد الجماهير في إطلاق صافرات الاستهجان لأول مرة في عهد ألونسو ومع تكرار الأمر أمام مانشستر سيتي بدأ الحديث يزداد حول إمكانية اتخاذ الإدارة قرارا مفاجئا بإقالة المدرب رغم الدعم الذي أظهره اللاعبون له بعد نهاية اللقاء
سيناريو المباراة أمام مانشستر سيتي وتحول الريال من التقدم إلى التأخر
دخل ريال مدريد مواجهة مانشستر سيتي وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية تعطيه دفعة معنوية للخروج من دوامة الشك وقد نجح الفريق في افتتاح التسجيل عبر رودريغو في الدقيقة الثامنة والعشرين وهو ما منح الفريق أفضلية معنوية وجعل المدرجات تتفاعل مع الأداء بطريقة إيجابية لكن الأمور سرعان ما تغيرت بعدما تمكن مانشستر سيتي من تسجيل هدفين متتاليين عبر نيكو أورايلي وإيرلينغ هالاند وهو ما قلب الطاولة على أصحاب الأرض بشكل مفاجئ
الغريب في هذه المباراة أن ريال مدريد وجد نفسه متأخرا في النتيجة بين الشوطين رغم أنه كان السباق إلى التسجيل وهي حالة لم تحدث منذ مارس سنة 1991 عندما واجه سبارتاك موسكو في دوري أبطال أوروبا وهذا المعطى التاريخي زاد من حدة النقد الموجه إلى المدرب ألونسو الذي بدا عاجزا عن إيجاد حلول هجومية خلال الشوط الثاني خصوصا أن الفريق لم يسدد سوى كرة واحدة على المرمى طوال المباراة وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ مشاركات ريال مدريد أوروبيا منذ بداية جمع الإحصائيات في موسم ألفين وثلاثة أربعة
تراجع هجومي غير معتاد وأرقام مقلقة داخل البيت الملكي
من بين النقاط المثيرة للقلق الأداء الهجومي الباهت لريال مدريد حيث ظهر الفريق بلا أفكار واضحة في الثلث الأخير من الملعب رغم وجود أسماء بارزة مثل بيلينغهام وفينيسيوس ورودريغو وقد عجز لاعبوه عن خلق فرص حقيقية أو فرض ضغط هجومي مكثف وهو ما سمح لمانشستر سيتي بإدارة المباراة كما يريد وقد أثرت هذه الصورة على ثقة اللاعبين الذين حاولوا العودة في الدقائق الأخيرة لكن دون جدوى مما زاد من حدّة الانتقادات التي تطال الجهاز الفني
هذه الأرقام غير المعتادة جعلت الكثير من النقاد يشيرون إلى وجود أزمة تكتيكية حقيقية وإلى أن الفريق يعاني من بطء في اللعب وغياب للفاعلية في بناء الهجمات وهو ما يتطلب مراجعة جذرية قبل مواجهة موناكو وبنفيكا في المباريات القادمة التي ستكون مفصلية في تحديد مستقبل الفريق هذا الموسم وفي تحديد مستقبل المدرب أيضا
اللاعبون يجددون دعمهم للمدرب تشابي ألونسو رغم الضغوط
ورغم حالة الغضب الجماهيري وتزايد التكهنات حول قرب إقالة المدرب فإن أهم المفاجآت جاءت مباشرة بعد المباراة حيث خرج ثلاثي الفريق رودريغو جود بلينغهام وراول أسينسيو بتصريحات قوية يؤكدون فيها دعمهم الكامل للمدرب حيث قال بلينغهام إنه مئة بالمئة خلف المدرب وإن العلاقة التي تجمعهما مميزة وأن اللاعبين يثقون في خططه وطريقته في العمل وأضاف أن النتائج السلبية الأخيرة لا تعني وجود تراجع في الروح القتالية وأن الفريق سيواصل العمل بكل قوة
أما رودريغو فقد صرح بشكل مباشر بأن اللاعبين يقفون مع ألونسو وأن كل ما يتم تداوله في الصحف حول خلافات داخل غرفة الملابس مجرد أكاذيب بينما أكد أسينسيو أن اللاعبين مع مدربهم حتى النهاية وهي جملة لاقت تفاعلا كبيرا في الوسط الإعلامي لأنها عكست حجم الالتفاف حول المدرب رغم شدة النقد الخارجي
سيناريوهات مستقبل تشابي ألونسو بين الإقالة والدعم المؤقت
يتضح من المشهد العام أن مستقبل تشابي ألونسو في ريال مدريد أصبح معلقا بخيط رفيع فالأداء غير مقنع والنتائج متذبذبة والجماهير غير راضية لكن في المقابل فإن اللاعبين والإدارة يدركون أن تغيير المدرب في هذا التوقيت قد يسبب المزيد من الفوضى لذلك لا يزال القرار النهائي قيد الدراسة داخل الإدارة التي تبحث عن حلول وسطية بين الاستقرار الفني والبحث عن تحسين نتائج الفريق
من بين السيناريوهات المطروحة إمكانية منح ألونسو مهلة إضافية تتضمن مباراة أو مباراتين قبل اتخاذ القرار النهائي وفي حال حدوث أي تعثر جديد فقد تلجأ الإدارة إلى إقالته خصوصا أن أسماء كبيرة تلوح في الأفق أبرزها زين الدين زيدان الذي يعتبر أقرب مرشح للعودة لقيادة الفريق في حقبة ثالثة كما يبرز اسم ألفارو أربيلوا الذي يتولى قيادة الفريق الرديف وقد يكون خيارا انتقاليا في حال اتخاذ قرار فوري بإبعاد ألونسو
هل يعود زين الدين زيدان إلى ريال مدريد للمرة الثالثة
يثير اسم زيدان الكثير من الاهتمام داخل البيت الملكي فالنادي يرى فيه رمزا للنجاح وقد حقق معه ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا إضافة إلى لقبين للدوري الإسباني ولا يزال محبوب الجماهير وتدرس الإدارة إمكانية استعادته من جديد إذا تأكد عدم قدرة ألونسو على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات وقد ألمح بعض المحللين إلى أن زيدان قد يكون مستعدا للعودة إذا توفرت الظروف المناسبة خصوصا أن الفريق يملك مجموعة شابة قادرة على التطور تحت قيادته
لكن حتى الآن لم يصدر أي قرار رسمي ولا تزال الأمور مرتبطة بنتائج ريال مدريد في المباراتين المقبلتين حيث سيكون على ألونسو إثبات قدرته على إعادة التوازن للفريق وإقناع الإدارة والجماهير بأنه الرجل المناسب لهذه المرحلة
الخاتمة
يعيش ريال مدريد واحدة من أصعب فتراته في المواسم الأخيرة مع ضغط جماهيري كبير وأداء غير مقنع ونتائج مخيبة خلال المباريات الأخيرة وقد زادت الهزيمة أمام مانشستر سيتي من حجم القلق حول مستقبل المدرب تشابي ألونسو رغم الدعم القوي الذي أظهره اللاعبون له ومع قرب المباريات القادمة في دوري الأبطال قد تكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مصير المدرب وفي رسم معالم المرحلة المقبلة داخل البيت الملكي الذي اعتاد التفوق ويبحث دائما عن الطريق نحو الاستقرار والانتصارات