
شهدت الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني مفاجأة من العيار الثقيل عندما سقط نادي برشلونة أمام مضيفه إشبيلية بنتيجة ثقيلة قوامها أربعة أهداف مقابل هدف واحد في ملعب سانشيز بيزخوان حيث عاش الفريق الكتالوني ليلة من أسوأ لياليه هذا الموسم سواء على مستوى الأداء أو النتيجة وقد جاءت هذه الخسارة لتزيد من معاناة برشلونة الذي خسر أيضًا في منتصف الأسبوع أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ما جعله يدخل فترة التوقف الدولي بحالة من القلق والتوتر
غياب لامين يامال وضياع ركلة جزاء من ليفاندوفسكي
دخل برشلونة اللقاء وهو يعاني من عدة غيابات أبرزها غياب الجناح الشاب لامين يامال الذي تعرض لإصابة في منطقة الفخذ خلال مواجهة باريس سان جيرمان حيث أكد الطاقم الطبي للنادي أن اللاعب سيغيب لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع وهو ما أثّر بشكل واضح على الجانب الهجومي للفريق كما حصل المهاجم البولندي روبيرت ليفاندوفسكي على فرصة تعديل النتيجة عندما احتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة والسبعين لكن المهاجم المخضرم أهدرها بطريقة غريبة بعدما سدد الكرة خارج القائم الأيسر لمرمى الحارس اليوناني أوديسيوس فلاخوديموس الذي كان قد تحرك مبكرًا إلى الجهة التي استهدفها اللاعب البولندي
إشبيلية يستعيد بريقه ويحقق فوزًا تاريخيًا على برشلونة
بعد عشر سنوات كاملة من العجز عن هزيمة برشلونة في الدوري الإسباني نجح فريق إشبيلية في كسر العقدة محققًا فوزًا تاريخيًا رفع من معنويات لاعبيه وأنصاره وجاء هذا الانتصار ليؤكد أن النادي الأندلسي بدأ يستعيد توازنه بعد بداية متعثرة للموسم إذ تمكن من الصعود إلى المركز الخامس في جدول الترتيب بفضل أداء هجومي منظم وسرعة في الارتداد واستغلال أخطاء دفاع برشلونة الذي بدا مفككًا وغير متماسك على الإطلاق
بداية المباراة وأهداف الشوط الأول
انطلقت المباراة تحت حرارة مرتفعة بلغت ثلاثًا وثلاثين درجة مئوية مما أثر على إيقاع اللعب في الدقائق الأولى لكن الفريق الأندلسي بدا أكثر حيوية ورغبة في التسجيل حيث تحصل على ركلة جزاء مبكرة في الدقيقة الثالثة عشرة بعدما تمت عرقلة المهاجم إسحاق روميرو داخل المنطقة من طرف المدافع رونالد أراوخو ليتقدم الجناح التشيلي أليكسيس سانشيز لتسديد الركلة بنجاح معلنًا تقدم أصحاب الأرض بالهدف الأول ولم يتوقف الضغط الإشبيلـي عند هذا الحد إذ تمكن روميرو نفسه من مضاعفة النتيجة في الدقيقة السادسة والثلاثين بعد هجمة مرتدة سريعة استغل فيها فقدان جول كوندي للكرة في منطقة خطرة ليسكنها الشباك بكل هدوء وثقة
برشلونة يحاول العودة عبر راشفورد
وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق تمكن برشلونة من تقليص الفارق عبر المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد الذي سجل أول أهدافه في الليغا منذ انضمامه إلى النادي الكتالوني على سبيل الإعارة في الصيف الماضي وجاء الهدف بعد تمريرة مميزة من بيدري نحو القائم البعيد حيث تواجد راشفورد ليحولها بلمسة واحدة إلى الشباك وهو ما أعاد الأمل مؤقتًا لبرشلونة قبل أن ينهار الفريق تمامًا في الشوط الثاني
شوط ثانٍ كارثي لبرشلونة وخط دفاع مهتز
مع بداية الشوط الثاني حاول المدرب الألماني هانسي فليك الدفع بعدد من العناصر الهجومية لاستعادة السيطرة لكن سوء التمركز الدفاعي والأخطاء المتكررة في بناء اللعب من الخلف كلفت الفريق أهدافًا إضافية حيث تمكن خوسيه أنخيل كارمونا من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة التاسعة والثمانين بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك الحارس فويتشيك شتشيسني قبل أن يختتم أكور آدامز مهرجان الأهداف في الوقت بدل الضائع بتسديدة متقنة من داخل المنطقة ليكمل رباعية تاريخية في مرمى برشلونة
تصريحات فليك ومحاولة تهدئة الأجواء
بعد نهاية اللقاء تحدث المدرب هانسي فليك في المؤتمر الصحفي محاولًا تهدئة الوضع حيث قال نحن نلعب من أجل نادٍ عظيم وجماهير تتألم بعد هذه الهزيمة وعلينا أن نقبل النتيجة ونستعد لما هو قادم وأضاف نحن فريق جيد وسنقاتل على كل الألقاب بعد فترة التوقف الدولي لكنه اعترف بأن الفريق يمر بمرحلة صعبة تتطلب تماسكًا وانضباطًا ذهنيًا أكثر من أي وقت مضى
تأثير الهزيمة على سباق الليغا
هذه الهزيمة جعلت برشلونة يتراجع إلى المركز الثاني خلف ريال مدريد الذي فاز على فياريال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ما منحه صدارة الترتيب بفارق نقطتين عن غريمه التقليدي بينما باتت جماهير برشلونة تشعر بالقلق من فقدان النسق خاصة مع ضغط المباريات وتراجع مستوى بعض النجوم مثل ليفاندوفسكي وكوندي ورافينيا الذين لم يظهروا بالمستوى المنتظر منهم خلال الأسابيع الأخيرة
انتعاش إشبيلية وإشادة بالمدرب
في المقابل نال المدرب الإسباني خوسيه لويس مينديليبار إشادة واسعة من الصحف المحلية بعد أن قاد فريقه لتحقيق هذا الفوز التاريخي حيث أشادت به صحيفة ماركا معتبرة أنه عرف كيف يستغل نقاط ضعف برشلونة من خلال الضغط العالي والسرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم كما أن المهاجم إسحاق روميرو كان نجم المباراة دون منازع بهدفه وصناعته لركلة الجزاء التي افتتحت الأهداف
إصابات ومشاكل عضلية تلاحق لاعبي برشلونة
تحدث الطاقم الطبي عن معاناة عدة لاعبين من الإجهاد العضلي بسبب توالي المباريات ما جعل الفريق يفقد التوازن في الشوط الثاني ومن المتوقع أن يركّز الجهاز الفني على استعادة الجاهزية البدنية خلال فترة التوقف الدولي خصوصًا أن الفريق تنتظره مواجهات قوية في دوري الأبطال والدوري الإسباني على حد سواء
جماهير برشلونة تطالب برد قوي بعد العودة
على مواقع التواصل الاجتماعي عبّر جمهور برشلونة عن غضبه من الأداء الباهت للفريق مطالبًا الإدارة واللاعبين برد قوي بعد نهاية التوقف الدولي حيث اعتبر الكثيرون أن الخسارتين المتتاليتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية تمثلان إنذارًا مبكرًا يجب التعامل معه بجدية وإلا فإن حلم المنافسة على الألقاب قد يتبخر مبكرًا هذا الموسم
نتائج بقية المباريات
في بقية مباريات الجولة تمكن ألافيس من الفوز على إلتشي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد فيما فاز ريال بيتيس على إسبانيول بهدفين لهدف واحد وحقق رايو فايكانو انتصارًا ثمينًا على ريال سوسيداد بهدف دون رد بينما ينتظر أن يخوض أتلتيكو مدريد مباراته أمام سيلتا فيغو مساء الأحد في ختام الجولة
مستقبل برشلونة بعد التوقف الدولي
سيكون أمام برشلونة وقت محدود لتصحيح المسار قبل العودة إلى المنافسات حيث سيعمل فليك على دراسة الأخطاء الدفاعية وتعديل بعض الجوانب التكتيكية كما ينتظر عودة عدد من اللاعبين المصابين في مقدمتهم لامين يامال وفرينكي دي يونغ اللذان يمثلان عنصرين أساسيين في منظومة اللعب الكتالونية ويأمل أنصار برشلونة أن تكون فترة التوقف فرصة لإعادة ترتيب الأوراق واستعادة الروح القتالية التي ميزت الفريق في بداية الموسم
خسارة برشلونة أمام إشبيلية لم تكن مجرد ثلاث نقاط بل جرس إنذار واضح حول هشاشة الفريق في بعض المراكز وخاصة الدفاعية كما أظهرت حاجة النادي إلى استعادة التوازن النفسي والتركيز قبل استئناف المنافسات بعد التوقف الدولي وفي المقابل أكد إشبيلية أنه عاد ليكون خصمًا صعبًا في الليغا بعد سنوات من التراجع ليمنح جماهيره ليلة لا تُنسى