بعد لوكا مودريتش.. ريال مدريد يواصل التخلي عن أساطيره التاريخيين كوراسكوب ©
الدوري الإسباني – لا ليجا

بعد لوكا مودريتش.. ريال مدريد يواصل التخلي عن أساطيره التاريخيين

سياسة التجديد مستمرة في سانتياجو برنابيو

يبدو أن إدارة نادي ريال مدريد الإسباني بقيادة فلورنتينو بيريز لا تنوي التراجع عن استراتيجيتها الجديدة الهادفة إلى تجديد دماء الفريق والتخلي التدريجي عن أبرز الأسماء التي سطرت تاريخًا حافلًا بالألقاب والبطولات خلال السنوات الماضية فبعد أن ودّع النادي نجمه الألماني توني كروس في صيف العام الماضي جاء الدور على النجم الكرواتي لوكا مودريتش البالغ من العمر 39 عامًا والذي رحل رسميًا إلى صفوف نادي ميلان الإيطالي لتنتهي بذلك مسيرة أحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم ضمن صفوف الميرينجي ويبدو أن سياسة التجديد لن تتوقف عند هذا الحد حيث أعلنت تقارير صحفية إسبانية أن النادي قرر الاستغناء كذلك عن اللاعب المخضرم لوكاس فاسكيز البالغ من العمر 34 عامًا والذي خدم الفريق لسنوات طويلة كجناح وظهير أيمن وواحد من اللاعبين الملتزمين تكتيكيًا في منظومة النادي الملكي

من بقي من “الحرس القديم” في الفريق الأبيض

بالتوازي مع مغادرة مودريتش وفاسكيز تتجه الأنظار حاليًا نحو مجموعة أخرى من اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين والذين قد يكونوا هم أيضًا على أبواب الرحيل خلال الصيف الحالي أو الذي يليه يأتي في مقدمتهم داني كارفاخال قائد الفريق حاليًا وحارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا حيث يبلغ كل منهما 33 عامًا ويدخلان عامهما الأخير في عقديهما مع الفريق ورغم عدم وجود إعلانات رسمية عن نوايا النادي تجاه هذين اللاعبين فإن التوجه العام داخل أسوار البرنابيو يوحي بأن الإدارة لا تنوي التمديد بشكل أوتوماتيكي لأي لاعب تجاوز الثلاثين إلا إذا أثبت جدارته بدنيًا وفنيًا

ديفيد ألابا.. نجم آخر يقترب من مغادرة قلعة مدريد

ومن بين الأسماء البارزة التي تندرج ضمن دائرة الاهتمام الإعلامي والنقاش الجماهيري يأتي النجم النمساوي ديفيد ألابا والذي انضم إلى ريال مدريد قادمًا من بايرن ميونيخ الألماني قبل موسمين وحقق مع الفريق العديد من الألقاب من أبرزها دوري أبطال أوروبا ومع ذلك فإن إصاباته المتكررة خلال الموسم الماضي وضعت علامات استفهام كثيرة حول مدى قدرته على الاستمرار في أعلى مستوى وأفادت صحيفة “ديفينسا سنترال” أن إدارة ريال مدريد بدأت بالفعل تبحث عن صيغة ودية لإنهاء علاقة اللاعب بالنادي قبل نهاية عقده في 2026 وأوضحت الصحيفة أن النادي يُكن احترامًا كبيرًا لتاريخ ألابا كلاعب محترف وقائد سابق في البايرن لكنه في ذات الوقت لا يرغب في تحمل تبعات بقاء لاعب يعاني من مشكلات بدنية مزمنة

التحول الجذري في فلسفة التعاقدات

من الواضح أن التغير الذي يشهده ريال مدريد على صعيد الأسماء ليس مجرد مسألة طبيعية ناتجة عن عامل الزمن بل يعكس توجهًا واضحًا نحو الرهان على الشباب والمواهب الواعدة إذ باتت قائمة الفريق تضم عددًا كبيرًا من اللاعبين تحت سن الخامسة والعشرين مثل جود بيلينجهام وإدواردو كامافينجا وأوريليان تشواميني وبهذا تكرس إدارة النادي مبدأ تجديد الفريق دون الحاجة إلى فترات انتقالية طويلة أو صفقات طارئة تهدف إلى سد الفراغات بطريقة مرتجلة

زعامة مستقبلية بقيادة تشابي ألونسو

تسلم تشابي ألونسو دفة القيادة الفنية في ريال مدريد يمثل هو الآخر نقلة نوعية في أسلوب إدارة الفريق إذ يُعرف المدرب الإسباني بقدرته على بناء منظومات جماعية متماسكة تعتمد على الضغط العالي وتبادل المراكز وهي فلسفة تتطلب لاعبين بلياقة بدنية عالية وحيوية دائمة وبالتالي فإن الاعتماد على لاعبين في منتصف الثلاثينات من أعمارهم قد لا ينسجم مع رؤيته التكتيكية وخصوصًا مع وجود جدول مزدحم بالمباريات في مختلف البطولات المحلية والقارية

هل اقتربت نهاية عهد النجوم الكبار؟

تاريخ ريال مدريد مليء بالأمثلة على لاعبين غادروا النادي بعد سنوات من التألق من دون احتفالات تليق بمكانتهم من بينهم راؤول غونزاليس وفرناندو هييرو وكاسياس وغيرهم واليوم يبدو أن مودريتش وألابا وربما كارفاخال وكورتوا يسيرون على ذات الدرب إذ لا تتوانى الإدارة عن اتخاذ قرارات حاسمة من أجل الحفاظ على ديناميكية الفريق ولو تطلب الأمر التخلي عن رموز سابقة ساهمت في صناعة المجد في السنوات الأخيرة

الأرقام تؤكد نجاعة الرؤية الجديدة

رغم رحيل كروس واقتراب نهاية مودريتش وألابا فإن ريال مدريد لا يزال على القمة بل أكثر من ذلك نجح الفريق في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة خلال عشر سنوات ما يثبت أن الرهان على جيل جديد وطاقات شابة ليس مجرد مغامرة بل خطة مدروسة تؤتي أكلها تدريجيًا وبدون هزات كبيرة في مستوى الأداء أو النتائج

هل يقتدي الآخرون بالنموذج المدريدي؟

السياسة التي يعتمدها ريال مدريد حاليًا بدأت تثير اهتمام أندية كبرى أخرى تبحث بدورها عن الاستدامة والاستمرارية دون الاعتماد على أسماء تجاوزت ذروة عطائها وقد تكون تجربة النادي الملكي نموذجًا يحتذى خصوصًا من طرف فرق تسعى لتحقيق إنجازات طويلة الأمد بدلًا من الاعتماد على نجم أو اثنين لمرحلة قصيرة

ختامًا

يتضح من القرارات الأخيرة التي اتخذها ريال مدريد أن النادي مقبل على مرحلة جديدة عنوانها الشباب والتجديد وتحقيق النجاحات بأسلوب مختلف يعتمد على توازن دقيق بين الخبرة والطاقة المتجددة وبعد أن ودع الفريق لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز وتزايدت التكهنات حول مستقبل ألابا وكارفاخال وكورتوا فإن الجمهور المدريدي مطالب اليوم بإدراك أن هذا التحول ليس مجرد قرار مؤقت بل جزء من رؤية استراتيجية بعيدة المدى تضع ريال مدريد في موقع الريادة سواء على مستوى الأداء أو البنية الفنية للفريق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى