نيكو ويليامز يختار القلب قبل المال ويجدد ولاءه لأتلتيك
في خطوة فاجأت الجميع وأعادت ترتيب الأوراق في الميركاتو الصيفي أعلن المهاجم الدولي الإسباني نيكو ويليامز تجديد عقده مع نادي أتلتيك بلباو حتى صيف عام 2035 لينهي بذلك كل الشائعات التي ربطته بانتقال وشيك إلى برشلونة حيث ظهر اللاعب في مقطع فيديو مؤثر وهو يوقع العقد الجديد على الجدار التاريخي للنادي مؤكداً أن قراره لم يكن مادياً بل عاطفياً بقوله عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات فإن قلبي هو ما يحسم الأمر أنا هنا حيث أريد أن أكون بين شعبي هذا هو بيتي أوپا أتلتيك
تفاصيل العقد الجديد وقيمة الشرط الجزائي
العقد الجديد الممتد لثماني سنوات أخرى يتضمن رفع قيمة الشرط الجزائي بأكثر من خمسين في المئة عن القيمة السابقة التي كانت تبلغ 58 مليون يورو ويعكس هذا الرفع رغبة النادي في حماية أحد أعمدته الفنية الأساسية من أي محاولة خارجية لاستقطابه خاصة بعد المستوى الكبير الذي قدمه اللاعب في المواسم الأخيرة سواء في الليغا أو في المسابقات الأوروبية وعلى الرغم من اهتمام برشلونة ووجود اتصالات فعلية إلا أن اللاعب كان متردداً في ظل الأزمة الإدارية والمالية التي يعاني منها الفريق الكتالوني ومشاكل تسجيل العقود الجديدة التي طالت لاعبين مثل داني أولمو وباو فيكتور مما دفعه في النهاية لاختيار الاستقرار في بيئة يعرفها ويشعر فيها بالانتماء
بيان نادي أتلتيك بلباو الرسمي
نشر نادي أتلتيك بلباو بياناً رسمياً أكد فيه توصله لاتفاق مع نيكو ويليامز لتمديد عقده حتى 30 يونيو 2035 مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مشروع رياضي طويل الأمد يقوده مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين جددوا بدورهم عقودهم في الفترة الأخيرة مثل أوناي سيمون وأويان سانسيت وداني فيفيان وميكل خاوريكيزار وبنيات برادوس إضافة إلى المدرب إرنستو فالفيردي وقائد الفريق وشقيق نيكو إيناكي ويليامز وأكد البيان أن نيكو سيواصل ارتداء القميص رقم 10 الذي ورثه عن الأسطورة إيكير مونياين وسيساهم في قيادة الفريق في مغامرته الأوروبية الجديدة في دوري أبطال أوروبا
مسيرة نيكو ويليامز منذ الطفولة وحتى المجد الأوروبي
ولد نيكو ويليامز في مدينة إيرونيا عام 2002 وانضم إلى أكاديمية لزاما التابعة لأتلتيك بلباو في موسم 2013-2014 بعد عام من انضمام شقيقه إيناكي ومنذ ذلك الحين اجتاز جميع المراحل العمرية وصولاً إلى الفريق الأول حيث خاض أول مباراة رسمية له في 28 أبريل 2021 وهو في سن 18 عاماً فقط ومنذ انطلاقته لعب مع الفريق 167 مباراة رسمية سجل خلالها 31 هدفاً وحقق لقب كأس ملك إسبانيا وتأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي قبل أن يقود الفريق إلى دوري الأبطال هذا الموسم لأول مرة منذ سنوات طويلة ويُعد نيكو من اللاعبين القلائل الذين يجمعون بين السرعة والمهارة والفعالية الهجومية في الوقت نفسه مما جعله كابوساً حقيقياً لمدافعي الخصوم على امتداد الليغا والمسابقات القارية
أصداء دولية ونجومية في اليورو والكرة الذهبية
لم يقتصر تألق نيكو ويليامز على المستوى المحلي فقط بل نجح في فرض نفسه دولياً حيث أصبح من الأعمدة الأساسية في تشكيلة المنتخب الإسباني وتوج بلقب يورو 2024 بعدما قدم مستويات مبهرة جعلته يُتوج بجائزة أفضل لاعب في النهائي كما تم اختياره ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024 محتلاً المركز الخامس عشر في الترتيب النهائي مما يعكس مدى تأثيره الكروي في الساحة العالمية وقد تحوّل بذلك إلى سفير رياضي للنادي الباسكي في مختلف المحافل الدولية
نادي أتلتيك بلباو والاستثناء الكروي الأوروبي
يمثل أتلتيك بلباو نموذجاً فريداً في عالم كرة القدم حيث يلتزم النادي بسياسة انتقاء اللاعبين من إقليم الباسك فقط ما جعله حالة استثنائية بين الأندية الأوروبية الكبرى وفي هذا الإطار تأتي خطوة نيكو ويليامز كتجسيد للفلسفة الرياضية للنادي الذي يعتمد على الولاء والهوية والانتماء كأهم عناصر النجاح ويؤكد النادي أن تجديد نيكو هو أكثر من صفقة رياضية بل هو رسالة إلى العالم بأن الأبطال لا يُشترون بالأموال بل يصنعون بالتاريخ والانتماء والعزيمة
الخلاصة
بتجديد عقده مع أتلتيك بلباو حتى عام 2035 يكون نيكو ويليامز قد ضرب مثالاً نادراً في عالم كرة القدم الحديثة التي أصبحت تهيمن عليها العروض الخيالية والأجور الفلكية حيث اختار القلب على العقل والانتماء على المجد التجاري ليواصل كتابة فصول أسطورته الشخصية في ملعب سان ماميس جنباً إلى جنب مع شقيقه ورفاقه تحت راية نادٍ لا يشبه أحداً ويصر على أن يصنع المجد بهويته الخاصة ليبقى أتلتيك بلباو اسماً فريداً في عالم يشهد تغيرات متسارعة في كل موسم لكن ولاء نيكو يثبت أن بعض الأشياء الجميلة لا تتغير
