
شهد ملعب أنفيلد التابع لنادي ليفربول الإنجليزي حالة من الذعر المؤقت مساء اليوم بعد أن تم إخلاؤه بشكل مفاجئ قبيل انطلاق المواجهة الودية المنتظرة أمام نادي أتلتيك بيلباو الإسباني حيث كان من المقرر إقامة مباراتين وديتين في اليوم ذاته في إطار استعدادات النادي الأحمر لانطلاق الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز الجماهير التي كانت قد بدأت بالفعل في التوافد إلى مدرجات الملعب سمعت صوت إنذار قوي ما دفع إدارة الملعب إلى مطالبة الجميع بمغادرة المكان فوراً وذلك كإجراء احترازي في ظل غموض الأسباب الكامنة وراء الإنذار وبعد فترة وجيزة سُمح للجماهير بالعودة إلى المدرجات مرة أخرى إلا أن العودة شهدت ازدحاماً شديداً وطوابير طويلة عند بوابات الدخول الأمر الذي أثار استياء العديد من المشجعين خاصة أن المباراة الأولى كان من المفترض أن تنطلق في تمام الساعة الخامسة مساءً بينما تم تحديد موعد المباراة الثانية في تمام الساعة الثامنة ليلاً
التقارير الصحفية البريطانية لم توضح حتى الآن سبب الإخلاء المفاجئ إلا أن مصادر مقربة من إدارة النادي تحدثت عن احتمال وجود خلل فني في أنظمة السلامة أو إنذار خاطئ ورغم ذلك أكدت الجهات الأمنية أن جميع الإجراءات تمت وفقاً للبروتوكولات المعتمدة للحفاظ على سلامة الجميع دون تسجيل أي إصابات أو حوادث مقلقة هذه الواقعة تأتي في ظل الاستعدادات الحثيثة التي يقوم بها نادي ليفربول بقيادة المدرب أرين سلوت من أجل تجهيز الفريق للموسم المقبل حيث قررت الإدارة تنظيم لقاءين وديين في نفس اليوم أمام فريق أتلتيك بيلباو الإسباني لإعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين الأساسيين والشباب للمشاركة والتقييم الفني
وشهدت التشكيلة الرسمية للمباراة الأولى مشاركة عدد من نجوم الفريق الأول مثل داروين نونيز وأليكسيس ماك أليستر وكيرتيس جونز وهارفي إليوت وكوستاس تسيميكاس وأندي روبرتسون بينما يتوقع أن تشهد المباراة الثانية إشراك مجموعة أخرى من اللاعبين وخاصة المواهب الصاعدة من أكاديمية النادي التي تحظى بثقة الجهاز الفني في السنوات الأخيرة وقد شهدت المدرجات تفاعلاً كبيراً من الجماهير رغم الأحداث غير المتوقعة في البداية إذ عبر كثير من الحاضرين عن سعادتهم بعودة الفريق للعب على أرضية أنفيلد مجدداً رغم الأجواء المليئة بالحزن التي تخيم على النادي بسبب وفاة النجم البرتغالي ديوغو جوتا في حادث سير مأساوي الشهر الماضي والذي راح ضحيته أيضاً شقيقه أندريه سيلفا
ويُعد هذا اللقاء الأول الذي يخوضه ليفربول على ملعبه منذ رحيل جوتا حيث حرص قائد الفريق فيرجيل فان دايك على توجيه رسالة مؤثرة للغاية في البرنامج الرسمي للمباراة عبّر فيها عن الحزن العميق الذي يعيشه الفريق والطاقم الفني منذ وقوع الحادث قائلاً لقد كانت فترة صعبة للغاية أولاً وقبل كل شيء بالنسبة لعائلة ديوغو وأندريه وخاصة زوجته روتي وأطفالهما فهم الأهم في كل ما يحدث ولا يمكننا أبداً تخيل مدى الألم الذي يشعرون به الآن وأضاف فان دايك بصراحة لا يزال الأمر يبدو غير واقعي لكننا نحاول التأقلم بأفضل طريقة ممكنة كفريق ونبذل قصارى جهدنا لتجاوز هذه المرحلة القاسية
وتابع القائد الهولندي قائلاً ما زلت أعود دائماً إلى فكرة ضرورة دعم عائلة ديوغو والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة يجب أن نحافظ على إرثه ونخلد ذكراه ليس فقط الآن بل طوال الوقت لأن هذا ما يستحقه بالفعل لقد أثر في كل من عرفه وكل من لعب معه داخل الفريق وخارجه كان لاعباً رائعاً وشخصاً مذهلاً وأضاف في نهاية كلمته علينا أن نواصل العمل ونحترم التزاماتنا الرياضية ولكن دائماً ونحن نحمل في قلوبنا ذكرى ديوغو ونعمل من أجل عائلته التي ستظل دائماً في مقدمة اهتماماتنا
يأتي هذا الحدث في وقت يسعى فيه ليفربول إلى إعادة ترتيب أوراقه بعد التغييرات الفنية والإدارية الأخيرة وبعد موسم لم يكن مثالياً على صعيد النتائج في البطولات المحلية والأوروبية إذ يراهن النادي هذا الموسم على عناصر جديدة ودماء شابة في محاولة للعودة إلى منصات التتويج كما أن الجهاز الفني الجديد بقيادة الهولندي أرين سلوت يطمح إلى فرض بصمته مبكراً من خلال تحضيرات دقيقة تشمل المباريات الودية والمعسكرات التدريبية المكثفة وأظهرت تصريحات اللاعبين في الأسابيع الأخيرة رغبة جماعية في تعويض الجماهير عن خيبة الموسم الماضي واستعادة هيبة الفريق المعروف بصلابته ونجاعته الهجومية
وفيما يخص الحضور الجماهيري فقد شهد أنفيلد حضوراً كبيراً مقارنة بمباريات ودية سابقة مما يعكس تشوق الجمهور الأحمر لرؤية فريقه مجدداً وهو يتحرك فوق العشب الأخضر استعداداً لموسم قد يكون مختلفاً على عدة مستويات ولا يزال الحزن يخيم على أجواء الفريق والجمهور على حد سواء بعد حادثة وفاة جوتا الذي كان من العناصر الأساسية في خط الهجوم حيث لعب دوراً كبيراً في المواسم السابقة وسجل أهدافاً حاسمة في لحظات مصيرية مما جعله محبوباً لدى جماهير النادي من مختلف أنحاء العالم
وختمت الصحافة الإنجليزية تقاريرها حول الحادث بعبارات تعكس مشاعر المختلط لدى جماهير ليفربول بين التفاؤل بالموسم الجديد والحزن العميق على فقدان أحد أعمدة الفريق مؤكدة في الوقت ذاته أن النادي سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المشجعين في المباريات القادمة سواء من الناحية الأمنية أو التنظيمية خاصة بعد ما حدث اليوم
خاتمة
حادثة إخلاء ملعب أنفيلد قبيل مواجهة ليفربول وأتلتيك بيلباو جاءت لتذكر الجميع بأهمية التحضير الدقيق على جميع المستويات الأمنية والفنية رغم أنها لم تخلف أضراراً فإنها سلطت الضوء على الهشاشة المحتملة في بعض تفاصيل التنظيم خاصة أن الجماهير تنتظر من ناديها الكبير توفير كل شروط الراحة والأمان كما أن هذا اللقاء حمل بعداً عاطفياً كبيراً في ظل الذكرى الأليمة لرحيل ديوغو جوتا مما جعل من المناسبة فرصة لتكريم الراحل والتأكيد على وحدة الأسرة الكروية الحمراء التي تسعى هذا الموسم لتجاوز الأحزان والعودة إلى طريق البطولات