جماهير ليفربول تخلد ذكرى ديوغو جوتا بالقرب من أنفيلد بعد الحادث المأساوي

مأساة تهز أسوار أنفيلد

استفاقت جماهير نادي ليفربول صباح اليوم على فاجعة كروية من العيار الثقيل بعد تأكيد وفاة المهاجم البرتغالي ديوغو جوتا في حادث سير مأساوي أدى إلى وفاته هو وشقيقه أندريه سيلفا حيث وقع الحادث في الساعات الأولى من فجر اليوم عندما كان اللاعب يقود سيارة لامبورغيني رفقة شقيقه في إحدى الطرق السريعة في إسبانيا ووفقاً لتقارير الشرطة الإسبانية فإن الحادث وقع حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً بالتوقيت المحلي حيث فقد جوتا السيطرة على السيارة خلال عملية تجاوز ما تسبب في انفجار أحد الإطارات وانحراف المركبة عن الطريق قبل أن تشتعل فيها النيران بالكامل

السيارة احترقت بالكامل وجثث الضحايا لم تُعرف إلا برقم اللوحة

لم يتمكن رجال الإنقاذ من التعرف على هوية الضحيتين إلا بعد أن نجوا في قراءة رقم لوحة السيارة الذي بقي الجزء الوحيد السليم بعد احتراق السيارة بشكل كامل الحادث وقع بالتحديد على الطريق السريع A52 عند الكيلومتر 65 بالقرب من بلدية بالاسيوس دي سانابريا حيث كانت السيارة تسير بسرعة كبيرة عند لحظة الانفجار ولم يكن هناك وقت كافٍ لأي تدخل خارجي أو إنقاذ اللاعبين من داخل المركبة التي تحولت إلى كتلة لهب

حزن عميق في أوساط جماهير ليفربول

منذ انتشار الخبر تجمع المئات من مشجعي ليفربول أمام ملعب أنفيلد ليلاً حاملين معهم الزهور والشموع واللافتات التي تعبر عن حبهم العميق لجوتا والذي كان يعتبر من أكثر اللاعبين شعبية في صفوف الفريق حيث تحولت ساحة المدخل الرئيسي للملعب إلى مزار شعبي وارتفعت الأهازيج الحزينة التي تمجد ذكراه وتدعو له بالرحمة والمغفرة وفي بادرة رمزية قامت إدارة ليفربول بإنزال علم النادي إلى منتصف السارية حداداً على النجم البرتغالي الذي فارق الحياة وهو في قمة عطائه الرياضي

إرث جوتا في ليفربول وإنجلترا

انضم ديوغو جوتا إلى ليفربول قادماً من وولفرهامبتون في صفقة شكلت حينها أحد أبرز الانتدابات الهجومية ونجح خلال سنواته مع الريدز في إثبات نفسه كأحد أبرز الهدافين وأكثرهم تأثيراً على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز وكان يشكل ثلاثياً مرعباً إلى جانب محمد صلاح ولويس دياز كما أن أداءه المتنوع في مختلف مراكز الهجوم منحه مكانة خاصة لدى يورغن كلوب الذي لطالما وصفه بالمهاجم العصري المتميز والذي يجمع بين الشراسة والحس التهديفي والهدوء التكتيكي

الاتحاد البرتغالي واتحاد الكرة الإنجليزي يعبران عن صدمتهما

في أول رد فعل رسمي أعرب الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن حزنه العميق لوفاة أحد أعمدة المنتخب الوطني مشيداً بمسيرة جوتا الدولية وإسهاماته في نهائيات كأس أوروبا وكأس العالم السابقة كما أصدر الاتحاد الإنجليزي بياناً مشتركاً مع نادي ليفربول يعبران فيه عن صدمتهما من الحادث المأساوي ورفضا إصدار أي تعليق آخر إلى حين انتهاء التحقيقات الجارية حالياً في إسبانيا وتوافد العديد من نجوم كرة القدم العالميين إلى منصات التواصل الاجتماعي لنعي اللاعب البرتغالي بكلمات مؤثرة أبرزهم برناردو سيلفا وكريستيانو رونالدو وفيرجيل فان دايك

تضامن واسع من الأندية الأوروبية

وفي لفتة تضامنية من الأندية الأوروبية قامت أندية مانشستر سيتي وتوتنهام وتشيلسي وبنفيكا وبورتو بنشر رسائل تعزية وتكريم لجوتا عبر حساباتها الرسمية فيما قرر فريق ليفربول ارتداء شارات سوداء خلال مباراته القادمة بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت قبل انطلاق المباراة حداداً على روح اللاعب كما تدرس إدارة النادي تنظيم حفل تأبيني رسمي خلال الأيام المقبلة بمشاركة زملائه وعائلته وبعض من أساطير النادي

مستقبل غامض في ظل الحزن

مع توالي الصدمات لا يزال جمهور ليفربول يعيش حالة من الذهول والحداد حيث لم يكن أحد يتوقع رحيل أحد أعمدة الفريق بهذه الطريقة المفجعة خصوصاً في وقت كان جوتا يمر بفترة استقرار بدني وتكتيكي ومع تزايد الضغط النفسي على الفريق من المنتظر أن تشهد الأيام القادمة تحركات كبيرة على المستوى الإداري والدعم النفسي للاعبين خاصة وأن العديد منهم تجمعه علاقة شخصية عميقة بجوتا داخل وخارج الملعب

الخلاصة

برحيل ديوغو جوتا تفقد كرة القدم العالمية أحد أكثر مهاجميها موهبة وشغفاً باللعبة وتفقد جماهير ليفربول لاعباً شكل جزءاً لا يتجزأ من هويتها في السنوات الأخيرة وقد ترك جوتا بصمة لا تُنسى في تاريخ الريدز بقلبه وروحه ومهاراته وتضحياته وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة أنفيلد كأحد اللاعبين الذين لم يُكملوا الحكاية لكنهم غادروا وهم أبطال