
يبدو أن المدافع الإنجليزي الدولي لوك شاو قد بلغ نقطة التحول في مسيرته مع نادي مانشستر يونايتد بعد أكثر من عشر سنوات قضاها داخل جدران أولد ترافورد إذ تشير مصادر متعددة إلى أن اللاعب بات منفتحًا على العروض الخارجية ويستعد لمغادرة النادي خلال الميركاتو الصيفي الجاري خصوصًا بعد التغييرات الكبيرة التي أحدثها المدرب البرتغالي روبن أموريم
عقد طويل ولكن رغبة في الرحيل
على الرغم من أن لوك شاو لا يزال يرتبط بعقد مع مانشستر يونايتد يمتد لعامين إضافيين إلا أن التقارير تفيد بأن اللاعب البالغ من العمر ثلاثين عامًا بات مقتنعًا بأن فترته مع الشياطين الحمر وصلت إلى نهايتها وسط اهتمام جدي من أندية سعودية تسعى لضمه في إطار التوجه المتزايد للبطولة السعودية لضم أسماء لامعة من القارة الأوروبية
تغييرات جذرية بقيادة روبن أموريم
تولي روبن أموريم قيادة مانشستر يونايتد شكّل بداية لمرحلة جديدة في سياسة النادي الفنية والإدارية حيث عمد المدرب البرتغالي إلى تعزيز صفوف الفريق بعدد من الصفقات الجديدة التي قد تؤثر مباشرة على وضعية لوك شاو في التشكيلة الأساسية إذ أن قدوم كل من دييغو ليون من سيرو بورتينيو وظهير يناير باتريك دورغو بالإضافة إلى استمرار ديوغو دالوت يمثل تهديدًا مباشرًا لمكانة شاو في مركز الظهير الأيسر
تجربة ودية وواقع صعب
شارك لوك شاو مؤخرًا في الجولة التحضيرية للنادي في الولايات المتحدة وظهر في مباراة ودية أمام ليدز إلا أن مشاركته لم تُخفِ الواقع المرير الذي يعيشه اللاعب خاصة مع تاريخه الطويل مع الإصابات والذي تسبب في غيابه المتكرر عن مباريات الفريق خلال الموسمين الماضيين حيث لم يشارك سوى في 27 مباراة فقط في تلك الفترة وهو ما يدفعه للبحث عن فرصة جديدة تمنحه دقائق لعب منتظمة
قيمة مالية مرتفعة ولكن مستقبل غامض
يحصل لوك شاو على راتب أسبوعي يبلغ 150 ألف جنيه إسترليني وهو رقم قد يشكّل عائقًا أمام استمرار اللاعب في الفريق خصوصًا إذا كانت مساهمته محدودة على أرض الملعب ورغم أن روبن أموريم لا يمانع الإبقاء عليه ضمن المجموعة إلا أن اللاعب نفسه يفضل خوض تجربة جديدة تتيح له اللعب بشكل مستمر وقد تكون الوجهة السعودية الأنسب في ظل القوة المالية للأندية هناك والرغبة في تعزيز الصفوف بلاعبين ذوي خبرة أوروبية
منافسة شرسة في الجبهة اليسرى
بدأ شاو الموسم الماضي في تشكيلة الفريق الأساسية وخاض نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام غير أن الموسم الجديد يبدو أكثر تعقيدًا بالنسبة له في ظل الخيارات المتاحة للمدرب إذ يبرز اسم باتريك دورغو كمرشح أول لشغل مركز الظهير الأيسر في خطة أموريم الهجومية والتي تعتمد على الأطراف بشكل كبير كما أن دييغو ليون صاحب الثمانية عشر عامًا حظي بإشادة المدرب خلال اللقاء التحضيري أمام ليدز حيث قال عنه أموريم إنه لاعب قوي ويتعلم بسرعة وسيمثل مستقبلًا مشرقًا للنادي
رحيل محتمل دون مقاومة
في حال قرر لوك شاو المغادرة هذا الصيف فمن غير المرجح أن يقف النادي في طريقه بل على العكس قد يكون ذلك حلًا مفيدًا للطرفين فالنادي سيوفر جزءًا من كتلة الرواتب وقد يجني مقابلًا ماديًا جيدًا من الصفقة بينما سيحظى اللاعب بفرصة لإعادة إطلاق مسيرته بعيدًا عن الضغوط التي يعيشها داخل مانشستر يونايتد
سياسة خروج اللاعبين جزء من خطة التجديد
لا يقتصر الحديث عن الرحيل على لوك شاو فالنادي الإنجليزي يتطلع للاستفادة من صفقات بيع محتملة للاعبين آخرين مثل أنتوني وأليخاندرو غارناتشو وتيريل مالاسيا وقد سمح بالفعل بإعارة ماركوس راشفورد رغم رغبته في تعزيز الميزانية المخصصة للتعاقدات الجديدة وفي هذا السياق تعاقد الفريق مؤخرًا مع كل من ماثيوس كونيا وبرايان مبيومو في محاولة لإعادة بناء الخط الهجومي بما يتماشى مع رؤية روبن أموريم
مستقبل مفتوح على جميع الخيارات
ما يزال لوك شاو جزءًا من قائمة مانشستر يونايتد حتى الآن وشارك في الجولة التحضيرية إلا أن كل المؤشرات توحي بأن مستقبله قد يتغير في أي لحظة خاصة إذا وصل عرض مالي مغرٍ من أحد أندية دوري روشن السعودي الذي بات وجهة مفضلة للكثير من النجوم الباحثين عن تحديات جديدة وراحة أكبر في اللعب
لوك شاو بات على مفترق طرق في مسيرته الكروية فعقده ما زال ساريًا مع مانشستر يونايتد ولكنه يبحث عن فرصة جديدة تمنحه اللعب باستمرار بعد مواسم صعبة تخللتها إصابات ومتغيرات فنية كبيرة في النادي وإذا ما قرر الرحيل فإن وجهته المقبلة ستكون على الأرجح في الشرق الأوسط حيث تنتظره فرصة لإثبات نفسه من جديد بعيدًا عن ضغط الدوري الإنجليزي وتحت أضواء مشروع جديد يتماشى مع طموحاته