مواجهة كلاسيكية تنتهي بفوز صعب للمدفعجية
شهد ملعب أولد ترافورد واحدة من أقوى مباريات الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026 حيث تمكن أرسنال من خطف انتصار ثمين بهدف نظيف على حساب مانشستر يونايتد في مباراة حملت كل معاني الإثارة والتوتر التاريخي بين الفريقين هدف اللقاء الوحيد جاء عبر المدافع الإيطالي ريكاردو كالافيوري في الشوط الأول ليمنح المدفعجية ثلاث نقاط غالية في بداية مشوار طويل نحو المنافسة على اللقب
أرسنال يحصد النقاط لكن الأداء مقلق
على الرغم من الفوز إلا أن أداء أرسنال لم يكن مقنعا فقد سيطر مانشستر يونايتد على مجريات اللعب في معظم فترات المباراة وأظهر خطورة هجومية كبيرة حيث سدد 22 كرة منها 7 على المرمى لكن التوفيق غاب عنه في إنهاء الهجمات بينما اكتفى أرسنال بالتركيز على المرتدات واستغلال الكرات الثابتة وهو ما يؤكد أن المدرب ميكيل أرتيتا أمام عمل كبير إذا أراد أن يجعل فريقه منافسا حقيقيا في الأسابيع المقبلة خصوصا أن جدول المباريات لا يرحم حيث يواجه ليفربول ومانشستر سيتي ونيوكاسل قريبا
مشاكل في وسط الميدان وصعوبات هجومية
غياب السيطرة في وسط الميدان كان واضحا على أرسنال الأمر الذي جعل الفريق يفتقد الحلول الهجومية فالمهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس لم يتمكن من تسديد أي كرة في أول ظهور له فيما حاول كاي هافيرتز تقديم الإضافة بتحركاته العرضية وحضوره البدني إلا أن غياب الاستحواذ جعل مردوده محدودا كما أن مارتينيلي وأوديغارد لم ينجحا في تقديم التمريرات الحاسمة التي تسمح بتهديد مرمى الخصم
قوة مانشستر يونايتد لم تترجم إلى أهداف
أما مانشستر يونايتد فقد بدا أكثر تنظيما وانسجاما تحت قيادة المدرب روبن أموريم حيث أظهر اللاعبون التزاما تكتيكيا عاليا وسيطرة شبه كاملة على مجريات اللقاء إلا أن الأخطاء الفردية كلفتهم غاليا خصوصا خطأ الحارس ألطاي بايندير الذي لم يتمكن من التعامل بشكل جيد مع تسديدة كالافيوري ومنح أرسنال هدف اللقاء الوحيد ورغم الأداء الجيد فإن الجماهير خرجت محبطة بسبب تكرار مشكلة إضاعة الفرص أمام المرمى
أزمة الحراسة وخيارات الميركاتو
يجد مانشستر يونايتد نفسه أمام خيار حاسم قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية حيث يتعين عليه الاختيار بين التعاقد مع حارس مرمى جديد أو تدعيم خط الوسط فمركز الحراسة لم يعرف الاستقرار منذ رحيل دافيد دي خيا وقد زادت الشكوك مع استبعاد أندريه أونانا من التشكيلة رغم جاهزيته البدنية بينما تستمر الأخبار حول اهتمام النادي بالتعاقد مع جانلويجي دوناروما أو إيميليانو مارتينيز أما في الوسط فرغم توفر أسماء عديدة مثل برونو فيرنانديز وبرايان مبويمو وأماد ديالو وماتيوس كونيا إلا أن الإدارة تسعى لضم لاعب ارتكاز جديد وقد ارتبط اسم كارلوس باليبا بالفريق في الأيام الأخيرة
صراع المهاجمين الجدد بين جيوكيريس وشيسكو
الأنظار كانت موجهة أيضا نحو المهاجمين الجديدين في الفريقين فيكتور جيوكيريس مع أرسنال وبنجامين شيسكو مع مانشستر يونايتد غير أن كلاهما لم ينجح في ترك بصمة واضحة شيسكو دخل بديلا في الشوط الثاني وأظهر بعض التحركات الجيدة لكنه وجد صعوبة أمام صلابة دفاع أرسنال بقيادة غابرييل وساليبا فيما بدا جيوكيريس معزولا بسبب ضعف الإمداد من خط الوسط ومع ذلك يرى المتابعون أن المهاجمين سيأخذان وقتا للتأقلم مع نسق البريميرليغ وأنهما قادران على تقديم الإضافة في المباريات المقبلة خصوصا أن يونايتد سيواجه فولهام وأرسنال سيلتقي ليدز في الجولة القادمة
الدروس المستفادة من اللقاء
أول هذه الدروس أن أرسنال بحاجة عاجلة إلى تحسين مردوده الهجومي والتنظيم الدفاعي رغم النتيجة الإيجابية فالفوز لا يجب أن يغطي على نقاط الضعف التي ظهرت بوضوح ثانيها أن مانشستر يونايتد ورغم خسارته أثبت أنه يملك إمكانيات كبيرة ويحتاج فقط إلى الفعالية أمام المرمى ثالثها أن سوق الانتقالات قد يكون حاسما في تحديد شكل الفريقين في قادم الأسابيع حيث يسعى يونايتد لتدعيم صفوفه بينما يبحث أرسنال عن حلول تكتيكية تمنحه التوازن
خاتمة
فوز أرسنال على مانشستر يونايتد في افتتاح الموسم يمنحه دفعة معنوية مهمة لكنه يطرح في الوقت نفسه أسئلة حول قدرته على مجاراة الكبار في صراع اللقب أما مانشستر يونايتد فرغم الهزيمة إلا أن الأداء أظهر إشارات إيجابية تعكس مشروع المدرب روبن أموريم الذي يحتاج إلى بعض التدعيم ليصبح الفريق أكثر تكاملا الأيام القادمة والمباريات الصعبة المقبلة ستكشف مدى جاهزية الطرفين للمنافسة الحقيقية في الدوري الإنجليزي الممتاز