أولمبيك ليون يدخل مرحلة جديدة من الميركاتو تحت ضغط الميزانية كوراسكوب ©
الدوري الفرنسي – ليغ 1

أولمبيك ليون يدخل مرحلة جديدة من الميركاتو تحت ضغط الميزانية

بعد قرار اللجنة الوطنية لمراقبة الإدارة المالية للأندية الفرنسية “DNCG” بإلغاء قرار الهبوط الإداري إلى الدرجة الثانية، وجد نادي أولمبيك ليون نفسه أمام واقع مالي صعب يفرض إعادة هيكلة سياسته في سوق الانتقالات النادي الذي نجا من كارثة رياضية حقيقية بات مطالبا بالتخلي عن صفقات اللاعبين ذوي التكاليف الباهظة واعتماد استراتيجية أكثر واقعية وذكاء في ظل تقليص كتلة الأجور بنسبة 50٪ وهو ما أكده مدير التعاقدات بالنادي ماتيو لوي جان خلال ظهوره الأخير على قناة OLTV الرسمية للفريق حيث تحدث بصراحة عن مستقبل الميركاتو الصيفي الذي يخوضه النادي في ظروف استثنائية بكل المقاييس

نهاية عهد التعاقدات المكلفة وبداية نهج جديد أكثر عقلانية

أكد ماتيو لوي جان أن النادي اضطر إلى تفعيل عدة استراتيجيات بديلة تماشيا مع قرارات DNCG حيث صرح أن ليون دخل بالفعل مرحلة جديدة في سياساته التعاقدية وأن فكرة ضم لاعبين بتكاليف مالية ضخمة لم تعد مطروحة حاليا وأضاف أن الفريق أصبح مطالبا بالبحث عن صفقات نوعية وفرص متاحة في السوق خاصة بين اللاعبين أصحاب الإمكانيات العالية والتطور المستقبلي وأوضح أن التركيز سينصب على مراكز محددة أبرزها الخط الأمامي وخط الوسط بهدف تعزيز العمق الفني دون تجاوز الإمكانيات المالية المتوفرة كما شدد على أن الهدف الحالي لا يقتصر فقط على سد الفراغات بل بناء فريق قادر على المنافسة ضمن إمكانيات متاحة

تأثير التحولات الإدارية على استراتيجية النادي

يأتي هذا التحول في سياسة الميركاتو تزامنا مع تغييرات هيكلية على مستوى إدارة النادي حيث غادر جون تيكستور منصبه كرئيس للنادي ليحل محله الثنائي ميشيل كانغ وميخائيل غيرلينغر هذا التغيير أضفى طابعا جديدا على المشروع الرياضي لأولمبيك ليون خاصة أن الإدارة الجديدة أبدت استعدادها لتطبيق مبدأ التوازن المالي كأحد ركائز المرحلة المقبلة وفي ظل هذه التحديات بات الجهاز الفني مطالبا أكثر من أي وقت مضى بالاعتماد على صفقات مدروسة ذات قيمة فنية واضحة دون التورط في تعاقدات غير مضمونة العائد

أبرز المغادرين وأسماء الوافدين الجدد

عرفت فترة الانتقالات الصيفية الحالية رحيل عدد من الأسماء البارزة عن الفريق على رأسهم المهاجم ألكسندر لاكازيت المنتقل إلى نادي نيوم السعودي والموهبة ريان شرقي الذي وقع لمانشستر سيتي والحارس لوكاس بيري المنتقل إلى ليدز يونايتد ولاعب الوسط جوردان فيريتو الذي التحق بنادي العربي القطري في المقابل ضم الفريق لاعبين شباب مثل روبين كلويفرت وأفونسو موريرا ضمن خطة تعزيز تدريجية للصفوف كما أشار ماتيو لوي جان إلى أن الفريق بصدد إنهاء تعاقدات إضافية خاصة في الهجوم والوسط مشيرا إلى أن العملية دخلت مرحلتها الثالثة

التركيز على التنقيب واستقطاب اللاعبين الواعدين

ضمن السياسة الجديدة أكد المسؤول عن التعاقدات أن أولمبيك ليون يركز حاليا على التوجه نحو اللاعبين الشباب ممن يمتلكون هامشا كبيرا للتطور كما لم يستبعد أيضا إمكانية ضم لاعبين أصحاب خبرة قادرين على تأطير الفريق وتقديم الإضافة السريعة في الوقت المناسب هذه المقاربة المزدوجة تهدف إلى خلق توازن بين الحاجة إلى نتائج فورية وبناء فريق مستقر على المدى البعيد ولعل نجاح فريق التوظيف في اكتشاف مثل هذه الأسماء سيكون عاملا حاسما في رسم ملامح الموسم المقبل

تحديات مالية ورياضية في انتظار الفريق

رغم الاحتفاظ بمكانه في دوري الدرجة الأولى إلا أن التحديات التي تواجه أولمبيك ليون تبقى معقدة خاصة أن الموسم القادم سيكون اختبارا حقيقيا لقدرة الفريق على التنافس بتركيبة جديدة وميزانية محدودة كما أن الجماهير تنتظر إشارات قوية من إدارة النادي حول قدرتها على إعادة بناء فريق تنافسي دون الحاجة إلى إنفاق ضخم ويبقى العامل النفسي والتماسك الجماعي من أهم مفاتيح النجاح في هذه المرحلة المفصلية

مستقبل أولمبيك ليون مرهون بنجاح مشروعه الجديد

يبدو أن نادي أولمبيك ليون دخل فعليا مرحلة انتقالية هامة على كافة المستويات الإدارية والفنية والمالية فبعد صدمة التهديد بالهبوط وقرار DNCG بات واضحا أن النادي مطالب بتغيير جذري في تعامله مع سوق الانتقالات والتكيف مع واقع جديد يفرض الانضباط المالي والحكمة في اتخاذ القرار ورغم كل الصعوبات تلوح في الأفق مؤشرات على قدرة الفريق على تجاوز الأزمة خاصة إذا ما نجح في استقطاب مواهب صاعدة وتنفيذ مشروع رياضي متكامل يتماشى مع تطلعات جماهيره الكبيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى