من هو لويس كاسترو مدرب نادي نانت الجديد

في خطوة مفاجئة أعلنت إدارة نادي نانت الفرنسي عن تعيين المدرب البرتغالي لويس كاسترو مدربًا جديدًا للفريق الأول خلفًا للمدرب السابق وقد أثار هذا القرار الكثير من التساؤلات حول هوية هذا المدرب القادم من الظل والذي صنع لنفسه اسمًا خلال فترة قصيرة في دوري الدرجة الثانية الفرنسية مع نادي دونكيرك حيث أظهر رغبة كبيرة في فرض أسلوب لعب هجومي ومنظم دون أن يتنازل عن مبادئه التكتيكية رغم الضغوط والصعوبات التي واجهها

بداية غير متوقعة في فرنسا

وصل لويس كاسترو إلى نادي دونكيرك في سبتمبر 2023 بينما كان الفريق يحتل المركز السادس عشر في دوري الدرجة الثانية ولم يكن أحد يعرف الكثير عن هذا المدرب البرتغالي البالغ من العمر 43 عامًا والذي لم يسبق له اللعب كمحترف فقد جاء تعيينه بعد إقالة المدرب السابق ماتيو شابيرت بسبب خلاف في الرؤية الفنية مع المستشار الرياضي ديمبا با وليس بالضرورة بسبب تراجع النتائج وهذا ما فتح الباب أمام كاسترو الذي تمكن خلال أشهر قليلة من تغيير صورة الفريق جذريًا وقيادته لتقديم أداء هجومي متماسك جذب انتباه المتابعين والمسؤولين في عالم كرة القدم الفرنسية

خلفية أكاديمية وتجربة دولية متنوعة

لم يكن طريق لويس كاسترو تقليديًا في عالم التدريب إذ أنه لم يكن لاعبًا محترفًا بل تلقى تعليمه الأكاديمي في علوم الرياضة وتخصص في التدريب الكروي في جامعة براجانسا في شمال شرق البرتغال وقد تأثر كثيرًا بفلسفة جوزيه مورينيو التدريبية خلال فترة تدريبه لنادي بورتو في بداية الألفية الثالثة وهو ما جعله يضع أسس مشروعه الفني على التنظيم الدفاعي والضغط العالي والاستحواذ الإيجابي

تنقل كاسترو بين عدة تجارب في بلدان مختلفة فقد عمل في السعودية عام 2011 ثم انتقل إلى نادي فيتوريا غيماريش في البرتغال عام 2012 ثم خاض تجربة أخرى في المجر مع نادي ديبريسين عام 2016 قبل أن يتجه إلى اليونان حيث تولى قيادة فريق بانيتوليكوس لكن تجربته هناك لم تدم طويلًا وتمت إقالته في أكتوبر 2019

النجاح في دونكيرك بوابة للظهور في الليغ 1

عندما استلم كاسترو تدريب دونكيرك كان الفريق يعاني من ضعف هجومي واضح وافتقار للهوية لكن خلال أسابيع قليلة فرض أسلوب لعب واضح يعتمد على التمريرات السريعة والتحركات بدون كرة والضغط المتواصل على الخصم وقد أشاد كثير من المحللين بطريقة تنظيمه للخطوط وقدرته على استخلاص الأفضل من لاعبيه رغم الإمكانيات المحدودة

ما ميز كاسترو هو إصراره على عدم التخلي عن فلسفته الهجومية حتى أمام الفرق الأقوى فخلال لقاءاته ضد فرق المقدمة مثل أوكسير وسانت إتيان حافظ على نفس الأسلوب مما أكسبه احترام المتابعين واللاعبين ورفع من أسهمه في سوق التدريب في فرنسا

اختيار نادي نانت ودور ديمبا با

يرتبط ديمبا با المستشار الرياضي السابق في دونكيرك بعلاقة مباشرة مع لويس كاسترو وهو من شجع إدارة نانت على التعاقد معه خاصة بعد فشل عدة خيارات تدريبية محلية وأجنبية ويرى ديمبا با أن كاسترو يمثل مشروعًا طويل الأمد يمكنه إحداث ثورة فنية في نانت إذا توفرت له الظروف والدعم المناسب

من جهته أعرب كاسترو في أول تصريح له عقب التوقيع مع نانت عن سعادته بهذه الفرصة وأكد على رغبته في بناء فريق يلعب كرة قدم إيجابية تعتمد على المبادرة والضغط والاحتفاظ بالكرة مشيرًا إلى أن النجاح لن يأتي سريعًا لكنه مؤمن بقدرة الفريق على التطور

التحديات التي تنتظر كاسترو في نانت

يواجه كاسترو عدة تحديات في تجربته الجديدة أهمها التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري في دوري الأضواء إضافة إلى الحاجة لبناء علاقة قوية مع اللاعبين والإدارة الفنية في ظل عدم معرفته المسبقة بهم كما أن تطبيق فلسفته في الليغ 1 سيكون أكثر تعقيدًا بسبب قوة المنافسة وتفاوت الإمكانيات الفنية والمالية مقارنةً بما اعتاد عليه في دوري الدرجة الثانية

لكن من يعرف كاسترو يدرك أنه مدرب يؤمن بالعمل اليومي والصبر والانضباط وهذه القيم قد تكون مفتاح نجاحه في نادي نانت الذي يبحث عن هوية جديدة بعد سنوات من التخبط الفني

هل يكون كاسترو الرجل المناسب لإعادة نانت إلى الواجهة

نادٍ بحجم نانت يحتاج إلى مدرب شجاع صاحب رؤية واضحة وقادر على إعادة الروح لفريق عريق يمتلك تاريخًا حافلًا بالألقاب والمواهب ولويس كاسترو رغم قلة خبرته في البطولات الكبرى يبدو أنه يمتلك المؤهلات الفكرية والتكتيكية التي تؤهله لذلك وإذا نجح في فرض أسلوبه وإقناع لاعبيه قد يكون الموسم القادم نقطة تحول في مسيرة النادي

الخاتمة

يمثل التعاقد مع لويس كاسترو خطوة جريئة من إدارة نادي نانت الذي يسعى إلى بناء مشروع رياضي طويل الأمد على أساس من الانضباط والتنظيم الفني ورغم أن المدرب البرتغالي لا يملك سجلًا حافلًا في الفرق الكبرى إلا أن ما قدمه في دونكيرك يثبت أنه يملك القدرة على إدارة مشروع ناجح إذا توفرت له الإمكانيات والدعم المناسب وسيكون الموسم الأول لكاسترو في نانت اختبارًا حقيقيًا لرؤيته وطموحاته فهل ينجح في كتابة فصل جديد في تاريخ النادي العريق