
مع انتهاء مشاركته المخيبة في مونديال الأندية بعد احتلاله الصف ما قبل الأخير يعود الوداد الرياضي البيضاوي إلى التركيز على أهدافه المحلية والقارية وسط ضغوط جماهيرية وإدارية كبيرة تطالب بالعودة إلى سكة الألقاب بعد سنوات من التراجع ورغم خيبة الأمل التي طبعت الظهور العالمي الأخير فإن رئيس النادي هشام آيت منا قرر الحفاظ على المدرب أمين بنهاشم ومنحه فرصة جديدة شريطة تحقيق الأهداف المحددة بدقة وعلى رأسها استعادة درع البطولة الاحترافية الذي غاب عن خزائن الفريق منذ ثلاث سنوات والذهاب بعيدا في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم
تجديد الثقة في المدرب رغم الإخفاق
قرار استمرار أمين بنهاشم على رأس الجهاز الفني جاء مفاجئا للبعض خصوصا بعد الأداء الضعيف في مونديال الأندية لكن إدارة الفريق ترى أن الظروف المحيطة بتلك المشاركة لم تكن مواتية كما أنها تؤمن بأن استقرار الطاقم التقني يعد من أساسيات تحقيق النجاح ووفق مصادر مقربة من البيت الودادي فإن اجتماع آيت منا بالمدرب خلص إلى تحديد خارطة طريق دقيقة تقوم على تحقيق نتائج ملموسة وعدم التساهل مع أي إخفاق مستقبلي
أهداف واضحة وشروط صارمة
وضعت إدارة النادي شروطا واضحة مقابل تلبية جميع مطالب المدرب التقنية في الميركاتو إذ حصل بنهاشم على موافقة لانتداب اللاعبين الذين طلبهم مع التزام الإدارة بتوفير أفضل الظروف للتحضير إلا أن هذا السخاء مشروط بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية أولها الفوز بلقب البطولة الوطنية الذي لم يحققه الفريق منذ موسم 2021 وثانيها بلوغ أدوار متقدمة في كأس العرش التي استعصت على النادي منذ أكثر من عشرين عاما أما الهدف الثالث فيكمن في الذهاب بعيدا في كأس الكونفدرالية الإفريقية التي يشارك فيها الوداد هذا الموسم بعد غيابه عن دوري أبطال إفريقيا نتيجة احتلاله المركز الثالث في ترتيب البطولة المنصرمة
تحركات نشطة في الميركاتو
بعد نهاية الموسم أطلقت إدارة الوداد حملة انتدابات واسعة شملت ستة أسماء بارزة لتعزيز صفوف الفريق تحضيرا للموسم الجديد من بين هؤلاء اللاعبين هناك الهولندي مارتن مايير الذي يلعب في مركز الوسط الهجومي ويتميز بقدرته على التمرير وبناء اللعب إضافة إلى البرازيلي رافائيل فيريرا المدافع الأيسر الذي يعول عليه بنهاشم لإغلاق الجهة اليسرى دفاعيا بشكل محكم كما ضم الفريق الكونغولي باتريك باكوخاس مهاجم قوي البنية يملك سجلا تهديفيا مميزا في الدوري الكونغولي ويأتي أيضا انضمام نور الدين أمرابط النجم المغربي المخضرم الذي سيكون له دور كبير على مستوى القيادة داخل الملعب وخارجه إلى جانب لاعبين محليين شابين يتوقع أن يتم تطوير مستواهما خلال الموسم
عودة الألقاب مسؤولية جماعية
استعادة هيبة الوداد لا تقع فقط على عاتق المدرب بل هي مهمة جماعية يشترك فيها اللاعبون والطاقم الإداري والجمهور الفريق الذي كان قبل سنوات يتزعم القارة الإفريقية أصبح يعاني من تذبذب النتائج بسبب توالي التغييرات على مستوى الإدارة والتقنيين وأحيانا توتر العلاقة مع الجمهور لذلك فإن الموسم المقبل يمثل فرصة لتوحيد الصفوف والعمل بشكل منسجم من أجل العودة إلى سابق التألق خصوصا أن التحديات المنتظرة متعددة وتشمل الجبهة المحلية والإفريقية
التحدي النفسي والتكتيكي
إضافة إلى الجانب الفني سيكون الجانب النفسي تحديا كبيرا أمام المدرب بنهاشم إذ عليه إخراج لاعبيه من خيبة المونديال وتحفيزهم على تقديم موسم مختلف تماما كما أن عليه تطوير المنظومة التكتيكية للفريق خصوصا أن بعض المباريات في البطولة الوطنية تتطلب أنظمة لعب مرنة وقادرة على التأقلم مع مختلف الخصوم كما ينتظر أن يعتمد المدرب على مزيج من الخبرة والشباب من أجل خلق توازن يضمن الاستمرارية
الرهان على الجماهير
جماهير الوداد التي اشتهرت بشغفها ووفائها مطالبة بدورها بلعب دور أساسي هذا الموسم من خلال دعم الفريق دون قيد أو شرط في كل الظروف فالحضور الجماهيري القوي في الملاعب يشكل عاملا حاسما في نتائج الفريق كما أن التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي له تأثيره النفسي على اللاعبين وفي وقت بدأت فيه بعض الجماهير تفقد الثقة في المشروع الجديد تسعى الإدارة الحالية إلى استعادة الحماس والالتفاف من خلال الانتصارات والنتائج المقنعة
التحديات الإفريقية تفرض الواقعية
المنافسة على مستوى كأس الكونفدرالية الإفريقية تختلف كليا عن المنافسات المحلية من حيث الأسلوب وظروف اللعب وكثرة التنقلات لذلك على الجهاز الفني أن يكون واقعيا في مقاربة هذه المسابقة فالطموح مشروع لكن التدرج في تحقيق الأهداف سيكون أكثر حكمة من الدخول في ضغط نفسي مبكر كما أن معرفة الخصوم جيدا وتحليل أدائهم سيكون له دور كبير في تحديد مسار الفريق في البطولة
هل ينجح المشروع الجديد؟
الموسم المقبل سيكون حاسما في مصير المدرب بنهاشم والمشروع الرياضي برمته فالنتائج وحدها من ستحكم على نجاح الرهان أو فشله وإذا ما تمكن الوداد من تحقيق أحد الأهداف الثلاثة الكبرى على الأقل فسيكون الموسم إيجابيا أما في حال تواصل الإخفاق فإن الضغوط الجماهيرية قد تدفع إلى إعادة النظر في المشروع من أساسه لذلك فإن الرهانات المرتبطة بهذا الموسم تتجاوز البعد الرياضي إلى أبعاد معنوية وتاريخية تتعلق بمكانة النادي في الكرة المغربية والإفريقية
خاتمة
الوداد الرياضي يدخل موسمه الجديد بطموحات كبيرة وآمال معقودة على مدربه أمين بنهاشم من أجل استعادة أمجاد ضائعة وتحقيق تطلعات جماهيره العريضة بعد مواسم عجاف قررت الإدارة منح الثقة للمدرب ومكافأته بتعزيزات نوعية مقابل مطالبته بنتائج ملموسة في ثلاث واجهات رئيسية بطولة وكأس وكونفدرالية المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والعمل الجاد والانسجام داخل المنظومة