
يعيش نادي المغرب الفاسي مرحلة حساسة من تاريخه الإداري بعد سلسلة من الأحداث التي توجت باستقالة الرئيس السابق هشام شاقور الأمر الذي فتح الباب أمام إعادة هيكلة محتملة على مستوى قيادة النادي ووسط هذه المستجدات برز اسم محمد بوزوبع كمرشح وحيد لرئاسة الفريق وهو ما جعله في موقف مريح نحو تولي قيادة الماص خلال المرحلة المقبلة حيث يبدو أن الطريق بات ممهدا أمامه للجلوس على كرسي الرئاسة في ظل غياب أي منافسة رسمية حتى اللحظة
استقالة هشام شاقور تؤكد هشاشة الوضع الإداري
قرار هشام شاقور بالتنحي عن رئاسة نادي المغرب الفاسي لم يكن مفاجئا بشكل كامل إذ سبقته مؤشرات متعددة أبرزها الضغط الجماهيري المتزايد والصراع المفتوح مع مسؤولي الشركة الرياضية التي تتولى الإشراف المالي والتقني على الفريق وهو ما أفرز توترا داخليا ألقى بظلاله على الاستقرار الإداري للفريق حيث حاولت العصبة الوطنية الاحترافية التدخل في أكثر من مناسبة لإيجاد حلول ودية بين الطرفين لكنها لم تفلح في تجاوز الخلافات مما دفع شاقور إلى حسم موقفه بتقديم الاستقالة وفتح الباب أمام مرحلة جديدة
محمد بوزوبع يظهر كمرشح توافقي
مع تحديد يوم الإثنين كآخر موعد لتقديم طلبات الترشح لرئاسة الفريق لم يتقدم سوى محمد بوزوبع بلائحة مكتملة وهو ما جعله المرشح الوحيد بشكل رسمي وهو ما يفسر الحديث المتزايد داخل الأوساط الفاسية عن قرب تنصيبه رئيسا جديدا للماص خصوصا أن بوزوبع يحظى بدعم جزء مهم من الفعاليات الرياضية داخل المدينة ويُعرف بخبرته الإدارية وعلاقاته الجيدة داخل محيط الجامعة والعصبة الاحترافية مما يجعله خيارا تفضله أطراف متعددة
الجمع العام في 7 غشت سيكون حاسما
حسب ما أعلنه نادي المغرب الفاسي رسميا فإن الجمع العام العادي سينعقد يوم 7 غشت القادم بمدينة فاس ومن المتوقع أن يشهد هذا الجمع مصادقة على التقريرين المالي والأدبي ومناقشة الوضعية العامة للنادي إضافة إلى انتخاب الرئيس الجديد وهي العملية التي يُرتقب أن تمر بسلاسة في حال ظلت لائحة بوزوبع هي الوحيدة المرشحة مما يعني أن النتائج محسومة سلفا ما لم تحدث مفاجآت في اللحظات الأخيرة
التحديات التي تنتظر بوزوبع إذا تم انتخابه
في حال تم انتخاب محمد بوزوبع رئيسا جديدا للماص فإن مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق إذ تنتظره مجموعة من التحديات الكبرى في مقدمتها إعادة الاستقرار للمؤسسة الإدارية التي شهدت تراجعا كبيرا خلال الموسم الماضي إضافة إلى ضرورة حل الإشكالات العالقة مع الشركة الرياضية وتنظيم علاقة الفريق الأول بالأطر التقنية وضمان انتدابات ناجحة تدعم طموحات الفريق للعودة إلى المنافسة القوية في البطولة الاحترافية كما سيكون عليه تحسين علاقة الفريق بجمهوره العريض الذي أصبح يطالب بنتائج ملموسة تليق بتاريخ الماص
جماهير المغرب الفاسي تطالب بالشفافية والنجاعة
رغم تفاؤل العديد من محبي النادي بوصول بوزوبع إلى الرئاسة إلا أن القاعدة الجماهيرية للماص أصبحت أكثر وعيا بضرورة المحاسبة والمراقبة وهو ما سيضع الإدارة الجديدة أمام مسؤولية كبيرة في تسيير شؤون النادي بشفافية تامة خاصة بعد المواسم العجاف التي مرت بها الجماهير في ظل غياب التتويجات وسوء التسيير المتكرر حيث أصبح الجمهور الفاسي أكثر إصرارا على مراقبة الأداء الإداري والمطالبة بنتائج حقيقية لا تقتصر على الشعارات
دور العصبة الاحترافية في ضمان انتقال سلس للسلطة
في سياق الأزمة الأخيرة بين الإدارة السابقة والشركة الرياضية لعبت العصبة الاحترافية دور الوسيط لضمان الحفاظ على الاستقرار الداخلي للنادي ومن المنتظر أن تواصل العصبة دورها في متابعة تطورات الجمع العام المقبل وضمان احترام المساطر القانونية للانتخابات كما أنها قد تضطلع بدور أساسي في مراقبة مدى التزام الإدارة الجديدة بتنزيل دفتر التحملات المرتبط بالفرق المنضوية تحت لواء البطولة الاحترافية سواء على المستوى المالي أو التنظيمي
مستقبل المغرب الفاسي يتوقف على الحكامة الجديدة
إن نجاح بوزوبع في مهمته كرئيس للمغرب الفاسي سيكون رهينا بقدرته على فرض نمط جديد من الحكامة يرتكز على وضوح الرؤية وتحديد الأهداف وتنويع مصادر التمويل وبناء مشروع رياضي متكامل يعيد الفريق إلى موقعه الطبيعي في مقدمة الترتيب الوطني وقدرته على منافسة الكبار كما أن العلاقة مع الفئات الصغرى والاهتمام بالبنية التحتية ستكون مؤشرا حاسما في تقييم أدائه خلال السنوات المقبل
يبدو محمد بوزوبع الأقرب لقيادة نادي المغرب الفاسي في المرحلة المقبلة في ظل غياب أي منافسين على رئاسة الفريق ومع اقتراب موعد الجمع العام سيكون أمامه فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة مع جماهير النادي التي تنتظر نتائج ملموسة واستقرارا إداريا وفنيا يعيد الماص إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع والتخبط فهل يكون بوزوبع هو الرجل المناسب لهذه المرحلة؟