حقائق كروية (هل تعلم ؟ )

19 أشياء لا تعرفها عن فلورنتينو بيريز المهندس الذي حوّل ريال مدريد إلى آلة ربح

فلورنتينو بيريز صانع الملوك وقائد المشروع الأعظم في تاريخ كرة القدم

كيف حوّل بيريز ريال مدريد إلى قوة اقتصادية لا تُقهر

ريال مدريد هو المعيار الذهبي في كرة القدم العالمية فهو النادي الأكثر تتويجا بدوري أبطال أوروبا وهو الوجهة التي يحلم بها كل لاعب مهما كان فريقه أو مستواه ويُعزى هذا المجد التاريخي في العصر الحديث إلى رجل واحد فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد

بيريز ليس مجرد رجل أعمال بل هو شخصية متكاملة تجمع بين التعليم العالي والطموح السياسي والفكر الإداري الحديث في عام 2024 صنفته فوربس ضمن أغنى الشخصيات في العالم بثروة تبلغ 3.7 مليار دولار لكن أهم ما يميزه هو كونه الرئيس الأكثر تتويجا في تاريخ الأندية العالمية حيث قاد ريال مدريد لتحقيق أكثر من 60 لقبا في كرة القدم وكرة السلة على مدار أكثر من عقدين من الزمان

لكن خلف هذه النجاحات التجارية والرياضية هناك قصة رجل بدأ من لا شيء ونجح في بناء إمبراطورية اقتصادية ورياضية ولد بيريز عام 1947 في مدريد وكان واحدا من خمسة أبناء في عائلة متوسطة الحال درس الهندسة المدنية في جامعة مدريد التقنية وبدأ حياته المهنية في العمل الحكومي في قطاع الطرق والبنية التحتية ثم انتقل إلى السياسة حيث أصبح عضوا في مجلس بلدية مدريد قبل أن يغادر الحياة السياسية عام 1986 بعد فشل حزبه في الانتخابات

في عام 1983 اشترى مع شركائه شركة بناء متعثرة اسمها Padros SA مقابل بيزيتا واحدة فقط وتمكن خلال سنوات قليلة من تحويلها إلى واحدة من أكبر شركات المقاولات في إسبانيا وفي عام 1997 تأسست مجموعة ACS التي أصبحت من كبريات الشركات العالمية في مجالات البناء والعقارات والاتصالات وتشغل أكثر من 135000 موظف حول العالم برئاسة بيريز

لكن ما يهم في هذه القصة هو كيفية انتقال بيريز من المقاولات إلى كرة القدم وبالتحديد إلى رئاسة ريال مدريد فقد كان عاشقا للنادي منذ الطفولة وكان والده يصطحبه لحضور المباريات في ملعب سانتياغو برنابيو بل وشاهد الجيل الذهبي بقيادة سانتياغو برنابيو يحقق خمسة ألقاب متتالية في دوري الأبطال في الخمسينيات

في عام 1995 ترشح لأول مرة لرئاسة ريال مدريد وخسر الانتخابات لكنه عاد في عام 2000 بخطة مدروسة تركز على تحويل النادي إلى مؤسسة ربحية مستدامة رغم أن الفريق حينها كان قد فاز بدوري الأبطال إلا أن الوضع المالي كان كارثيا بديون تصل إلى 300 مليون دولار وفوضى إدارية شاملة

اعتمد بيريز في حملته على خبرته الاقتصادية ووعد بتحويل ريال مدريد إلى آلة اقتصادية مستقلة لا تعتمد فقط على النتائج الرياضية بل تسعى لتعظيم الإيرادات بشكل متواصل وهو ما تحقق بالفعل

منذ ذلك الوقت وريال مدريد يتصدر قائمة الأندية الأكثر دخلا في العالم باستثناء عام واحد فقط هو 2016 حين تفوق مانشستر يونايتد في الإيرادات رغم ترتيبه المتأخر في الدوري هذا يعكس نجاح بيريز في الفصل بين الأداء الرياضي والإدارة الاقتصادية وضمان الاستمرارية

ولا يمكن إغفال أن صعود بيريز جاء أيضا نتيجة تحالفاته مع بعض أكبر العائلات الاقتصادية في إسبانيا مثل عائلة مارش والمصرفيين المعروفين باسم “ألبرتوس” رغم تورطهم لاحقا في قضايا مالية شهيرة مما يطرح تساؤلات حول نوعية الحلفاء الذين دعموا مسيرته في الخلفية

لكن مع ذلك يبقى بيريز حالة استثنائية في عالم كرة القدم رجل جمع بين الإدارة والسياسة والهندسة والأعمال وحقق المعادلة الصعبة بين النجاح الاقتصادي والاستقرار الرياضي

الاستراتيجية التجارية لريال مدريد : كيف بنى فلورنتينو بيريز إمبراطورية لا تهزم

صعود النموذج الاقتصادي الجديد لريال مدريد

منذ بداية القرن الواحد والعشرين بدأ نادي ريال مدريد في التحول من مجرد نادٍ رياضي تقليدي إلى مؤسسة عالمية عملاقة يقودها منطق تجاري صارم هذا التحول لم يكن مصادفة بل كان نتيجة مباشرة لاستراتيجية فلورنتينو بيريز الذي أعاد تعريف العلاقة بين النجاح الرياضي والنجاح التجاري حيث أصبحت العائدات لا تعتمد فقط على عدد البطولات بل على قوة العلامة التجارية وولاء الجمهور وقدرته الشرائية

التخلص من الديون عبر استغلال الأصول

عندما تولى بيريز رئاسة النادي واجه تحديًا ماليًا يتمثل في الديون التي تثقل كاهل النادي وللتخلص منها لجأ إلى بيع أرض مركز التدريب القديم “سيوداد ديبورتيفا” الذي كان قد بُني في ستينيات القرن الماضي على أطراف مدينة مدريد ولكن مع توسع المدينة أصبحت الأرض تقع في منطقة راقية في قلب العاصمة الإسبانية.

مما جعل قيمتها العقارية ترتفع بشكل هائل المشكلة كانت في أن الأرض مصنفة لأغراض غير تجارية وكانت هناك محاولات لتغيير هذا التصنيف منذ التسعينيات لكنها فشلت إلى أن جاء بيريز مدعومًا بنفوذه السياسي والشركات الكبرى ونجح في تغيير تصنيف الأرض وبيعها مقابل حوالي 500 مليون يورو تم استخدام جزء من هذه العائدات لبناء مركز تدريب جديد على أحدث طراز هو “سيوداد ريال مدريد” بتكلفة 100 مليون يورو

سياسة التوازن بين الأكاديمية والنجومية

في الجانب الرياضي اعتمد بيريز على معادلة تجمع بين التكوين الداخلي وشراء النجوم من الخارج حيث سعى إلى ترقية المواهب من أكاديمية النادي مثل راؤول وكاسياس وفي نفس الوقت تعاقد مع أفضل اللاعبين العالميين ليس فقط من حيث المهارة بل من حيث التأثير الإعلامي والجماهيري المثال الأبرز على ذلك كان التعاقد مع لويس فيغو.

من الغريم برشلونة وهو ما شكل صدمة كروية وسياسية في آنٍ واحد هذه السياسة التي أُطلق عليها “الجلاكتيكوس” كانت تهدف إلى جلب نجم عالمي واحد على الأقل في كل موسم من أجل تعزيز الصورة الإعلامية للنادي وجذب الرعاة والمشجعين في مختلف أنحاء العالم.

بناء صورة اجتماعية متكاملة

لم يقتصر الأمر على التعاقد مع النجوم أو بناء البنية التحتية بل أولى بيريز اهتمامًا خاصًا بالجانب الاجتماعي والعلاقات العامة حيث حرص على تقديم صورة نادي ريال مدريد كنادٍ إنساني وعائلي يشارك في دعم القضايا الإنسانية ويعمل مع منظمات مثل اليونيسف كما أرسى ثقافة الشفافية في اتخاذ القرارات داخل النادي وهو ما عزز من ولاء الجمهور المحلي والدولي ورفع من قيمة العلامة التجارية للنادي على المستوى العالمي

تسويق النجوم وفتح الأسواق العالمية

مع كل هذه الأسس أصبح التسويق في ريال مدريد عملية سهلة وبسيطة بيع قمصان ديفيد بيكهام في أول سنة تجاوز مليون قميص في مدريد فقط أما قميص كريستيانو رونالدو فبيع منه 1.2 مليون نسخة في أول عام هذه الأرقام لا تعكس فقط شعبية اللاعبين بل تشير إلى قوة شبكة التسويق التي أنشأها النادي لم يقتصر الأمر على القمصان بل أصبحت كل مباراة وكل مؤتمر صحفي وكل زيارة إلى بلد أجنبي فرصة لتوسيع النفوذ واستقطاب جمهور جديد كما تم توقيع شراكات محلية مع شركات آسيوية وعربية مما عزز من التغلغل التجاري في تلك الأسواق

تقاسم حقوق الصورة كمصدر دخل جديد

أدخل ريال مدريد نموذجًا مبتكرًا يتمثل في تقاسم عائدات حقوق الصورة مع اللاعبين وهو ما أتاح للنادي الاستفادة من شهرة نجومه وتحقيق عوائد تسويقية إضافية حيث بلغ هذا التقاسم في بعض الحالات 50 بالمئة أو أكثر مثل كريستيانو رونالدو الذي حصل على نسبة 60 مقابل 40 للنادي في حين عرض على كيليان مبابي نسبة 80 له و20 للنادي هذا النموذج كان بمثابة ثورة في تمويل الأندية وفتح مصدر دخل جديد ومستقر جعل ريال مدريد أقل اعتمادًا على نتائج المباريات

أرقام قياسية في العائدات

بين عامي 2001 و2006 ارتفعت العائدات التجارية للنادي من 38 مليون يورو إلى 125 مليونًا في حين ارتفعت الإيرادات الإجمالية من 138 مليونًا إلى 292 مليونًا مقارنة بمانشستر يونايتد الذي كان في الصدارة سنة 2001 لكنه لم يحقق سوى نمو محدود وصل إلى 242 مليون يورو بحلول 2006 هذه الأرقام تؤكد أن بيريز لم يكن يخطط فقط للفوز بل لبناء مؤسسة رياضية مالية مستدامة

الدروس المستفادة من تجربة الجلاكتيكوس

رغم كل هذه الإنجازات وقع بيريز في بعض الأخطاء على المستوى الرياضي أبرزها كان الاستغناء عن كلود ماكيليلي الذي اعتبره اللاعبون أحد أهم عناصر الفريق ولكن بيريز رفض طلبه بزيادة الراتب وتم بيعه لتشيلسي الذي استفاد منه كثيرًا في إحراز لقب الدوري مرتين على التوالي وبعد رحيله لم يفز ريال مدريد بأي لقب لثلاث سنوات متتالية كما تمت إقالة المدرب فيسنتي ديل بوسكي رغم فوزه بالدوري وهو ما أثار غضب الجماهير والإعلام مما دفع بيريز إلى الاستقالة سنة 2006 لكنه عاد إلى المنصب سنة 2009 أكثر حكمة وتوازنًا حيث بدأ يفوض المهام الرياضية ويُركز على الإدارة العامة للنادي

عودة أقوى واستراتيجية طويلة الأمد

منذ عودته في 2009 عرف ريال مدريد نجاحًا غير مسبوق في دوري أبطال أوروبا وتحقيق عائدات سنوية قياسية واستقطاب أفضل المواهب العالمية كل ذلك بفضل التوازن بين الطموح الرياضي والعقلية التجارية وبالرغم من المنافسة القوية من أندية أخرى تمكن ريال مدريد من البقاء في قمة الكرة الأوروبية على مدى سنوات طويلة مما يؤكد صلابة النموذج الذي أسسه بيريز

الهيمنة الإدارية وصعوبة التغيير

لكن في الجانب السياسي والهيكلي للنادي أصبحت هناك تساؤلات حول كيفية استمرار بيريز في رئاسة النادي لأكثر من 20 عامًا في نظام ديمقراطي يتطلب انتخابات كل أربع سنوات فشروط الترشح لرئاسة ريال مدريد أصبحت شبه تعجيزية حيث يجب أن يكون المترشح إسبانيًا وعضوًا في النادي منذ 20 سنة وأن يمتلك ضمانًا بنكيًا يعادل 15 بالمئة من ميزانية النادي أي حوالي 120 مليون يورو في عام 2021 والأسوأ أن هذا الضمان يجب أن يكون مدعومًا بأصول شخصية وليس فقط أموالًا سائلة هذا يعني أن عدد الأشخاص الذين يمكنهم الترشح فعليًا لا يتجاوز عددًا محدودًا جدًا

تأثير بيريز خارج الملعب

هذه السيطرة الطويلة لبيريز تعني أن تأثيره لم يعد محصورًا في ريال مدريد بل امتد إلى كرة القدم الأوروبية والعالمية وهو ما يجعل الكثيرين يعتبرون أن الحفاظ على منصبه ليس فقط لأجل النادي بل من أجل نفوذه الشخصي في عالم الأعمال والسياسة وكرة القدم على حد سواء

ريال مدريد اليوم ليس فقط نادٍ لكرة القدم بل مؤسسة عالمية ذات نفوذ تجاري ورياضي لا يُضاهى وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الإستراتيجية لفلورنتينو بيريز الذي أعاد هيكلة النادي على كل المستويات من خلال دمج الطموح الرياضي مع التفكير التجاري المستدام ومع ذلك فإن استمرار بقائه في المنصب وسط نظام انتخابي شبه مغلق يطرح تساؤلات مشروعة حول مستقبل الحوكمة في النادي ومدى توازن السلطة فيه

فلورنتينو بيريز وريال مدريد: إمبراطورية المال والنفوذ داخل وخارج الملعب

البداية من غرفة الاجتماعات

يُعزى نجاح ريال مدريد خلال العقدين الماضيين إلى شخصية واحدة لعبت دورًا محوريًا في تحويل النادي إلى قوة اقتصادية ورياضية عظمى، فلورنتينو بيريز لم يكن مجرد رئيس للنادي بل كان حجر الأساس الذي أنقذ ريال مدريد من أزمات حادة ودفعه نحو طبقة جديدة من النجاح المستدام، ورغم ذلك فإن ملك صناعة القرار في مدريد لم يكن خاليًا من العيوب، إذ أن بيريز رجل أعمال ومهندس بالتكوين لذلك فإن طريقة تفكيره ترتكز على النظم والهياكل بشكل ميكانيكي بحت لكنه كان يفتقر إلى الفهم العميق لجانب كرة القدم الفعلي، وهو ما انعكس سلبًا خلال فترته الأولى مع الفريق

الحقبة الغلاكتيكية وحسابات المال

فترة الغلاكتيكوس الأولى كانت مليئة بالتألق والنجومية لكنها لم تحقق كل ما كان يُنتظر منها، فرغم الفوز بدوري الأبطال ولقبين في الليغا إلا أن الشعور العام هو بأن الفريق لم يبلغ كامل إمكانياته، قرار بيريز ببيع كلود ماكيليلي إلى تشيلسي عام 2003 كان نقطة تحول خطيرة إذ كان اللاعب الفرنسي يعتبر من قبل زملائه مثل زيدان وهييرو وماكمانامان أهم عنصر في الفريق.

ورغم ذلك تم تجاهل طلبه برفع راتبه، فكان الرد ببيعه، وعلّق بيريز بعد بيعه قائلًا إن ماكيليلي لا يمتلك المهارة ولا السرعة ولا يرسل كرات طويلة، وأنه سيتم نسيانه بسرعة، لكن الواقع كان مختلفًا، فقد دخل ريال مدريد في ثلاث سنوات عجاف بلا أي لقب بينما أصبح ماكيليلي ركيزة في تشيلسي ومصدر إلهام لإعادة تعريف دور الوسط الدفاعي، وفي الوقت ذاته أقال بيريز المدرب ديل بوسكي رغم فوزه بالدوري، وتحت الضغط الجماهيري قرر الاستقالة عام 2006

العودة من الباب العريض

عاد فلورنتينو بيريز إلى رئاسة النادي عام 2009 بعد ثلاث سنوات من الغياب، لكنه هذه المرة عاد برؤية جديدة أكثر توازنًا وواقعية وبدأ بتفويض القرارات الرياضية للمختصين وركز على إعادة بناء الفريق وفق منطق رياضي وتجاري في آن واحد، وبينما واجه الفريق في البداية فرقًا استثنائية مثل برشلونة غوارديولا إلا أن ريال مدريد عاد ليهيمن على أوروبا مجددًا، فمنذ 2009 أصبح أكثر نادٍ فاز بدوري أبطال أوروبا وحقق نموًا ماليًا غير مسبوق واستمر في جذب أفضل اللاعبين في العالم، وتحول النادي إلى نموذج إداري وتسويقي يحتذى به في الرياضة العالمية

من الرئيس إلى الرجل الخفي

لكن الهيمنة الرياضية لم تكن كل شيء، إذ أن بيريز لم يكتف بإدارة ريال مدريد بل جعل من موقعه في النادي نقطة ارتكاز لتعزيز نفوذه في قطاعات أخرى أبرزها قطاع البناء والبنية التحتية، وهنا بدأت تطرح التساؤلات عن تداخل مصالحه كرئيس للنادي وكمالك لإحدى أكبر شركات المقاولات في أوروبا، شركة ACS، فكيف لرجل أن يحتفظ بمنصبه على رأس نادٍ ديمقراطي طيلة 21 عامًا من أصل 24 عامًا؟ الجواب يكمن في الشروط المشددة للترشح، إذ لا يمكن لأي شخص أن يترشح إلا إذا كان إسبانيًا وعضوًا في النادي منذ 20 عامًا ويمتلك أصولًا تضمن له الحصول على كفالة مالية توازي 15% من ميزانية النادي، والتي بلغت عام 2021 حوالي 120 مليون يورو، شروط تعجيزية تضمن فعليًا بقاء بيريز على رأس النادي ما دام على قيد الحياة

علاقات مشبوهة أم مجرد صدفة؟

تكررت الأحداث التي تثير الجدل حول تزامن صفقات ريال مدريد مع فوز شركات بيريز بمشاريع ضخمة، بداية من مشروع المدينة الرياضية التي تم بيعها لتحل محلها أربعة أبراج عملاقة تمثل حقبة الغلاكتيكوس، إلى تنظيم نهائي كوبا ليبرتادوريس عام 2018 في مدريد بعد أن تم إلغاءه في بوينس آيرس لأسباب أمنية، وهو ما تزامن مع رفع رسوم المرور في الأرجنتين لصالح شركات من بينها Abertis التابعة لـ ACS، وقبلها بأشهر استحوذت الشركة على إدارة طرق برسوم في الأرجنتين، وفي 2014 وبعد التوقيع مع النجم الكولومبي خاميس رودريغيز، حصلت ACS على عقد ضخم في كولومبيا لبناء طريق و أنفاق بقيمة 690 مليون يورو، أما عند سؤاله عن العلاقة بين الصفقة والعقد، أجاب بيريز بأن ثلث أعمال الشركة في أستراليا ولا يوجد أسترالي واحد في الفريق

توقيت مثير للجدل

حتى صفقة إعارة خافيير هيرنانديز من مانشستر يونايتد في نفس السنة، تزامنت مع إعلان فوز Cobra، وهي شركة تابعة لـ ACS، بعقود ضخمة من شركة Pemex المكسيكية لإنشاء محطات معالجة ومصانع أسمدة، بقيمة 600 مليون دولار، صحيح أن عقود البنية التحتية تمر عادة بمراحل طويلة ومعقدة من التقييم والتفاوض لكن تكرار هذا التزامن يثير الفضول على الأقل، وإذا لم تكن هذه الوقائع دليلاً قانونيًا على تضارب المصالح فإنها تبقى مشاهد غنية بالدلالات حول شبكة النفوذ التي يتمتع بها الرجل

هل فلورنتينو بيريز مفيد لكرة القدم؟

وجهت اتهامات كثيرة لشركات بيريز خارج إطار ريال مدريد لكننا لن نخوض فيها الآن، لأن ما يهمنا هو العلاقة بين منصبه الرياضي وأدواره الأخرى، فهناك من يعتقد أن بيريز يرى أن ريال مدريد كعلامة تجارية أعلى من الحكومة الإسبانية نفسها، وهو تصور يكشف عن طبيعة موقعه في المشهد الكروي والاقتصادي، وبالنسبة لدوري السوبر الأوروبي فقد دافع عنه بقوله إن المنفعة تبدأ من الكبار وتنتشر إلى الجميع، تصريح يعكس فكره الاقتصادي لكنه اصطدم برفض جماهيري واسع لأنه يتناقض مع روح كرة القدم الشعبية، ومع ذلك، من يملك الجرأة ليقول لبيريز إنه مخطئ؟ فقد تحول إلى شخصية لا تمس في منظومة كرة القدم الأوروبية، ونفوذه بات عالميًا وعابرًا للقارات

خلاصة القول

فلورنتينو بيريز ليس مجرد رئيس نادٍ بل هو مهندس هيمنة كروية ومالية ممتدة منذ أكثر من عقدين، استطاع أن يبني نظامًا متكاملاً يصعب اختراقه وحقق فيه نجاحًا باهرًا دون أن يلمس الكرة بقدمه، قد يختلف البعض حول تأثيره في اللعبة لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنه فاز في لعبة النفوذ بامتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى