
صفقة انتقال حر تُنهي رحلة طويلة في القلعة الحمراء
أعلن نادي الشمال القطري عن تعاقده مع اللاعب الدولي المصري أكرم توفيق قادمًا من الأهلي المصري في صفقة انتقال حر خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية وجاء تقديم اللاعب بطريقة استثنائية من خلال فيديو نشره النادي عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” حمل عنوانًا مثيرًا: “من قلعة الأهلي في مصر إلى قلعة الشمال في قطر.. قلب الأسد وصل” في إشارة رمزية لقوة شخصية اللاعب وصلابته الدفاعية
يمثل هذا الانتقال خطوة جديدة في مسيرة أكرم توفيق الذي ارتبط اسمه لسنوات بالنادي الأهلي حيث لعب دورًا حاسمًا في خط الوسط الدفاعي للفريق وشارك خلال الموسم المنقضي في 34 مباراة لم يسجل خلالها أي هدف لكنه صنع هدفًا واحدًا وقدم أداءً دفاعيًا مستقرًا وضعه في مقدمة خيارات المدرب مارسيل كولر رغم المنافسة الشديدة على المراكز
مسيرة بدأت من إنبي وبلغت قمتها في الأهلي
بدأ أكرم توفيق مسيرته الكروية في قطاع الناشئين بنادي إنبي قبل أن ينتقل إلى النادي الأهلي في صيف عام 2016 ضمن خطة الأهلي لتجديد دماء الفريق بلاعبين شباب وموهوبين ولعب في بداياته أدوارًا محدودة نظرًا لتوافر عدد كبير من لاعبي الوسط أصحاب الخبرة آنذاك لكنه سرعان ما برز بفضل التزامه التكتيكي ولياقته العالية وقدرته على قطع الكرات
ومع انطلاق موسم 2018-2019 قررت إدارة الأهلي إعارته إلى نادي الجونة للحصول على دقائق لعب أكثر وهو ما تحقق بالفعل حيث تألق في صفوف الجونة بشكل لافت ليعود بعدها إلى القلعة الحمراء بعزيمة أقوى وقدرة فنية أعلى واحتل مركزًا أساسيًا في خطط المدربين المتعاقبين خاصة بعد رحيل عدد من اللاعبين مثل حمدي فتحي وعمرو السولية بسبب الإصابات أو التراجع البدني
مركزه المفضل وقدرته على التكيف
يلعب أكرم توفيق في مركز الوسط الدفاعي كارتكاز صريح لكن ما يميزه أكثر هو تعدد استخداماته وقدرته على شغل مركز الظهير الأيمن بكفاءة عالية وقد أثبت جدارته في هذا المركز في مباريات محلية وقارية عدة حيث واجه خصومًا من طراز عالٍ وتمكن من إيقاف خطورتهم كما يتمتع بسرعة رد فعل ومهارة في التغطية الدفاعية وهو ما يجعله خيارًا ثمينًا لأي مدرب يبحث عن مرونة تكتيكية في التشكيل
وفي ظل وجود لاعبين كبار في الأهلي بنفس المركز مثل أليو ديانغ وكريم الدبيس اضطر توفيق في بعض الأحيان للعب كظهير لكنه لم يشتكِ بل أظهر التزامًا واضحًا بالواجبات الدفاعية وقدرة عالية على بناء الهجمات من الخلف بشكل منظم ومدروس
لماذا اختار الشمال؟ ولماذا الرقم 72؟
اختار أكرم توفيق خوض تجربة احترافية جديدة في قطر مع نادي الشمال الذي يسعى لتدعيم صفوفه بلاعبين من أصحاب الخبرة استعدادًا لموسم تنافسي قوي وقد تم منحه القميص رقم 72 وهو رقم غير تقليدي في كرة القدم لكن قد يكون له دلالات خاصة بالنسبة للاعب سواء من حيث التواريخ الشخصية أو الارتباط بأرقام عائلية
ويراهن نادي الشمال على أن خبرة توفيق القارية مع الأهلي وكذلك مشاركاته مع منتخب مصر ستمنحه التفوق في خط الوسط خصوصًا في المباريات التي تتطلب صلابة دفاعية وانضباطًا تكتيكيًا وسرعة في التحول من الدفاع للهجوم
الأهلي يخسر أحد عناصره الدفاعية المميزة
رحيل أكرم توفيق عن الأهلي يعني خسارة أحد العناصر الدفاعية التي اعتمد عليها الفريق في السنوات الأخيرة إذ كان يمثل توازنًا كبيرًا بين الجهد الدفاعي والتقدم الهجومي المنضبط وقد تأثر الفريق مرارًا بغيابه في بعض المناسبات بسبب الإصابة مما جعل الجماهير تطلق عليه لقب “قلب الأسد” نظرًا لشجاعته الكبيرة في الالتحامات وعدم تردده في قطع الكرات في مناطق الخطر
ورغم أن النادي لم يعلن تفاصيل الصفقة رسميًا إلا أن المؤشرات تؤكد أن رحيله جاء بعد نهاية عقده دون تجديد بسبب رغبته في خوض تجربة جديدة ربما لأسباب مادية أو بحثًا عن دور أكبر في فريق يراهن عليه كمحور رئيسي في مشروعه الرياضي
توقعات وآفاق المرحلة الجديدة
يتوقع أن يشكل أكرم توفيق إضافة قوية لنادي الشمال الذي يسعى إلى تحسين مركزه في الدوري القطري والاقتراب أكثر من المراكز المؤهلة للمنافسات الخارجية وستكون التحديات كبيرة بالنسبة للاعب الذي يخوض أول تجربة احترافية خارج مصر بعد مسيرة طويلة مع الأهلي شابها النجاح والضغوط الجماهيرية والتتويجات القارية
وسيكون توفيق مطالبًا بإثبات نفسه سريعًا في الدوري القطري وفرض نفسه كلاعب قيادي في خط الوسط خاصة في ظل ارتفاع مستوى المنافسة ووجود لاعبين أجانب مميزين في عدة أندية كما أن نجاحه في قطر قد يفتح له أبواب العودة مجددًا للمنتخب المصري الذي يحتاج للاعبين يملكون خبرة وتجربة احترافية دولية
هل تكون قطر بوابة لأكرم توفيق نحو أوروبا؟
رغم أن الدوري القطري لا يشكل عادة محطة انتقال مباشرة نحو أوروبا إلا أن تألق أكرم توفيق في صفوف الشمال يمكن أن يجذب اهتمام كشافي الأندية الأوروبية خاصة إذا واصل تقديم مستويات قوية وثابتة خصوصًا في المباريات الكبرى التي تحظى بمتابعة واسعة كما أن تجربة اللعب خارج مصر تساعد في تطوير شخصية اللاعب وقدرته على التكيف مع أساليب لعب مختلفة وهو ما يبحث عنه العديد من الأندية الأوروبية عند تقييم لاعبي خط الوسط الدفاعي
خلاصة المشهد: بداية جديدة لقلب الأسد
مع بداية مشواره في قطر سيكون أكرم توفيق أمام فرصة لإثبات الذات خارج أسوار التتش بعد سنوات من العطاء في الأهلي وبين ضغوط جماهيرية كبيرة ونجاحات متعددة اليوم يفتح صفحة جديدة مع نادي الشمال الذي استقبله بلقب “قلب الأسد” فهل ينجح في ترسيخ هذا اللقب في الملاعب القطرية؟ وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة