
افتتح نادي إنتر ميامي الأمريكي مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025 بتعادل سلبي دون أهداف أمام نادي الأهلي المصري في المباراة التي أقيمت على أرض ملعب هارد روك في مدينة ميامي وسط حضور جماهيري كبير حضر لمتابعة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي الذي قاد فريقه الجديد في أول ظهور رسمي بالبطولة العالمية وقد جاءت المباراة مثيرة ومليئة بالفرص والتدخلات الحاسمة لكنها انتهت بنتيجة لا تعكس الأداء الفعلي على أرض الميدان
أوسكار أوستاري بطل الليلة في ميامي
رغم تسليط الأضواء على ميسي منذ لحظة دخول الفريقين إلى أرضية الملعب إلا أن الحارس الأرجنتيني أوسكار أوستاري كان هو النجم الحقيقي للمباراة بعد أن تصدى لعدة فرص محققة أبرزها ركلة جزاء نفذها اللاعب المصري محمود حسن تريزيغيه حيث أظهر أوستاري براعة كبيرة في التعامل مع التسديدة وأنقذ فريقه من هدف كاد أن يكون قاتلا في توقيت حساس من الشوط الأول وقد لعبت تصدياته المتكررة دورا محوريا في منح إنتر ميامي أول نقطة في المجموعة الأولى من البطولة
الأهلي يبدأ بقوة وإنتر ميامي يتأخر في الدخول
منذ الدقيقة الأولى فرض النادي الأهلي سيطرته واندفع نحو مناطق إنتر ميامي بضغط عال وتمريرات سريعة أربكت الدفاع الأمريكي وكادت أن تسفر عن أهداف مبكرة لولا يقظة أوستاري وحسن تمركزه وقد نجح الفريق المصري في بناء هجمات منظمة عبر الأطراف والعمق في حين بدا فريق إنتر ميامي متحفظا في التمرير والانتقال الهجومي وفضل الاعتماد على الهجمات المرتدة التي لم تكن فعالة خلال النصف الأول من اللقاء
ميسي يتألق ويقترب من التسجيل
ورغم صعوبة المهمة إلا أن ليونيل ميسي أثبت مرة أخرى أنه لا يزال قادرا على إحداث الفارق في كل لمسة فقد قاد عدة محاولات هجومية بتمريراته الحاسمة ومراوغاته المميزة وكان على وشك التسجيل من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالقائم في الدقيقة الستين كما قام بمحاولة فردية رائعة في الدقائق الأخيرة من اللقاء حيث راوغ مدافعين وسدد كرة قوية أنقذها الحارس المصري محمد الشناوي بأطراف أصابعه لترتطم بالعارضة وتبتعد عن الشباك
لويس سواريز يظهر بشكل باهت
من جهة أخرى لم يقدم المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز المستوى المنتظر منه حيث غاب عن أغلب فترات اللقاء ولم يتمكن من تشكيل خطورة على مرمى الأهلي وقد بدا عليه البطء في التحرك وعدم القدرة على التفاهم مع زملائه الجدد في الفريق وهو ما طرح علامات استفهام حول جاهزيته للمنافسات الكبرى رغم خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية
الأهلي يفرض إيقاعه الدفاعي ويتفوق تكتيكيا
تميز أداء الأهلي بالتنظيم الدفاعي العالي والانضباط في التمركز حيث اعتمد المدرب على الضغط العالي لإجبار لاعبي إنتر ميامي على ارتكاب الأخطاء في البناء من الخلف ونجح هذا النهج في تعطيل خطوط الفريق الأمريكي خاصة في الشوط الأول بينما تراجع الإيقاع قليلا في الشوط الثاني مما سمح لميسي وزملائه ببعض المحاولات لكن دون جدوى
أوسكار أوستاري رجل المباراة بلا منازع
مع نهاية اللقاء تم الإعلان عن تتويج الحارس أوستاري بلقب رجل المباراة بفضل تصدياته الحاسمة التي حافظت على آمال فريقه في البطولة وقد حظي بإشادة واسعة من وسائل الإعلام الدولية التي وصفته بأنه منقذ إنتر ميامي في ليلة كادت أن تتحول إلى كابوس وقد صرح المدرب جيراردو مارتينو أن الفريق ما زال في بداية المشوار وأنه سعيد بأداء أوستاري الذي أثبت أنه ركيزة أساسية في مشروع الفريق الجديد
بداية متواضعة ومؤشرات مقلقة لإنتر ميامي
رغم أن الفريق حصد نقطة أولى في المجموعة إلا أن التعادل دون أهداف أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة إنتر ميامي على الذهاب بعيدا في البطولة خاصة في ظل عدم الفاعلية الهجومية والتباطؤ في بناء اللعب حيث ينتظر الفريق مواجهة صعبة في الجولة المقبلة أمام نادي بورتو البرتغالي في حين يلتقي الأهلي مع نادي بالميراس البرازيلي في مباراة مصيرية لتحديد ملامح المتأهلين إلى الدور القادم
كأس العالم للأندية وتحديات ميامي المقبلة
يُدرك جمهور إنتر ميامي أن فريقهم يملك نجوما كبارا لكن ذلك لا يكفي في البطولات الكبرى ما لم يتم تطوير الانسجام والجاهزية البدنية والفنية خاصة أن النسخة الحالية من كأس العالم للأندية تشهد مشاركة أندية من العيار الثقيل تسعى جميعها للتتويج باللقب العالمي الأول لها وتبقى مهمة المدرب مارتينو هي إعادة ترتيب الأوراق سريعا وتطوير أداء الفريق قبل دخول المواجهة التالية أمام بورتو
الخاتمة
لم تكن انطلاقة إنتر ميامي في بطولة كأس العالم للأندية مثالية لكن التعادل أمام خصم بحجم الأهلي يعد نتيجة مقبولة إذا ما تم البناء عليها واستغلال النقاط الإيجابية وأبرزها الأداء البطولي للحارس أوسكار أوستاري وتوهج ليونيل ميسي الذي قدم كل شيء باستثناء التسجيل وسيكون على الفريق الأمريكي تصحيح الأخطاء خاصة على المستوى الهجومي إذا ما أراد الاستمرار في البطولة وتحقيق حلم التتويج العالمي