
عموتة يدخل دائرة اهتمامات الجامعة التونسية خلفا لحاتم الطرابلسي
تداولت الصحافة التونسية خلال الأيام القليلة الماضية اسم المدرب المغربي الحسين عموتة كأحد أبرز المرشحين لتولي قيادة المنتخب التونسي الأول خلال المرحلة المقبلة وذلك بعد الهزيمة التي تلقاها منتخب نسور قرطاج في المواجهة الودية التي جمعته بنظيره المغربي والتي انتهت بفوز أسود الأطلس بهدفين دون مقابل وقد أشرف حاتم الطرابلسي على المنتخب خلال هذه المباراة لكن يبدو أن هذه التجربة لم تقنع الجهات المسؤولة عن الكرة التونسية التي بدأت البحث عن بديل يملك خبرة وتجربة لقيادة المنتخب نحو استحقاقات مقبلة أكثر صعوبة
الإعلام التونسي منقسم حول هوية المدرب الأنسب
الجدل في الصحافة التونسية لم يتوقف عند خسارة اللقاء الودي بل امتد ليشمل تحليل عميق لمشكلات المنتخب في التمركز والانضباط التكتيكي وهي جوانب اعتبرها كثير من المراقبين من نقاط قوة المدرب المغربي الحسين عموتة حيث يرى عدد من الصحفيين التونسيين أن المدرب السابق للوداد الرياضي وللمنتخب المحلي المغربي قادر على جلب الصرامة والانضباط لصفوف نسور قرطاج خاصة في ظل تذبذب أداء المنتخب في المباريات الأخيرة وهناك من يرى أن عموتة يمتلك فهما عميقا للكرة المغاربية ما يجعله أكثر قدرة على التواصل مع اللاعبين وفهم ذهنيتهم خصوصا أن عددا من لاعبي المنتخب التونسي ينشطون في بطولات شمال إفريقيا والخليج
عموتة مقابل دوسابر.. صراع الخيارات في الصحف التونسية
في الوقت الذي تُطرح فيه بقوة اسم الحسين عموتة كمرشح أول لتدريب تونس يظهر اسم آخر في وسائل الإعلام التونسية هو المدرب السويسري سباستيان دوسابر الذي سبق له تدريب نادي الوداد الرياضي المغربي ويملك تجربة معتبرة في القارة الإفريقية حيث سبق له العمل مع منتخبات مثل أوغندا والنيجر ويُعد دوسابر من المدربين الذين يجيدون التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري وهي خصائص قد يحتاجها المنتخب التونسي حاليا لكن رغم ذلك تميل الكفة بحسب الصحافة التونسية إلى الحسين عموتة نظرا لتاريخه التدريبي الناجح والبطولات التي حصدها في مسيرته
إنجازات عموتة تشفع له أمام الجماهير التونسية
الحسين عموتة ليس مجرد مدرب مرشح بل هو اسم يملك سجلا حافلا بالإنجازات والبطولات حيث سبق له قيادة الوداد البيضاوي المغربي إلى التتويج بدوري أبطال إفريقيا كما نال مع المنتخب المغربي المحلي لقب كأس أمم إفريقيا للمحليين CHAN وحقق نتائج باهرة مع نادي السد القطري محرزا معه لقب الدوري القطري بالإضافة إلى فترة ناجحة مع الجزيرة الإماراتي حيث أظهر قدرة كبيرة على التكيف مع ثقافات كروية مختلفة كما أن تجربته الأخيرة مع منتخب الأردن النشامى والتي وصلت إلى نهائي كأس آسيا عززت من قيمته الفنية على المستوى العربي والدولي وهو ما يجعل ترشيحه لقيادة منتخب تونس أمرا منطقيا في نظر كثير من المراقبين
تونس تبحث عن مدرب بلمسة عربية وانضباط أوروبي
إحدى النقاط الجوهرية التي تطرحها الصحافة التونسية في سياق ترشيح عموتة هي الرغبة في المزج بين الانتماء الثقافي العربي والانضباط التكتيكي الأوروبي وهي المعادلة التي يرى البعض أن الحسين عموتة قادر على تحقيقها بالنظر إلى تكوينه الأكاديمي وأسلوبه المعتمد على التنظيم الدفاعي الدقيق والتوازن بين الخطوط الثلاثة إضافة إلى قدرته على التعامل مع اللاعبين بمستويات مختلفة سواء في الأندية أو المنتخبات كما أن شخصيته القوية والهادئة في آن واحد قد تشكل نقطة توازن مطلوبة في منتخب يعيش نوعا من الضغوط الجماهيرية والإعلامية خصوصا بعد النتائج المتذبذبة الأخيرة
الجامعة التونسية في مفترق طرق.. الاستقرار أو التغيير الجذري
تجد الجامعة التونسية لكرة القدم نفسها اليوم أمام خيارين كلاهما يحمل تبعات كبيرة الأول هو الإبقاء على المدرب الحالي حاتم الطرابلسي ومنحه مزيدا من الوقت لتطوير فكره الفني وتطبيق رؤيته والثاني هو التعاقد مع مدرب جديد ذو خبرة واسعة وقادر على إعادة نسور قرطاج إلى الواجهة القارية والدولية خصوصا مع اقتراب التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية وكأس العالم المقبلة وفي هذا السياق يبرز اسم عموتة كحل عملي وواقعي قادر على منح المنتخب التونسي شخصية جديدة وروحا تنافسية عالية
الجماهير التونسية منقسمة والقرار بيد المكتب الجامعي
رغم أن وسائل الإعلام تتحدث بإيجابية عن اسم عموتة إلا أن الشارع الرياضي التونسي لا يزال منقسما بشأن التعاقد مع مدرب مغربي لتولي قيادة المنتخب فهناك من يرى أن عموتة ليس غريبا عن الكرة التونسية وسبق له مواجهة الأندية التونسية في أكثر من مناسبة ونجح في الفوز عليها وهناك من يفضل التوجه نحو مدرسة أوروبية توفر بعدا مختلفا في التدبير والتكتيك ويؤكد متابعون أن القرار النهائي سيكون بيد المكتب الجامعي الذي سيتخذ قراره بناء على تقييم شامل للمعطيات الفنية والمالية والسياسية التي تحكم المشهد الكروي التونسي
خاتمة
ترشيح الحسين عموتة لتدريب منتخب تونس يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل نسور قرطاج في ظل الحاجة إلى مدرب يجمع بين الحزم الفني والفهم العميق للثقافة الكروية المغاربية وتبقى حظوظ المدرب المغربي قائمة بقوة إذا قررت الجامعة التونسية المراهنة على مدرب عربي ذي تجربة قارية ناجحة واستعداد للتحديات القادمة التي تنتظر الكرة التونسية في تصفيات إفريقيا وكأس العالم