
كشفت مجلة فوربس الشرق الأوسط في تقريرها السنوي لسنة 2025 عن تصنيف جديد للمنتخبات الوطنية من حيث القيمة السوقية حيث واصل المنتخب المغربي تصدر المنتخبات العربية بقيمة مالية بلغت 432.5 مليون دولار وهو ما جعله يحتل المركز الرابع عشر عالمياً متقدماً على العديد من المنتخبات الأوروبية العريقة مما يعكس الطفرة التي عرفتها كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة منذ الإنجاز التاريخي في كأس العالم قطر 2022
اللاعبون المغاربة في الأندية الكبرى سر من أسرار القيمة العالية
يعود هذا التصنيف المميز إلى انتشار اللاعبين المغاربة في أقوى البطولات العالمية حيث أصبح نجوم أسود الأطلس جزءاً من تشكيلات كبار الأندية الأوروبية مما زاد من قيمتهم التسويقية بشكل واضح فمثلاً النجم أشرف حكيمي يعتبر من العناصر الأساسية في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بينما يواصل إبراهيم صلاح وعبد الصمد الزلزولي التألق في الليغا الإسبانية كما أن الحارس ياسين بونو سجل حضوراً قوياً في الدوري السعودي بينما عزيز عز الدين أوناحي ونايف أكرد وسفيان أمرابط يحملون ألوان أندية إنجليزية وفرنسية بارزة هذا الانتشار الواسع للاعبين المغاربة في أوروبا والعالم ساهم بشكل مباشر في رفع قيمة المنتخب الوطني السوقية مقارنة ببقية المنتخبات العربية
نجاح أسود الأطلس في كأس العالم قطر 2022 نقطة تحول مفصلية
شكل الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 نقطة تحول كبيرة في مسيرة الكرة المغربية حيث أصبح المنتخب المغربي حديث العالم بعد أن أطاح بمنتخبات كبرى مثل إسبانيا والبرتغال قبل أن يخرج بشرف أمام فرنسا هذا الإنجاز التاريخي لم يرفع فقط من أسهم المغرب رياضياً بل مهد أيضاً الطريق لاحتراف عدد أكبر من اللاعبين في أندية النخبة بأوروبا وهو ما عزز الصورة التسويقية للمنتخب
مقارنة مع المنتخبات العربية الأخرى
تفوق المنتخب المغربي على كافة المنتخبات العربية من حيث القيمة السوقية بفضل مزيج من المواهب الشابة والخبرة والاحتراف الخارجي فمنتخبات مثل الجزائر ومصر وتونس لا تضم نفس العدد من المحترفين في المستوى العالي كما أن البنية التكوينية في المغرب شهدت قفزة نوعية مع إطلاق أكاديمية محمد السادس التي أصبحت تصدر لاعبين إلى أوروبا بانتظام مما أعطى للمنتخب المغربي أفضلية نوعية ومالية على الصعيد العربي
وليد الركراكي والرهان على الاستقرار والتكوين الأوروبي
من العوامل الأخرى التي ساهمت في هذه القفزة هو النهج الفني الذي يعتمده الناخب الوطني وليد الركراكي الذي يراهن على لاعبين نشأوا وتكونوا في المدارس الأوروبية حيث يمتلكون القوة البدنية والوعي التكتيكي والانضباط هذا التوجه جعل من المنتخب المغربي فريقاً صلباً قادراً على مقارعة الكبار ما يزيد من قيمته السوقية تلقائياً
الخاتمة
المغرب لا يتصدر فقط المنتخبات العربية من حيث القيمة المالية بل يقدم نموذجاً في كيفية الاستثمار في المواهب والاحتراف الدولي من خلال توزيع لاعبيه على أندية عالمية مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد وغيرها من الفرق الكبرى وهو ما يجعل من المنتخب المغربي اليوم قوة كروية عربية وعالمية صاعدة تستحق التقدير والتصنيف المرتفع