
سطر المنتخب المغربي فصلاً جديداً في تاريخه الكروي بعدما حقق فوزاً ثميناً على منتخب الكونغو بهدف دون رد سجله يوسف النصيري بصناعة رائعة من أشرف حكيمي ليصل بذلك إلى ستة عشر انتصاراً متتالياً وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ المنتخبات العالمية متفوقاً على منتخبات كبرى مثل إسبانيا وألمانيا وفرنسا منذ تعادله الأخير أمام موريتانيا في السادس والعشرين من مارس ألفين وأربعة وعشرين لم يعرف أسود الأطلس طعم الهزيمة أو التعادل حيث واصلوا سلسلة انتصارات مذهلة جعلت من المغرب المنتخب الأكثر استقراراً وتماسكاً في العالم الكروي
هذا الإنجاز التاريخي لم يكن مجرد رقم بل هو تأكيد على أن الجيل الحالي من اللاعبين يعيش واحدة من أزهى فتراته قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا التي ستقام في المغرب بين الحادي والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير المقبلين البطولة التي يعود إليها المغاربة كمرشحين فوق العادة للتتويج بعد تسعة وأربعين عاماً من لقبهم الوحيد سنة ألف وتسعمائة وستة وسبعين وبروح وصمود أسود الأطلس الذين أبهروا العالم في كأس العالم بقطر عندما بلغوا نصف النهائي كأول منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز
منتخب المغرب واصل بناء هويته الجماعية الصلبة تحت قيادة وليد الركراكي الذي أعاد الانضباط والثقة إلى المجموعة ليصبح الفريق نموذجاً في التنظيم التكتيكي والروح الجماعية ومع هذه الانتصارات المتتالية بات المنتخب في قمة مستواه النفسي والبدني استعداداً للبطولة الإفريقية التي يطمح من خلالها إلى إسعاد الجماهير المغربية المتعطشة للقب قاري جديد
وعلى الصعيد العالمي وضع هذا الرقم القياسي المغرب ضمن نخبة المنتخبات الكبرى التي حفرت أسماءها في كتب التاريخ إذ تجاوز رقم إسبانيا التي حققت خمسة عشر انتصاراً متتالياً بين عامي ألفين وثمانية وألفين وتسعة متفوقاً أيضاً على ألمانيا وفرنسا اللتين وصلتا إلى أرقام مقاربة في فترات سابقة إنجاز المغرب لم يتحقق صدفة بل هو ثمرة عمل طويل وإيمان جماعي بروح الفريق والالتزام التكتيكي
المغرب لا يكتفي بالتحضير للكان فحسب بل يستعد أيضاً للمشاركة في نهائيات كأس العالم ألفين وستة وعشرين التي ستقام في المكسيك وكندا والولايات المتحدة حيث سيكون أحد تسعة منتخبات إفريقية حجزت مقعدها في المونديال إلى جانب تونس والجزائر ومصر وغانا والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا والسنغال وساحل العاج في حين تم توزيع ثمانٍ وأربعين دولة على اثنتي عشرة مجموعة يتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة إلى الدور السادس عشر إضافة إلى أفضل ثمانية منتخبات في المركز الثالث
المنتخب المغربي اليوم لا يسعى فقط للأرقام بل لكتابة قصة جديدة في كرة القدم الإفريقية والعالمية قصة منتخب آمن بنفسه ونجح في جعل العالم يحترم حلمه
إن ما حققه أسود الأطلس يبرهن أن المغرب يعيش عصره الذهبي في كرة القدم ومع كل مباراة جديدة يواصل المنتخب رسم ملامح مجد جديد يعيد الاعتبار للكرة الإفريقية ويجعل من المغرب نموذجاً يحتذى به في الاحتراف والتخطيط