
أصبح النجم البرازيلي نيمار محط جدل جديد بعد تصريحات غير متوقعة من زميله السابق في باريس سان جيرمان ألكسندر لوتيليي حيث كشف الحارس الفرنسي السابق عن سر شخصي للغاية يتعلق بسلوك نيمار داخل مرافق التدريب وقد أثارت هذه التصريحات اهتماما واسعا في وسائل الإعلام العالمية بسبب طابعها الحساس وغير المعتاد وقد أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم الذي يرافق اللاعب سواء داخل الملعب أو خارجه; وتأتي هذه التصريحات في وقت يعيش فيه نيمار مرحلة صعبة في مسيرته مع تعرضه لإصابات متكررة ومحاولته استعادة مستواه في فريقه الحالي سانتوس مما يجعل كل خبر يتعلق به مادة دسمة للمتابعين
تفاصيل الحادثة كما رواها ألكسندر لوتيليي
بدأت القصة عندما تحدث الحارس الفرنسي السابق لوتيليي لصحيفة لكيب الفرنسية حيث كشف أنه صدم ذات يوم أثناء وجوده في مركز تدريب باريس سان جيرمان المعروف باسم كامب دي لوج عندما وجد نيمار في الحمام يجلس على المرحاض والباب مفتوح; وأوضح لوتيليي أنه لم يكن يتوقع أبدا رؤية هذا المشهد خصوصا من لاعب بحجم نيمار الذي يعتبر أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم; وقال لوتيليي إنه خرج بسرعة من المكان بعد أن فوجئ بما رأى ثم التقى بزميله في الفريق عبدو ديالو الذي لاحظ علامات التعجب على وجهه وسأله عن السبب; وعندما أخبره بما حصل كشف ديالو بدوره السر وراء هذا السلوك الغريب الذي أثار استغراب كثيرين
سبب ترك نيمار باب الحمام مفتوحا دائما
وفق ما رواه عبدو ديالو للحارس الفرنسي فإن نيمار يعاني من رهاب الأماكن المغلقة وهو اضطراب نفسي يجعل الشخص يشعر بالخوف الشديد عند التواجد في أماكن ضيقة أو مغلقة مما يدفعه إلى تجنب إغلاق الأبواب أو البقاء في مساحات صغيرة لفترة طويلة; وأوضح ديالو أن نيمار لا يغلق باب الحمام أبدا سواء في مركز التدريب أو في أي مكان ضيق لأنه يشعر بالاختناق والقلق عند إغلاق الباب; وأضاف أن ذلك الأمر ليس جديدا بل عادة معروفة بين المقربين من اللاعب وأنه يفعل ذلك بشكل تلقائي دون تفكير; ووفقا لهذه الشهادة فإن الأمر لا يتعلق بقلة احترام أو إهمال بل بسبب حالة نفسية يعيشها اللاعب وتجعله يتجنب المواقف التي قد تثير لديه أي شعور بالاختناق أو القلق
ردود الفعل داخل باريس سان جيرمان
تشير بعض التقارير إلى أن زملاء نيمار في باريس سان جيرمان كانوا يعرفون هذا الأمر ويتعاملون معه بشكل طبيعي حيث كان اللاعبون يتجنبون دخول الحمامات الصغيرة دون التأكد من أنها فارغة حتى لا يتكرر الموقف المحرج الذي رواه لوتيليي; كما يرى البعض داخل النادي أن نيمار كان دائما شخصية عفوية ولم يكن يخفي عاداته أو تصرفاته الخاصة عن محيطه مما جعل كثيرين يتقبلون سلوكه دون أي مشكلات; ومع ذلك فإن خروج هذه التفاصيل إلى العلن أثار جدلا واسعا نظرا لطبيعتها الشخصية للغاية ولأنها جاءت من لاعب سابق لم يعد مرتبطا بالنادي مما فتح باب التساؤلات حول حدود الخصوصية داخل غرف الملابس
نيمار بين الجدل والإبهار داخل الميدان
ورغم تركيز وسائل الإعلام على هذه القصة المثيرة إلا أن أغلب المتابعين يتذكرون أن نيمار يبقى واحدا من أكثر اللاعبين موهبة في جيله حيث قال لوتيليي نفسه إنه يعتبر نيمار اللاعب الأكثر إبهارا الذي لعب إلى جانبه على الإطلاق; وأوضح الحارس الفرنسي أن سرعة تفكير نيمار داخل المستطيل الأخضر كانت مذهلة وأنه خلال التمارين الصغيرة أو مباريات الروندور كانت الأمور تسير بسرعة قياسية بالنسبة لبقية اللاعبين بينما يبدو الأمر بطيئا بالنسبة لنيمار الذي كان يرى المساحات ويخلق الحلول بطريقة لا يستطيع الآخرون توقعها; وهذا ما جعله يصفه باللاعب الاستثنائي القادر على ابتكار لمسات غير مسبوقة
مسيرة نيمار بين النجاحات والانتقادات
منذ صعوده مع نادي سانتوس ثم انتقاله إلى برشلونة ثم باريس سان جيرمان ظل نيمار نجما محوريا في كرة القدم العالمية فهو اللاعب القادر على تغيير مجرى المباراة في أي لحظة ولكنه في المقابل بقي محاطا بالجدل سواء بسبب إصاباته المتكررة أو طريقة حياته خارج الملعب أو علاقاته الاجتماعية; ورغم هذه العوامل إلا أن جماهير كرة القدم تتفق على أن نيمار يمتلك موهبة نادرة وأن غيابه عن الملاعب لأي سبب يعد خسارة للعبة نفسها; ويعيش نيمار حاليا فترة حساسة مع فريق سانتوس الذي يعاني من أزمة مالية خانقة ونتائج مخيبة وهو ما يزيد الضغط على اللاعب ليعيد تقديم أفضل مستوياته رغم الإصابات الأخيرة
الجدل حول كشف الأسرار الخاصة باللاعبين
أثارت تصريحات لوتيليي نقاشا واسعا حول أخلاقيات نشر المعلومات الخاصة بلاعبي كرة القدم إذ رأى كثيرون أن ما كشف عنه يدخل في إطار الحياة الشخصية وأنه كان يجب ألا يخرج إلى العلن مهما كان الهدف من التصريح; بينما اعتبر آخرون أن ما ذكره الحارس الفرنسي جاء في سياق حديث صحفي ولم يكن يقصد الإساءة إلى نيمار بل كان يروي موقفا حدث معه وفسره لاحقا زميل آخر; ومع ذلك فإن هذه الحادثة سلطت الضوء على نقطة مهمة وهي حدود ما يمكن نشره من أسرار غرف الملابس التي يراها اللاعبون مكانا آمنا وسريا لا يجب كشف تفاصيله
نيمار ورهاب الأماكن المغلقة وتأثيره على اللاعبين
رهاب الأماكن المغلقة حالة نفسية قد يعاني منها أي شخص بما في ذلك الرياضيون الكبار وهي مشكلة لا علاقة لها بالقوة أو الشهرة بل تتعلق بالاستجابة النفسية للمساحات الضيقة; وبالنسبة لنيمار فإن معرفة محيطه بهذه المشكلة جعله يتصرف بشكل طبيعي ويفضل ترك الأبواب مفتوحة في الأماكن الصغيرة وهذا ما جعل كثيرين يتعاملون معه دون حساسيات; لكن كشف هذه المعلومة للجمهور قد يدفع البعض إلى إعادة النظر في طريقة فهمهم لتصرفاته وربما يمنحه ذلك دعما أكبر من طرف المتابعين الذين قد يتفهمون الوضع النفسي الذي يعيشه اللاعب
مستقبل نيمار بين التحديات والطموحات
يأمل نيمار في العودة إلى أعلى مستوياته بعد سلسلة من الإصابات التي أثرت على مشاركاته مع منتخب البرازيل ومع نادي سانتوس الذي يمر بمرحلة صعبة خاصة على المستوى المالي حيث يعاني النادي من ديون تتجاوز مئة وخمسين مليون ريال مما يضع الفريق أمام تحديات كبيرة; ورغم ذلك فإن عودة نيمار شكلت أملا كبيرا لجماهير سانتوس التي ترى فيه النجم القادر على قيادة الفريق للخروج من الأزمة; ويرى كثير من المحللين أن نجاح نيمار في تجاوز مصاعبه البدنية والنفسية سيحدد بشكل كبير ما إذا كان قادرا على الاستمرار في المنافسة على أعلى مستوى خلال السنوات القادمة
الخلاصة
تبقى قصة ترك نيمار باب الحمام مفتوحا إحدى أغرب القصص التي ترتبط بنجم عالمي لكنها في الوقت نفسه تكشف جانبا إنسانيا من شخصية لاعب يعيش ضغوطا نفسية خاصة وتتجاوز شهرته ما يمكن تخيله; ومع ذلك فإن نيمار يبقى لاعبا فريدا بموهبته ومسيرته وإنجازاته ويظل الجدل جزءا من مسيرته تماما كما هو الحال بالنسبة للعديد من النجوم الكبار; ويبدو أن هذه القصة رغم غرابتها لن تكون الأخيرة في مسيرة لاعب يجيد صنع المتعة داخل الملعب وصنع الجدل خارجه