
بعد أدائه المذهل في نهائي كأس العالم للأندية حيث سجل هدفين وساهم بشكل مباشر في تتويج نادي تشيلسي باللقب العالمي قرر النجم الإنجليزي الصاعد كول بالمر أن يأخذ استراحة مستحقة لكن بدلًا من اللجوء إلى منتجع فاخر اختار أن يخوض رحلة ذات طابع خاص رحلة العودة إلى الجذور نحو جزيرة سانت كيتس في الكاريبي موطن جده من جهة والده
الرحلة التي وثقها تلفزيون BBC كانت لحظة شخصية مؤثرة بالنسبة للاعب الدولي الإنجليزي الذي لطالما عبّر عن فخره بجذوره الكاريبية إذ يضع علم سانت كيتس ونيفيس على حذائه الرياضي تقديرًا لانتمائه العائلي وتكريمًا لتاريخه الشخصي وقد زار بالمر منزل جده القديم برفقة أفراد عائلته مؤكدًا أن التجربة كانت مميزة للغاية ووصفها بأنها لحظة خاصة لن ينساها
تواصل مباشر مع الناس وروح العطاء
زيارة كول بالمر لم تقتصر على الجانب العائلي والحنيني بل كانت مناسبة أيضًا للانخراط الحقيقي مع المجتمع المحلي فقد انطلق اللاعب مباشرة إلى ملاعب الأحياء الشعبية ولعب كرة القدم مع الأطفال والتقط الصور ووقّع القمصان وتبادل الضحكات مع المعجبين من مختلف الأعمار
ومن أبرز اللحظات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كان سؤال طفل صغير بالبراءة والعفوية: “هل تحب البطاطس من المطعم الإنجليزي؟” في إشارة إلى التصريح الشهير الذي أدلى به بالمر سابقًا حول عشقه للبطاطس المقلية من محلات “تشيبي” في إنجلترا
لقاء مع رئيس الوزراء وإشادة وطنية
كول بالمر لم يلق فقط ترحيبًا شعبيًا حارًا بل التقى أيضًا برئيس وزراء سانت كيتس الدكتور تيرنس درو الذي أشاد بموقف اللاعب قائلًا: “كول بالمر جسّد فعلاً جذوره العائلية وإنه لشرف كبير لنا أن نراه يحمل علم بلادنا على حذائه الرياضي ويفتخر بانتمائه أمام العالم”
وكانت الأصداء في الجزيرة إيجابية للغاية إذ قال أحد المشجعين الصغار متحمسًا: “أفضل لاعب في العالم” بينما أضاف آخر بنبرة واثقة: “رجله اليسرى أفضل من ميسي بصراحة ميسي لازم يرجع للدكة”
نهاية الرحلة بجلسة استرخاء على البحر
ولأنها عطلة ما بعد موسم شاق لم تغب لحظات الاستجمام عن جدول بالمر حيث شوهد وهو يقود الجيت سكي بسرعة وسط مياه البحر الكاريبي الصافية بابتسامة كبيرة ووجه مليء بالراحة والرضا وكأنه في بيته بين أهله وناسه
وفي نهاية الزيارة قال اللاعب بتواضعه المعروف: “كان من الرائع رؤية الأطفال وكل هؤلاء الناس من حولي لقد كانت تجربة مميزة فعلًا”
كول بالمر النجم المتواضع والإنسان القريب
رحلة كول بالمر إلى سانت كيتس لم تكن مجرد عطلة بل كانت عودة إلى الجذور ولمسة إنسانية عميقة من لاعب لا يملك فقط مهارة فنية عالية بل يحمل روحًا أصيلة ومرتبطة بقصته الشخصية وهويته العائلية
بهذا التصرف البسيط والرمزي أكد بالمر مرة أخرى أنه نجم من طينة خاصة لاعب يفهم جيدًا أن المجد لا يكتمل دون الاعتزاز بالأصل والجذور
زيارة كول بالمر إلى سانت كيتس تعكس جانبًا نادرًا في كرة القدم الحديثة اللاعب الذي يختار أن يكرم جذوره بدلًا من الاسترخاء في منتجع فاخر يثبت أنه لا يبحث فقط عن البطولات والألقاب بل عن المعنى والهوية والصدق مع النفس رحلة اختلط فيها الماضي بالحاضر وعاد فيها الحفيد ليتواصل مع الأرض التي بدأ منها كل شيء