تقارير

أكبر فضائح كرة القدم في التاريخ

كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم فهي تجمع بين الجماهير والمجتمعات من مختلف الثقافات والبلدان منذ عقود طويلة استطاعت هذه اللعبة البسيطة بقوانينها أن تجذب مليارات المعجبين حول العالم شهدت كرة القدم العديد من المباريات والبطولات التي دخلت تاريخ اللعبة وأصبحت محفورة في أذهان المشجعين مثل مسيرة منتخب ألمانيا في كأس العالم 2014 أو الفوز الأول لفرنسا بالبطولة لكن ليس كل ما يتعلق بكرة القدم يحمل معاني إيجابية فهناك العديد من الفضائح التي طالت اللعبة على مر السنين وتركزت حول قضايا حساسة أثرت على سمعة الرياضة

شعبية كرة القدم وتأثير الفضائح

السبب في ضجة الفضائح المتعلقة بكرة القدم يعود إلى مكانتها وتأثيرها الكبير في المجتمع من الجوانب الرياضية والاقتصادية خاصة في قطاع الرهانات الرياضية والكازينوهات على الإنترنت حيث انتشرت العديد من المواقع التي تقدم خدمات الرهان على كرة القدم لكن هناك عدد قليل منها يعمل بشكل قانوني وهذا الأمر يرفع من أهمية متابعة مثل هذه الفضائح لأنها تمس مصداقية اللعبة ومصداقية المؤسسات المتحكمة فيها

فضيحة كاليوبولي : هل هي تلاعب أم مؤامرة

شهدت كرة القدم الإيطالية عام 2006 فضيحة كبيرة تعرف بكاليوبولي كانت الأجواء قبلها متوترة بين ناديي يوفنتوس وإنتر ميلان حيث لم يحقق إنتر أي لقب دوري خلال 16 سنة بسبب أزمات داخلية وقرارات خاطئة من إدارة النادي لكن الصحافة الإيطالية الموالية لإنتر عملت على تضخيم الأخطاء التي حدثت لمصلحة الفريق المنافس وحينها نشأت فضيحة كاليوبولي التي كشفت فيها تسجيلات صوتية لمدير عام يوفنتوس لوتشيانو موجي يتحدث مع مسؤول تعيين الحكام يتدخل لتوجيه القرارات لصالح يوفنتوس بناء على هذه الأدلة تم معاقبة يوفنتوس بالهبوط إلى الدرجة الثانية وسحب ألقابها مما تسبب في عاصفة إعلامية لم تشهدها إيطاليا من قبل بعض الجهات انتقدت بشدة سير التحقيقات خاصة بعد أن تم منح لقب الدوري موسم 2005-2006 لإنتر ميلان مما جعل بعض اللاعبين مثل جانلويجي بوفون يعبرون عن غضبهم من هذه القرارات

فضيحة أولمبيك مارسيليا 1993

تعتبر هذه الفضيحة من أكبر الفضائح في تاريخ كرة القدم الفرنسية ارتبط اسم رجل الأعمال برنار تابي بالقضية التي تدور حول محاولة التلاعب بنتيجة مباراة في الدوري الفرنسي بين مارسيليا وفالنسيان كان الهدف الحفاظ على تقدم مارسيليا على باريس سان جيرمان وكذلك التركيز على المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا باستخدام الرشوة عرض المدير العام جان بيير بيرنيس مبلغ مالي على بعض لاعبي فريق فالنسيان مقابل عدم بذل كامل الجهد في المباراة رفض اللاعب جاك غلاس مان العرض وكشف القضية التي أدت إلى فتح تحقيق كبير برنار تابي واجه عقوبات بالسجن وتمت معاقبة نادي مارسيليا بالهبوط إلى الدرجة الثانية ولم يتمكن النادي بعدها من استعادة بريقه في البطولات الأوروبية الكبرى

فضيحة فيفا جيت

من أكبر الفضائح التي هزت كرة القدم العالمية خاصة إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كشفت عن تهم فساد وغسل أموال ورشاوى تمت على مدار 25 سنة في مايو 2015 تم اعتقال 14 شخصا في سويسرا من بينهم مسؤولون كبار في فيفا بتهمة الفساد ونتج عن ذلك عدة عقوبات منها إقالة جيروم فالكه من منصبه وتعليق جاك وارنر رئيس الكونكاكاف مدى الحياة وقد طالت العقوبات أيضا ميشيل بلاتيني وسيب بلاتر حيث تم إيقافهما عن النشاط الكروي لمدة 8 سنوات مع تخفيف العقوبة على بلاتيني بعد ذلك

تصرف زيدان في نهائي كأس العالم 2006

عرفت نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا حادثة مثيرة عندما قام النجم الفرنسي زين الدين زيدان بضربة رأس على صدر اللاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي في الدقيقة 107 من المباراة كان زيدان في أوج عطائه وقاد فرنسا إلى النهائي لكن هذا التصرف أدى إلى طرده رغم أن الحكم لم ير الضربة مباشرة وأدى الطرد إلى خسارة فرنسا في ركلات الترجيح وأثارت الحادثة جدلا واسعا بين الجمهور والصحافة لكن يبقى زيدان بطلا وطنيا في قلوب المشجعين

فضيحة قضية زاهية

تسببت هذه الفضيحة في هزة قوية للكرة الفرنسية حيث ارتبط اسم بعض اللاعبين الكبار بقضية استغلال فتاة قاصر تعمل في ملهى ليلي في باريس تم استدعاء عدة لاعبين منهم فرانك ريبيري وكريم بنزيما للاشتباه في علاقاتهم مع هذه الفتاة التي نفت معرفة اللاعبين بعمرها الحقيقي وأغلقت القضية في 2014 لكنها أثرت بشكل كبير على سمعة المنتخب الفرنسي خاصة قبل مونديال 2010 وأدت إلى توترات في الفريق

أزمة المنتخب الفرنسي في كأس العالم 2010

شهدت بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا أزمة كبيرة عندما وقع خلاف بين نيكولا أنيلكا والمدرب ريمون دومينيك إثر تصريحات نارية من أنيلكا ورفضه المشاركة في التدريبات ونتج عن ذلك إقالته من المنتخب وتضامن بقية اللاعبين معه بالامتناع عن التمارين مما أدى إلى فوضى إعلامية وسياسية داخل المنتخب وفقدان صورة المنتخب الفرنسي في العالم مما استوجب إجراء تغييرات في الإدارة الفنية

خاتمة

لقد تركت فضائح كرة القدم أثرًا عميقًا في تاريخ هذه الرياضة الشعبية وأظهرت أن المال والسلطة يمكن أن يؤثرا سلبا على نزاهة اللعبة على الرغم من ذلك يبقى حب كرة القدم ومتابعتها متجذرًا في قلوب الملايين حول العالم ويأمل الجميع أن تتعزز الشفافية والمصداقية في المستقبل ليظل هذا الساحر المستدير رمزا للوحدة والفرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى