
بدأ المدرب الإسباني تشابي ألونسو مسيرته على رأس الجهاز الفني لنادي ريال مدريد بنتيجة غير مقنعة حيث تعادل الفريق الملكي مع الهلال السعودي بهدف لمثله في افتتاح مشوارهما في كأس العالم للأندية وهي نتيجة قد تعكس حجم التحديات التي تنتظر المدرب الجديد في رحلته مع اللوس بلانكوس ووسط غياب النجم الفرنسي كيليان مبابي لأسباب صحية لجأ ألونسو إلى الاعتماد على اللاعب الشاب غونزالو الذي لم يخيب الظن وسجل هدف التقدم للفريق الأبيض ليحصل على جائزة أفضل لاعب في اللقاء في قرار أول ناجح للمدرب الجديد
بداية قوية للهلال وتألق لافت لنجومه
دخل الهلال المباراة بثقة وجرأة واضحة حيث بادر بالهجوم منذ الدقائق الأولى معتمدًا على أجنحته البرازيليين والضغط العالي ما أربك دفاع ريال مدريد وجعل كورتوا يتدخل مبكرًا للتصدي لرأسية من سافيتش في الدقيقة الثانية وكأن اللاعب لا يزال في صفوف لاتسيو وقبل مرور 20 دقيقة سجل رينان لودي هدفًا للهلال رغم انطلاقته من وضعية تسلل جزئية بعد استغلاله للمساحة خلف أرنولد الذي بدا أقل تركيزًا في التغطية الدفاعية بالمقارنة مع أدواره الهجومية في بناء اللعب ومنذ تلك اللحظة بدا الهلال أكثر تنظيماً في خطوطه مع لاعبين من طراز عالٍ مثل نيفيز وكوليبالي وبونو وكانسيلو وميلينكوفيتش سافيتش ما منح الفريق توازنًا وانضباطًا كبيرًا في حين كان ريال مدريد لا يزال يبحث عن ذاته تحت قيادة مدربه الجديد
بصمة ألونسو تبدأ بالظهور
رغم البداية المتعثرة إلا أن تغييرات تشابي ألونسو بين الشوطين كانت مؤثرة حيث قرر إخراج أسينسيو والدفع بأردا غولر فيما تم إعادة تشواميني إلى قلب الدفاع وتحريك فالفيردي إلى الوسط الدفاعي ومع هذه التعديلات تحسن أداء الفريق وبدأ في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الهلال حيث كاد فينيسيوس أن يسجل بعد دقيقتين فقط من انطلاق الشوط الثاني كما سدد غولر كرة ارتطمت بالعارضة وواصل غونزالو تألقه برأسية علت العارضة قليلًا وتصدى بونو ببراعة لتسديدة خطيرة من مسافة قريبة في تحرك يعكس الروح الهجومية التي بثها المدرب في فريقه خلال الشوط الثاني
غونزالو يثبت جدارته ومبابي في الخلفية
اللافت أن غونزالو الشاب هو من قدم الإضافة الهجومية الأبرز حيث أظهر رغبة وقتالية عالية وسجل هدفًا من هجمة منظمة بدأت من منتصف ملعب ريال مدريد وانتهت بعرضية من رودريغو تابعها داخل الشباك ورغم أن اللمسة لم تكن مثالية إلا أن النتيجة كانت إيجابية ومنح الهدف بعض الاستقرار للفريق الذي حاول إضافة الثاني عبر تمريرة عمودية من هويجسن إلى بيلينغهام ثم إلى غونزالو لكن الأخير فشل في السيطرة على الكرة بشكل جيد بينما ارتكب أسينسيو خطأً فادحًا داخل منطقة الجزاء أمام ماركوس ليوناردو أدى إلى ركلة جزاء ترجمها روبن نيفيز بنجاح ليعيد المباراة إلى نقطة البداية
فرص ضائعة وعلامات تعب واضحة
مع مرور الوقت بدأت علامات الإرهاق تظهر على بعض لاعبي ريال مدريد خصوصًا ترينت ألكسندر أرنولد الذي عانى في ملاحقة ماركوس ليوناردو ما دفع المدرب إلى استبداله بلوقاس فاسكيز الذي لم يكن في أفضل حالاته أيضًا حيث خسر مواجهة ثنائية حاسمة كادت أن تكلف الفريق كثيرًا كما تم استبدال رودريغو ببراهيم دياز بينما خرج فينيسيوس مبكرًا دون أن يترك أثرًا يذكر ومع دخول دياز بدأ ريال مدريد يستعيد جزءًا من نشاطه حيث صنع فرصة مميزة لفالفيردي لكن الأخير لم يستغلها بشكل مثالي
ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة وفرصة مهدرة للفوز
مع اقتراب نهاية اللقاء تمكن فران غارسيا من الضغط على مدافع الهلال القحطاني داخل منطقة الجزاء ما أدى إلى لمسة يد واضحة تدخل بسببها حكم الفيديو ودعا الحكم تيلو لمشاهدتها ومن ثم أعلن عن ركلة جزاء انبرى لها فالفيردي وسددها بشكل ضعيف ومباشر تصدى لها الحارس بونو بسهولة ليضيع على الفريق الملكي فرصة تحقيق فوز مهم في مستهل البطولة وبعدها عاد غونزالو ليهدد المرمى برأسية جديدة لكنها مرت بجوار القائم لتبقى النتيجة على حالها وتنتهي المباراة بالتعادل
ختام لا يرضي مدريد وتحديات في الأفق لألونسو
رغم التحسن الملحوظ في أداء ريال مدريد خلال الشوط الثاني إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لمنح المدرب تشابي ألونسو فوزه الأول حيث لا يزال أمامه الكثير من العمل لتجهيز الفريق بالشكل المثالي وتحسين الفعالية الهجومية التي غابت في لحظات حاسمة من اللقاء ويبدو أن المدرب الشاب يدرك جيدًا حجم التحديات المقبلة في ظل تلاحم المباريات وحاجة الفريق إلى الاستقرار والجاهزية البدنية والفنية إذا ما أراد المنافسة على اللقب العالمي