الدوري المغربي الممتاز

الوداد الرياضي إلى أين ؟ نادي تاريخي في مهب التخبط والضبابية

يمر نادي الوداد الرياضي بواحدة من أكثر الفترات قتامة في تاريخه الحديث وسط أزمات متراكمة على المستويات الإدارية والفنية والرياضية يصعب حصرها أو فهم سياقها في ظل غياب رؤية واضحة تؤطر المرحلة أو مشروع متكامل يعيد الثقة لجماهير الفريق

إدارة بلا بوصلة وميركاتو غامض

منذ تولي هشام آيت منا لرئاسة النادي تساءل كثيرون عن طبيعة المشروع الذي جاء به وما إذا كان قادرا على مواصلة مجد الوداد القاري والمحلي ولكن المؤشرات على أرض الواقع لا تبعث على الاطمئنان فإدارة الفريق تبدو عاجزة عن اتخاذ قرارات حاسمة ومدروسة بل تتخبط في عشوائية لافتة ميزت كل خطواتها الأخيرة والدليل أن الفريق أقدم على تسريح 25 لاعبا في صيف 2024 ثم عاد ليتخلى عن 21 لاعبا إضافيا هذا الصيف مما جعل التشكيلة تعرف خللا عميقا في الاستقرار الفني والذهني وبينما تتجه الأندية المنافسة نحو إبرام تعاقدات مدروسة لدعم صفوفها لا يزال ميركاتو الوداد غامضا بلا أهداف واضحة أو تعاقدات نوعية تؤكد طموح الفريق في العودة لمنصات التتويج

استقالة محمد طلال تكشف عمق الأزمة

لم تكن استقالة محمد طلال من منصبه الإداري في نادي الوداد سوى دليل إضافي على حجم الأزمة التي يعيشها الفريق فالرجل الذي رافق النادي في سنوات المجد محليا وإفريقيا وعُرف بدفاعه الصلب عن مصالح الفريق إعلاميا ومؤسساتيا عاد مؤخرا إلى الواجهة في محاولة لمدّ يد العون وإعادة التوازن لكنه لم يصمد طويلا أمام حالة التخبط الإداري وسرعان ما قدم استقالته ما يكشف بشكل جلي غياب الانسجام داخل المنظومة ويؤكد أن الأزمة ليست تقنية فحسب بل هي أزمة قيادة ورؤية وغياب لمشروع حقيقي يدفع حتى أبناء النادي إلى القفز من القارب قبل غرقه الكامل

مشاركة باهتة في كأس العالم للأندية

كانت مشاركة الوداد في النسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية بأمريكا فرصة لإظهار صورة مشرفة للكرة المغربية إلا أن الفريق قدم أداء باهتا افتقد للروح والانضباط وخضع لتجريبات تقنية دون هوية واضحة في ظل كثرة الانتدابات وضعف الانسجام بين اللاعبين مما عمق من جراح الجمهور الودادي الذي كان يأمل على الأقل في بلوغ أدوار متقدمة بالمسابقة

لاعبون يطلبون الرحيل

الاحتقان داخل البيت الودادي لم يقتصر فقط على الجماهير أو الطاقم التقني بل امتد إلى اللاعبين أنفسهم حيث أشارت تقارير مؤكدة إلى أن عددا من العناصر الأساسية عبّرت عن رغبتها في المغادرة بسبب عدم وضوح الرؤية داخل الفريق وسوء التسيير وتذبذب الوضع الفني وهو ما ينذر بموجة جديدة من الرحيل الجماعي قد تضرب ما تبقى من هيكل الفريق قبل بداية الموسم

غياب المشروع وهدر هوية النادي

الوداد الذي صنع مجدا إفريقيا ومحليا خلال السنوات الماضية لم يعد هو نفسه اليوم فالفريق فقد الكثير من هويته ووزنه الفني والتنافسي وأصبح يدار بعشوائية مقلقة تدفع للتساؤل حول مدى استعداد المسؤولين الحاليين لتحمل مسؤوليتهم أمام الجماهير التي لم تعد تحتمل المزيد من الانكسارات فقد تم تجريب أكثر من مدرب واستقدام عشرات اللاعبين دون أن تظهر أي بصمة واضحة أو استراتيجية تؤسس لفريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب

خاتمة

السؤال الذي يطرحه اليوم كل ودادي غيور هو: إلى أين يسير هذا النادي العريق؟ هل سيظل رهينة قرارات ارتجالية وغياب التخطيط؟ أم أن هناك من يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل بداية موسم قد يكون الأصعب على الإطلاق؟ الوداد بحاجة إلى ثورة هادئة تعيد البناء على أسس واضحة واستقرار داخلي يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات لأن التاريخ لا يرحم والإرث الودادي أكبر من أن يُبدد في صمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى