لماذا منعت مانشستر يونايتد طباعة اسم كريستيانو رونالدو على القمصان الرسمية؟ كوراسكوب ©
أخبار

لماذا منعت مانشستر يونايتد طباعة اسم كريستيانو رونالدو على القمصان الرسمية؟

مانشستر يونايتد يصدم الجماهير بمنع طباعة اسم كريستيانو رونالدو على القمصان الرسمية

أثار نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي جدلا واسعا بعد اتخاذه قرارا غير مسبوق بمنع الجماهير من طباعة اسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على قمصان الفريق الرسمية حيث فوجئ عدد من المشجعين أثناء زيارتهم للمتجر الرسمي للنادي بعدم تمكنهم من اختيار اسم رونالدو على القمصان كما شمل القرار أيضا أسماء أسطورية أخرى مثل ديفيد بيكهام وإيريك كانتونا وهو ما أثار استغراب وسخط جماهير النادي حول العالم خاصة أن هؤلاء اللاعبين يمثلون رموزا خالدة في تاريخ الفريق

الأسباب القانونية وراء قرار المنع

وفقا لما كشفه النادي فإن قرار المنع مرتبط بمسائل تتعلق بحقوق التراخيص التجارية وحقوق الصورة حيث يمتلك كريستيانو رونالدو وبيكهام وكانتونا الحقوق التجارية الكاملة لأسمائهم مما يمنع النادي من استخدامها بحرية على المنتجات الرسمية من دون وجود اتفاقيات محددة مع هؤلاء اللاعبين السابقين وهذا يعني أن أي استخدام تجاري للأسماء المذكورة يتطلب ترخيصا قانونيا صريحا من أصحاب الحقوق الأمر الذي أدى إلى صدور قرار المنع في متجر النادي

ردود فعل المشجعين بين الغضب والذهول

قرار مانشستر يونايتد قوبل بموجة من الاستياء من قبل الجماهير التي رأت فيه خطوة غير منطقية ووصفتها بأنها تفتقد لاحترام رموز النادي حيث عبر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من منع أسماء أساطير مثل كريستيانو رونالدو الذي يعتبر من أبرز من ارتدوا القميص الأحمر عبر التاريخ وأشار البعض إلى أن هذا القرار لا ينسجم مع التقاليد المعروفة في كرة القدم والتي تسمح بتكريم اللاعبين القدامى عبر طباعة أسمائهم على القمصان واعتبر آخرون أن القرار بمثابة تجاهل لتاريخ هؤلاء النجوم

مقارنة مع الأندية الأخرى وسابقة غير مألوفة

ما يزيد من استغراب المشجعين هو أن هذا النوع من القرارات نادرا ما يحدث في الأندية الأوروبية الكبرى فغالبا ما تسمح الأندية بطباعة أسماء لاعبيها التاريخيين كنوع من التكريم لهم وتوفير تجربة عاطفية للمشجعين لكن في حالة مانشستر يونايتد يبدو أن الجوانب القانونية المتعلقة بحقوق الصورة فرضت نفسها بقوة على حساب المشاعر الجماهيرية ويعكس هذا القرار حالة خاصة يتداخل فيها القانون بالتقاليد الرياضية مما يطرح تساؤلات حول أولويات الأندية الحديثة بين الالتزام القانوني والوفاء لتاريخها العريق

صورة كريستيانو رونالدو في أولد ترافورد والرمزية العاطفية

من المعروف أن كريستيانو رونالدو يحتل مكانة استثنائية في قلوب جماهير مانشستر يونايتد حيث حقق مع الفريق العديد من الإنجازات خلال فترته الأولى بين عامي 2003 و2009 وتوج بعدة ألقاب منها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز كما ترك بصمة لا تمحى على الأداء الهجومي للفريق وتحوّل إلى رمز عالمي ومن الطبيعي أن يرغب المشجعون في التعبير عن تقديرهم له من خلال شراء قمصان تحمل اسمه لكن قرار المنع يحد من هذا التعبير الجماهيري ويضع النادي في موقف محرج أمام جماهيره

حقوق الصورة بين اللاعبين والأندية

يعود أصل الإشكالية إلى امتلاك بعض اللاعبين لحقوق أسمائهم وصورهم بشكل مستقل وهو ما يعني أن أي استخدام تجاري يتطلب اتفاقا مسبقا سواء مع اللاعب مباشرة أو مع شركات تدير حقوقه وهو ما ينطبق على كريستيانو رونالدو الذي يملك علامة CR7 التجارية الشهيرة ويتحكم بشكل صارم في استخدام اسمه وصورته لأغراض تجارية وبالتالي فإن مانشستر يونايتد مجبر قانونيا على الامتناع عن استخدام الاسم دون إذن خاص ويبدو أن النادي اختار التوقف عن تقديم هذه الخدمة لتفادي أي تبعات قانونية

موقف بيكهام وكانتونا وأبعاده القانونية

لا يقتصر قرار المنع على كريستيانو رونالدو بل يشمل أيضا ديفيد بيكهام وإيريك كانتونا وهما أيضا من النجوم الذين يحتفظون بحقوق أسمائهم مما يعني أن المسألة لا ترتبط بلاعب واحد بل تمثل سياسة عامة تجاه الأسماء ذات الحقوق المحمية ويطرح هذا الموقف تساؤلات حول ما إذا كان النادي سيسعى للتوصل إلى اتفاقيات جديدة تسمح بإعادة تقديم هذه الأسماء في المستقبل أم أنه سيستمر في منعها ضمن سياسة تجارية وقانونية صارمة

بين الوفاء للتاريخ والامتثال للقانون

من جهة يحاول مانشستر يونايتد الالتزام بالقوانين التجارية المتعلقة بحقوق الصورة والملكية الفكرية ومن جهة أخرى يشعر الجمهور بأن النادي تخلى عن رموزه بطريقة جافة وغير مبررة ويرى البعض أن النادي كان بإمكانه التفاوض مع اللاعبين المعنيين والتوصل إلى حلول وسط تضمن احترام الحقوق وتتيح للجماهير تكريم أساطيرهم كما كانوا يفعلون سابقا خاصة وأن هذا النوع من القمصان يشكل أيضا مصدر دخل للنادي ويسهم في تعزيز العلاقة العاطفية بينه وبين جماهيره العالمية

مستقبل العلاقة بين النادي وجماهيره

الخطوة التي اتخذها مانشستر يونايتد قد تؤثر على صورته لدى شريحة من مشجعيه الذين يرون في مثل هذه الإجراءات دليلا على تحول الأندية إلى مؤسسات تجارية بحتة لا تولي اهتماما للتقاليد والروابط العاطفية مع اللاعبين القدامى ومع ذلك يبقى الباب مفتوحا أمام إمكانية تصحيح المسار في حال قررت الإدارة التفاوض مع أصحاب الحقوق أو إيجاد بدائل قانونية تسمح بإعادة تقديم أسماء النجوم على القمصان الرسمية بطريقة تحترم العقود وتلبي رغبة الجماهير

الخلاصة

قرار نادي مانشستر يونايتد بمنع طباعة اسم كريستيانو رونالدو على القمصان الرسمية شكل مفاجأة كبيرة لدى جماهيره وفتح نقاشا واسعا حول العلاقة بين الحقوق التجارية وتكريم رموز كرة القدم وبينما يستند القرار إلى أسباب قانونية تتعلق بحقوق الصورة يرى كثيرون أنه قرار يفتقر إلى البعد العاطفي ويضر برمزية أساطير مثل رونالدو وبيكهام وكانتونا ويأمل المشجعون في أن يتم التوصل إلى حلول تضمن استمرارية هذا النوع من التكريم التاريخي بما يعكس احترام الماضي ويواكب متطلبات الحاضر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى