
يبدو أن نادي الرجاء الرياضي المغربي قد يجد نفسه قريباً في موقف لا يُحسد عليه بعد أن تلقى مساعد مدربه هشام أبوشروان عرضاً رسمياً من نادي الترجي الرياضي التونسي لشغل منصب المدير الرياضي ضمن مشروع رياضي جديد أطلقه الفريق التونسي الطامح إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي وتحديث استراتيجيته التقنية على كافة المستويات وقد أكدت تقارير إعلامية تونسية ومغربية موثوقة أن إدارة الترجي الرياضي وضعت اسم هشام أبوشروان في صدارة قائمة أولوياتها لتولي مهمة المدير الرياضي بالنظر إلى التجربة المتميزة التي راكمها سواء كلاعب دولي سابق أو كإطار تقني ناجح برز في السنوات الأخيرة ضمن الطاقم الفني لنادي الرجاء الرياضي
ويأتي اهتمام الترجي بأبوشروان في إطار تحضير شامل لخطة تطويرية تستهدف إعادة بريق الفريق الذي تراجع مستواه في السنوات الأخيرة رغم محاولاته المتكررة للعودة إلى الواجهة القارية والمحلية وقد علمت مصادر إعلامية قريبة من دوائر القرار داخل الترجي أن إدارة النادي التونسي ترغب في إحداث تغيير جذري في بنيتها التقنية والفنية عبر استقطاب كفاءات لها دراية بكرة القدم الإفريقية والمغاربية تحديداً وتملك الخبرة اللازمة في تدبير الشؤون التقنية والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد وهو ما جعل أبوشروان اسماً مثالياً من وجهة نظر مسؤولي النادي العاصمي لما يتمتع به من سيرة ذاتية محترمة وعلاقات جيدة مع مختلف الفاعلين الرياضيين داخل وخارج أرض الوطن
من جهته لم ينف هشام أبوشروان الخبر بل أكد في تصريحات صحفية أنه تلقى بالفعل عرضاً رسمياً من نادي الترجي الرياضي التونسي وأنه بصدد دراسته بعناية تامة قبل اتخاذ القرار النهائي الذي سيعلن عنه في الوقت المناسب وأوضح أبوشروان أن العرض الذي تلقاه يتضمن مشروعاً طموحاً ومتكاملاً لا يتعلق فقط بمهمة المدير الرياضي بل يشمل أيضاً رؤية تطويرية لمنظومة التكوين داخل النادي التونسي وتحديث البنية التحتية وتطوير أداء الفئات السنية والمساهمة في رسم سياسة انتدابات دقيقة تعتمد على الكفاءة والموهبة وليس فقط الأسماء الرنانة وهو ما يمثل تحدياً مهنياً جذاباً لأي إطار تقني يبحث عن آفاق جديدة للتطور وتحقيق الإضافة النوعية
ويُعتبر هشام أبوشروان من الأسماء الوازنة في تاريخ الكرة المغربية حيث سبق له أن حمل قميص الرجاء الرياضي وتألق بشكل لافت محلياً وقارياً كما خاض تجارب احترافية ناجحة في أوروبا وآسيا وأفريقيا أبرزها مع الترجي الرياضي التونسي الذي دافع عن ألوانه كلاعب محترف في فترة سابقة وترك انطباعاً إيجابياً لدى جماهيره ومسؤوليه مما يفسر رغبة النادي في الاستفادة من خدماته مجدداً لكن هذه المرة من موقع إداري تقني وليس كلاعب أو مدرب ويُنظر إلى عودة أبوشروان إلى الترجي كخطوة قد تُشكل ضربة موجعة للرجاء الرياضي الذي يعول كثيراً على خبرة مساعد مدربه في إنجاح المرحلة الانتقالية التي يعيشها الفريق بعد التغييرات العميقة التي طالت الجهاز الفني مؤخراً
ولم يصدر بعد أي موقف رسمي من نادي الرجاء الرياضي بشأن مستقبل أبوشروان أو الموقف من عرض الترجي التونسي لكن مصادر من داخل البيت الرجاوي أكدت أن إدارة النادي لا ترغب في خسارة أحد أبرز أطرها التقنية في هذا التوقيت بالذات خاصة أن الفريق مقبل على استحقاقات مهمة محلياً وقارياً ويحتاج إلى الاستقرار الفني والتقني لتعزيز حظوظه في المنافسة على الألقاب وقد أكدت نفس المصادر أن إدارة الرجاء ستبذل قصارى جهدها لإقناع أبوشروان بالبقاء وتوفير الظروف المناسبة له للاستمرار ضمن المشروع الرياضي الجديد الذي يتزعمه المدرب الألماني باتريك كراوس
وفي سياق متصل أشادت جماهير الرجاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالدور الذي لعبه هشام أبوشروان منذ عودته للنادي كمساعد مدرب معتبرة إياه من الكفاءات الوطنية النادرة التي تستحق كل الدعم والثقة مشيرة إلى أن ابتعاده عن الطاقم الفني في هذه المرحلة سيكون له تأثير سلبي على أداء الفريق ومعنوياته خصوصاً أنه يتمتع بعلاقة ممتازة مع اللاعبين ويُعد حلقة وصل أساسية بين الإدارة الفنية والعناصر داخل غرف الملابس
ويشار إلى أن الترجي التونسي يمر حالياً بمرحلة إعادة هيكلة شاملة على مستوى الطاقم التقني والإداري بعد سلسلة من الإخفاقات المحلية والقارية في المواسم الأخيرة حيث قررت إدارة النادي إحداث قطيعة مع مرحلة سابقة وفتح صفحة جديدة تُراهن فيها على التكوين والاستثمار في الكفاءات القادرة على صنع الفارق على المدى المتوسط والبعيد وقد تم في هذا السياق التعاقد مع مدرب جديد وتم إحداث تغييرات على مستوى مراكز الاستكشاف والتكوين والطاقم الطبي والتقني في محاولة لوضع أسس صلبة لمرحلة ما بعد الركود
ويرى محللون رياضيون أن استهداف الترجي لأبوشروان يدخل في إطار سياسة استقطاب الكفاءات المغاربية التي برهنت على كفاءتها داخل القارة السمراء ويؤكد هذا التوجه أن الأندية الكبرى لم تعد تبحث فقط عن أسماء لامعة بل أصبحت تركز على العقلية الاحترافية والخبرة الميدانية والقدرة على تطوير منظومة متكاملة تنسجم مع خصوصية النادي وطموحاته الاستراتيجية
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة بشأن قرار أبوشروان النهائي تظل كل الاحتمالات قائمة بين استمراره في الرجاء وخدمة مشروعه الرياضي أو انتقاله إلى تونس لخوض تجربة جديدة قد تفتح له آفاقاً واسعة في عالم التسيير الرياضي على أعلى مستوى ويبقى الأكيد أن أي قرار سيتخذه سيأخذ بعين الاعتبار عدة اعتبارات مهنية وشخصية وعائلية من ضمنها استقراره الحالي بالمغرب وعلاقته الوثيقة بجمهور الرجاء والبيئة التي يجد فيها دعماً كبيراً من الجماهير واللاعبين والمحيط الإداري
خاتمة
لا شك أن انتقال هشام أبوشروان المحتمل إلى الترجي الرياضي يمثل منعطفاً هاماً في مسيرته المهنية كما يشكل تحدياً حقيقياً لنادي الرجاء الرياضي الذي يواجه خطر فقدان أحد أعمدته التقنية في لحظة دقيقة من التحضير للموسم الجديد وإذا ما قرر أبوشروان خوض تجربة جديدة في تونس فسيكون عليه أن يبرهن مجدداً على كفاءته في محيط مختلف وسياق تنافسي خاص بينما سيُجبر الرجاء على البحث سريعاً عن بديل مؤهل قادر على مواصلة المهمة بنفس الفاعلية والانسجام مع المشروع الفني الجديد الذي يعوّل عليه أنصار الفريق الأخضر للعودة إلى قمة التتويجات المحلية والقارية