
رغم مساهمته الحاسمة في تحقيق الثلاثية التاريخية مع باريس سان جيرمان لم يتم اختيار عثمان ديمبيلي ضمن قائمة اللاعبين المصنفين من الطراز العالمي في تقرير GOAL السنوي لعام 2025 وهو غياب أثار جدلا كبيرا في أوساط الإعلام والجماهير كيف يمكن تجاهل لاعب يُعد المرشح الأبرز للتتويج بالكرة الذهبية في ظل تألقه اللافت في الموسم المنصرم الإجابة تكمن في شخصية ديمبيلي المعقدة والتناقضات التي تحيط بمسيرته الكروية
مسيرة متقلبة ومواهب ضائعة
منذ بداياته في بوروسيا دورتموند برز عثمان ديمبيلي كلاعب يتمتع بموهبة استثنائية لكن المشاكل السلوكية خارج الملعب بدأت تطفو على السطح مبكرا فقد كانت هناك تساؤلات مستمرة حول التزامه ونمط حياته حتى خلال أفضل فتراته مع الفريق الألماني وعندما انتقل إلى برشلونة في صفقة ضخمة زادت الأمور سوءا حيث اعترف بنفسه لاحقا أنه أضاع خمس سنوات من مسيرته بسبب غياب الاحترافية
كان يتأخر بشكل متكرر عن الاجتماعات التدريبية بسبب السهر على ألعاب الفيديو كما أن نظامه الغذائي السيء أدى إلى تعرضه المستمر للإصابات كشف أحد الطهاة الذين عملوا معه أنه كان يرمي الطعام الصحي المخصص له ويفضل الوجبات السريعة التي كانت تملأ منزله في وقت لاحق صرح الطاهي ميشيل نايا قائلا إن حياة ديمبيلي كانت فوضوية بلا التزام حقيقي وبلا أي هيكل تنظيمي
حتى ليونيل ميسي الذي آمن بموهبته ووصفه بأنه ظاهرة كروية أكد أن مستقبل ديمبيلي بيده وحده وأنه إن لم يغير أسلوب حياته فلن يصل إلى القمة التي يستحقها
بصيص من الأمل تحت قيادة تشافي
في موسمه ما قبل الأخير مع برشلونة وتحديدا في خريف 2022 بدا أن ديمبيلي بدأ يُدرك أخطاءه حين تحدث للصحافة الإسبانية قال إن الإصابات التي تعرض لها في بداياته كانت نتيجة لعدم انضباطه وعدم الجدية في التدريبات وأكد أن الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح في كرة القدم بل يجب العمل الجاد والتفاني سواء داخل الملعب أو خارجه
كان يظهر في تلك الفترة أنه نضج قليلا وبدأ يفهم معنى الالتزام قال بالحرف الواحد إذا لم تعمل بجد فلن تستمتع بكرة القدم وستتكرر الإصابات ولكن رغم هذه التصريحات الإيجابية فإن الواقع أثبت لاحقا أن التغيير لم يكن جذريا بل مجرد مرحلة عابرة سرعان ما انتهت
الرحيل المفاجئ والخلافات مع برشلونة
رغم استمرار دعم الإدارة الفنية له وعلى رأسها تشافي هيرنانديز الذي دافع عنه مرارا وتكرارا قرر ديمبيلي مغادرة برشلونة بطريقة مفاجئة وصادمة للنادي وجماهيره قام بتفعيل بند في عقده يسمح له بالرحيل إلى باريس سان جيرمان مقابل خمسين مليون يورو حصل منها اللاعب على نصف المبلغ بينما لم يتبق للنادي الكتالوني سوى القليل
شعر البعض أن إدارة برشلونة تتحمل جزءا من المسؤولية بسبب توقيعها على عقد يتضمن هذا البند المجحف لكن المشاعر السائدة كانت خليطا من الخيبة والحزن على لاعب خذل مدربه وجماهيره قال تشافي بعد رحيله أنا محبط قليلا من ديمبيلي لقد قرر الانتقال إلى باريس سان جيرمان ولا يمكننا فعل شيء نهاية حزينة لعلاقة كانت مليئة بالتقلبات والفرص المهدرة
هل يستحق ديمبيلي الكرة الذهبية رغم ماضيه المضطرب
الأداء الأخير لديمبيلي مع باريس سان جيرمان يعكس موهبته الحقيقية فقد كان لاعبا محوريا في الثلاثية التي حققها النادي الفرنسي وساهم في الأهداف وصناعة اللعب بطريقة حاسمة مما يجعله مرشحا منطقيا للفوز بالكرة الذهبية لكن يبقى السؤال الأهم هل يكفي موسم واحد جيد لمحو سنوات من الإحباط والتراجع وهل يمكن للاعب لم يُصنف ضمن قائمة النجوم العالميين أن يُتوج بجائزة فردية هي الأعلى شأنا في عالم كرة القدم
عثمان ديمبيلي لاعب يمتلك مهارات فريدة تجعله قادرا على حسم أي مباراة لكن تاريخه المليء بالتقلبات والسلوكيات غير الاحترافية تضع علامات استفهام حول استمرارية تألقه رغم تحسن مستواه مؤخرا يبقى الحكم النهائي بيد ما سيقدمه في المواسم القادمة فإذا واصل العمل بجد وابتعد عن العشوائية فقد يصبح فعلا نجما عالميا لا يُشكك أحد في مكانته أما إذا عاد إلى عاداته القديمة فإن ترشيحه للكرة الذهبية سيظل محل جدل كبير