
تشهد أروقة نادي ليفربول حالة من الترقب بعد سلسلة من النتائج السلبية التي أثارت تساؤلات كثيرة حول مستقبل المدرب الهولندي آرني سلوت غير أن إدارة النادي الإنجليزي أكدت بوضوح أن الثقة في المدرب مازالت قائمة وأن الحديث عن إقالته غير وارد في الوقت الحالي رغم الخروج المرير من كأس الرابطة الإنجليزية أمام كريستال بالاس بثلاثة أهداف دون رد على أرضية ملعب أنفيلد
بداية مثالية وانهيار مفاجئ في الأداء
جاءت انطلاقة ليفربول في هذا الموسم قوية ومثالية حيث حقق الفريق سبعة انتصارات متتالية في جميع المسابقات وقدم أداء هجوميا مبهرا جعل جماهيره تحلم بموسم استثنائي جديد تحت قيادة آرني سلوت الذي تمكن في موسمه الأول من قيادة الريدز نحو لقب الدوري الممتاز بعد أن خلف المدرب الألماني يورغن كلوب غير أن تلك الانطلاقة لم تدم طويلا فالفريق خسر ست مباريات من آخر سبع مواجهات في مختلف المسابقات وهو ما جعله يتراجع إلى المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ويودع منافسات كأس الرابطة مبكرا في مشهد لم يعتده عشاق النادي العريق
إدارة ليفربول تؤكد ثقتها في سلوت
رغم هذا التراجع الواضح فإن إدارة ليفربول ترفض فكرة إقالة آرني سلوت في الوقت الراهن مؤكدة أن ما قدمه المدرب الهولندي في موسمه الأول يمنحه رصيدا كبيرا من الثقة والاحترام داخل النادي خصوصا أنه استطاع إعادة الفريق إلى منصة التتويج بعد فترة من التراجع في نهاية عهد يورغن كلوب وتشير مصادر قريبة من النادي إلى أن كبار المسؤولين في ليفربول يرون أن الأزمة الحالية ظرفية وأن سلوت قادر على تصحيح المسار إذا ما توفرت له الظروف المناسبة والاستقرار الفني
يورغن كلوب يترك الباب مفتوحا لعودة محتملة
وفي خضم هذه الأحداث عاد اسم يورغن كلوب ليطفو على السطح مجددا بعد تصريحاته الأخيرة التي لمح فيها إلى إمكانية العودة إلى ليفربول في المستقبل القريب حيث قال في حديث لبرنامج إذاعي إنه لن يدرب أي فريق آخر في إنجلترا سوى ليفربول وإنه من الناحية النظرية قد يعود يوما ما لتولي القيادة الفنية للفريق وهي كلمات أثارت مشاعر الحنين لدى جماهير النادي التي مازالت تعتبر كلوب أحد رموزها التاريخيين بعد أن قاد الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي خلال فترته الذهبية
تصريحات سلوت بعد الهزيمة أمام كريستال بالاس
من جانبه أقر آرني سلوت بصعوبة الوضع الحالي بعد الهزيمة أمام كريستال بالاس مؤكدا أن الضغط جزء من واقع العمل داخل ناد بحجم ليفربول وقال سلوت في تصريحات صحفية بعد المباراة إن النتائج السلبية تضع أي مدرب تحت المجهر لكنه لا يشعر بأن الخسارة الأخيرة غيّرت من موقف الإدارة تجاهه وأضاف أن الفريق يمر بظروف معقدة بسبب تلاحم المباريات حيث خاض العديد من المواجهات خارج ملعبه بفاصل زمني لا يتجاوز يومين فقط وهو ما أثر على جاهزية اللاعبين البدنية والذهنية
تبريرات المدرب بين ضغط المباريات واختيارات التشكيلة
وتعرض المدرب الهولندي أيضا لانتقادات بسبب اختياراته في مباراة كأس الرابطة حيث خاض اللقاء بتشكيلة يغلب عليها الطابع الاحتياطي مع إشراك عدد محدود من لاعبي الفريق الأول إضافة إلى الاعتماد على لاعبين من الأكاديمية في دكة البدلاء ما جعل بعض المحللين يعتبرون أنه لم يمنح المباراة الأهمية المطلوبة غير أن سلوت دافع عن قراراته قائلا إنه اعتمد نفس النهج في الموسم الماضي خلال الأدوار الأولى من المسابقة وإن المشكلة لا تكمن في التشكيلة بقدر ما تتعلق بتراجع الأداء الجماعي للفريق وغياب الفعالية الهجومية
الأسباب الفنية وراء التراجع
يرى مراقبون أن تراجع ليفربول في الأسابيع الأخيرة يعود إلى عدة عوامل أبرزها الإصابات المتكررة في خط الوسط والجهد البدني الكبير الذي بذله اللاعبون في بداية الموسم إضافة إلى بعض الأخطاء الدفاعية الفردية التي كلفت الفريق نقاطا ثمينة كما أن الضغط الذهني الناتج عن كثرة المباريات جعل بعض العناصر تفقد التركيز خاصة أمام فرق متوسطة المستوى مثل كريستال بالاس وولفرهامبتون وقد أشار محللون إلى أن سلوت بحاجة إلى مراجعة منهجه التكتيكي الذي يعتمد على الضغط العالي دون فترات راحة كافية للاعبين مما جعل الفريق يعاني في الشوطين الثاني من معظم المباريات الأخيرة
موقف الجماهير والإعلام
تباينت ردود أفعال جماهير ليفربول بعد الخسارة الأخيرة فبينما دعا البعض إلى منح المدرب الوقت الكافي لتصحيح الأخطاء وتحقيق التوازن المطلوب طالب آخرون بتدخل فوري من الإدارة لإيقاف النزيف قبل فوات الأوان الصحف البريطانية بدورها تناولت الموضوع باهتمام واسع حيث تحدثت عن وجود أزمة ثقة داخل الفريق بين بعض اللاعبين والجهاز الفني لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الإدارة لا تفكر حاليا في التغيير وأنها متمسكة بخطة العمل التي وضعتها منذ بداية الموسم
دعم الإدارة واستمرار المشروع الرياضي
يؤكد مسؤولو ليفربول أن النادي يسير وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الفني وتطوير الأداء التدريجي وأن تغيير المدرب في منتصف الموسم ليس واردا لأن مثل هذه القرارات تكون مكلفة وتؤثر سلبا على الانسجام داخل المجموعة كما أشار أحد أعضاء مجلس الإدارة إلى أن آرني سلوت يملك الثقة الكاملة والدعم اللازم وأن الإدارة تتفهم طبيعة المرحلة الحالية التي يمر بها الفريق
مستقبل سلوت بين التحدي والإصرار
يعلم آرني سلوت أن الاستمرار في قيادة ليفربول يتطلب منه تجاوز هذه المرحلة بسرعة واستعادة نغمة الانتصارات خاصة أن جدول الدوري لا يرحم وأن جماهير أنفيلد تنتظر رد فعل قوي في المباريات القادمة وقد وعد المدرب الهولندي في نهاية حديثه بالعمل الجاد لتصحيح المسار قائلا إن كل مدرب يمر بفترات صعبة لكن المهم هو كيفية التعامل معها واستخلاص الدروس منها مشددا على أن روح الفريق مازالت حية وأن اللاعبين مصممون على العودة إلى مستواهم الحقيقي
ليفربول أمام اختبار صعب
سيكون ليفربول أمام اختبار صعب في الأسابيع المقبلة حين يواجه عددا من الأندية القوية داخل وخارج الديار وسيكون الأداء في تلك المواجهات حاسما في تحديد مستقبل آرني سلوت داخل أسوار أنفيلد وإذا تمكن من قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية فقد ينجح في قلب الطاولة واستعادة الثقة أما في حال استمرار النزيف فسيكون من الصعب تجنب الأسئلة الصعبة التي ستفرضها جماهير النادي ووسائل الإعلام
رغم العثرات الأخيرة يظل آرني سلوت في موقع الثقة داخل نادي ليفربول والإدارة تؤمن بقدرته على تجاوز الأزمة الحالية وإعادة الفريق إلى سكة الانتصارات غير أن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية بالنسبة له إذ سيحتاج إلى حلول سريعة وإلى روح قتالية جديدة تعيد التوازن إلى المجموعة فليفربول كيان اعتاد المنافسة على القمم ولا يقبل بأن يكون خارج دائرة الضوء