أخبارتقارير

النشامى وكأس العالم قصة أربعين عامًا من التحديات والطموح

النشامى.. المنتخب الوطني يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026

بداية حلم استغرق عقودًا

منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي بدأ الحلم الأردني يتشكل بهدوء بين أروقة الملاعب الآسيوية حين خاض المنتخب الوطني الأردني أولى تجاربه في تصفيات كأس العالم رغم أن الظروف لم تكن مواتية حينها إلا أن المشاركة شكلت حجر الأساس في مسيرة لم تنتهِ بعد

مشاركات متعددة ومحاولات لا تتوقف

رغم التحديات ومرارة الخروج المبكر في أغلب تصفيات كأس العالم على مدار العقود الماضية لم يفقد النشامى الأمل بل زادتهم التجربة إصرارًا ففي تصفيات 1990 و1994 و1998 كانت الحصيلة سلسلة من الإخفاقات أمام منتخبات قوية كالعراق وإيران وسوريا وغيرها ومع ذلك ظل المنتخب الأردني حاضرًا وباحثًا عن بصمته في الساحة القارية والدولية

تغيّر جذري بقيادة الجوهري

عند وصول المدرب المصري الراحل محمود الجوهري إلى الجهاز الفني عام 2003 بدأ التحول الحقيقي في شكل المنتخب الأردني من خلال خطط مدروسة ومباريات ودية ذات طابع دولي ارتقى أداء النشامى بشكل ملحوظ وبلغوا نهائيات كأس آسيا لأول مرة في تاريخهم عام 2004 في الصين حيث وصلوا إلى ربع النهائي قبل أن يغادروا البطولة على يد اليابان بعد أداء مشرّف

فترات من التخبط الفني والإداري

مرت السنوات التالية بفترات من عدم الاستقرار الفني حيث تعاقب على تدريب المنتخب عدة مدربين أجانب وعرب دون أن يتحقق حلم الوصول إلى كأس العالم بشكل فعلي وفي كل نسخة كانت الجماهير تعلق آمالًا جديدة على النشامى لكن النتيجة كانت دائمًا الخروج من الأدوار التمهيدية أو الإقصائية

بصمة عدنان حمد ودخول مرحلة جديدة

في تصفيات كأس العالم 2014 استطاع المدرب العراقي عدنان حمد أن يعيد الروح للمنتخب فحقق فوزين مهمين على كوريا الجنوبية وأستراليا وتمكن من إيصال الأردن إلى الملحق العالمي لأول مرة في تاريخه حيث واجه منتخب أوروجواي ورغم الخسارة إلا أن الأداء كان محل تقدير جماهيري وإعلامي كبير

استمرار التغييرات وبحث دائم عن هوية فنية

تكررت سيناريوهات تغيير المدربين في السنوات التالية وكان أبرزهم حسام حسن وراي ويلكينز وأحمد عبد القادر وباول بوت وواجه المنتخب صعوبات واضحة في فرض الاستقرار وتحقيق نتائج إيجابية خلال تصفيات كأس العالم 2018 و2022 رغم بلوغ بعض الأدوار المتقدمة في كأس آسيا

محطة عموتة وبداية مشوار الإنجاز

التحول الأهم جاء بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة الذي قاد النشامى إلى نهائي كأس آسيا وحقق وصافة مشرفة خلف منتخب قطر الأداء العالي والثقة التي زرعها في اللاعبين أعادت الأمل للجماهير الأردنية من جديد ليكمل بعده المدرب جمال السلامي مشوار التأهل ويقود المنتخب رسميًا نحو نهائيات كأس العالم 2026

تأهل تاريخي يفتح صفحة جديدة

بقيادة السلامي تأهل الأردن رسميًا إلى كأس العالم بعد أداء مميز في التصفيات الآسيوية حيث ضمن المركز الثاني خلف كوريا الجنوبية بفارق مريح عن العراق ليكون بذلك المنتخب العربي العاشر الذي يسجل مشاركته في العرس الكروي العالمي إلى جانب مصر والمغرب والجزائر وتونس والسعودية والعراق والكويت وقطر والإمارات

خاتمة

اليوم لا يُعد تأهل النشامى مجرد إنجاز رياضي بل هو ثمرة أربعة عقود من العمل والتضحيات والاستمرارية رغم العثرات هي رسالة لكل المنتخبات الناشئة بأن الحلم ممكن عندما يُقترن بالإيمان والتخطيط والطموح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى