
يبدو أن غاريث بيل نجم ريال مدريد السابق الذي أعلن اعتزاله كرة القدم في عام 2023 عن عمر 33 عاماً يستعد للعودة مجدداً إلى عالم المستديرة لكن هذه المرة ليس كلاعب بل كمالك لنادٍ عريق حيث دخل في مفاوضات جدية لشراء نادي كارديف سيتي الويلزي في خطوة تهدف إلى تحقيق حلمه بقيادة نادي مسقط رأسه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
بحسب ما نقلته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية فإن بيل يتزعم تحالفاً استثمارياً يهدف إلى شراء كارديف سيتي مقابل مبلغ يتجاوز 46 مليون يورو وهو مبلغ يقل عن نصف ما دفعه ريال مدريد لضمه من توتنهام في عام 2013 والذي بلغ آنذاك 99 مليون يورو
كارديف سيتي حلم الطفولة والطموح الرياضي
ينحدر غاريث بيل من العاصمة الويلزية كارديف التي نشأ فيها وكان يحلم منذ صغره بارتداء قميص فريقها المحلي إلا أن مسيرته الاحترافية أخذته إلى أندية كبرى مثل ساوثهامبتون وتوتنهام ثم ريال مدريد حيث صنع المجد الأوروبي قبل أن يختتم مسيرته في لوس أنجلوس إف سي
لكن ارتباطه العاطفي بنادي كارديف لم ينقطع أبداً فقد أكد مؤخراً في تصريحات إعلامية قائلاً نحن مهتمون بكارديف إنه نادينا المحلي حيث نشأت ولعب عمي كريس بايك في صفوفه وأضاف أن امتلاك حصة في النادي سيكون بمثابة تحقيق حلم كبير وأنه يرغب بشدة في المساهمة في صعود كارديف إلى الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يرى أن مكانه الطبيعي هناك
عرض أول مرفوض وطموح لا يتوقف
رغم تقدم بيل وتحالفه بعرض رسمي لإدارة النادي فإن كارديف رفضت في البداية العرض المقدم والذي لم يُعلن عن تفاصيله بعد لكن هذا الرفض لم يثن بيل عن عزمه في السعي لامتلاك النادي ويُتوقع أن يعود بعرض محسّن في الأيام المقبلة خاصة وأن مالك النادي الحالي فينسنت تان أبدى استعداده لبيع النادي بعد أن هبط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزية في مايو الماضي
تُظهر هذه الخطوة مدى التزام بيل ليس فقط بريادة مشروع رياضي بل أيضاً بحلم وطني وشخصي لطالما راوده منذ الطفولة إذ يرى في هذا الاستثمار فرصة لإعادة كارديف إلى سابق عهده ولصناعة مشروع طويل الأمد يُعيد للنادي بريقه
مشروع رياضي بقيادة نجم عالمي
إذا ما تم الاتفاق النهائي على الصفقة فإن بيل سينضم إلى قائمة من نجوم كرة القدم الذين انتقلوا إلى عالم الإدارة والاستثمار الرياضي مثل ديفيد بيكهام الذي يملك نادي إنتر ميامي الأمريكي أو زين الدين زيدان الذي سبق أن عبّر عن رغبته في الاستثمار بالأندية الفرنسية
وتشير التحليلات إلى أن بيل قد لا يكتفي بدور المالك فقط بل من المحتمل أن يشارك في وضع الخطط الفنية وتحديد سياسة الانتقالات في النادي نظراً لخبرته الطويلة في أعلى المستويات وارتباطه بشبكات علاقات واسعة في كرة القدم الأوروبية
كارديف سيتي بين الواقع والطموح
عانى كارديف سيتي في المواسم الأخيرة من تراجع مستواه وهبوطه من الدرجة الأولى إلى الثانية ثم إلى الثالثة ما دفع جماهيره إلى المطالبة بالتغيير وإعادة بناء الفريق بشكل جذري وقد يكون دخول بيل على الخط بمثابة بداية جديدة وملهمة للنادي
الاستثمار في نادٍ من هذا النوع ليس فقط رهاناً رياضياً بل أيضاً اقتصادياً خاصة إذا نجح النادي في العودة إلى “البريميرليغ” حيث العائدات المالية المرتفعة من حقوق البث والرعاية والمبيعات
غاريث بيل رجل ما بعد الاعتزال
منذ إعلانه الاعتزال بدا واضحاً أن غاريث بيل لا ينوي الابتعاد كلياً عن عالم الرياضة إذ حافظ على علاقته الوثيقة بكرة القدم كما خصص جزءاً كبيراً من وقته لرياضة الغولف التي يحبها وشارك في بطولات محلية ودولية لكنه الآن يعود إلى جذوره الأولى ويضع خبرته وشغفه في خدمة مشروع رياضي كبير
يستعد غاريث بيل لمرحلة جديدة في حياته المهنية عبر دخول عالم إدارة الأندية بشراء نادي كارديف سيتي الويلزي حيث بدأ حلمه كلاعب صغير واليوم يخطط للعودة إليه كمالك ومستثمر يحمل معه طموح إعادة الفريق إلى الواجهة وتحقيق حلم طال انتظاره مشروع بيل لا يقتصر على استثمار مالي بل يعكس ارتباطاً عاطفياً وهوية رياضية تحمل ملامح ولاء نادر في عالم الاحتراف الحديث وبينما تترقب جماهير كارديف نتائج المفاوضات يتطلعون إلى بطل قومي جديد يعود بهم إلى قمة الكرة الإنجليزية