الخليفي يتدخل شخصيًا لمساعدة ليون بعد قرار الهبوط الإداري
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية الفرنسية قرر ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان التدخل شخصيًا من أجل دعم نادي أولمبيك ليون بعد القرار الصادم الذي أصدرته المديرية الوطنية للرقابة المالية DNCG والقاضي بإنزال النادي إلى دوري الدرجة الثانية بسبب اختلالات مالية حادة وعدم توفره على ضمانات كافية لتسوية أوضاعه المالية ورغم التوترات السابقة التي كانت تطبع العلاقة بين الخليفي ورئيس نادي ليون الأمريكي جون تكستور فإن محادثة مباشرة جمعت الرجلين مؤخرًا أدت إلى تطورات إيجابية وغير متوقعة بحسب ما أكدته صحيفة لو باريزيان
اعتذار رسمي من تكستور والخليفي يستجيب بلفتة تضامنية قوية
أشارت المصادر إلى أن اللقاء بين الخليفي وتكستور تميز بنبرة صريحة حيث قدم رئيس ليون اعتذارًا مباشرًا عن تصريحاته السابقة التي هاجم فيها إدارة باريس سان جيرمان بطريقة حادة وهو ما اعتبره الخليفي خطوة شجاعة وجديرة بالتقدير خاصة في ظل الوضع الحرج الذي يعيشه أولمبيك ليون على المستوى المالي وأضافت المصادر ذاتها أن الخليفي أبدى تعاطفًا صادقًا مع نادي ليون باعتباره أحد أعمدة كرة القدم الفرنسية وله تاريخ عريق ومساهمة كبيرة في سمعة الليغ 1 محليًا ودوليًا
تسريع دفع مستحقات صفقة باركولا لإنعاش خزينة ليون
ضمن هذا السياق اتخذ رئيس باريس سان جيرمان قرارًا غير مسبوق يتمثل في تقديم دفعة مالية مبكرة إلى نادي ليون تتعلق بصفقة انتقال اللاعب برادلي باركولا إلى صفوف النادي الباريسي خلال صيف 2023 والتي بلغت قيمتها الإجمالية خمسة وأربعين مليون يورو إضافة إلى خمسة ملايين أخرى كحوافز وبموجب الاتفاق الجديد سيتم تسريع جدول الدفع وتحويل جزء كبير من المستحقات مباشرة إلى خزينة ليون لمساعدته على تجاوز أزمته الراهنة وتمكينه من تقديم ملف مالي أكثر تماسكًا أمام لجنة الرقابة المالية
تحرك الخليفي قد ينقذ ليون من السقوط المدوي
قرار الخليفي جاء في توقيت حساس للغاية بعد أن أصبحت إدارة ليون مهددة بخسارة موقعها في دوري الدرجة الأولى وهو ما يشكل ضربة قوية للكرة الفرنسية خاصة أن النادي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة وتاريخًا حافلًا بالإنجازات ومن شأن هذه المبادرة أن تمنح مسؤولي ليون فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوراقهم وتقديم ضمانات مالية جديدة قد تقنع لجنة DNCG بإعادة النظر في قرار الهبوط خاصة إذا اقترنت بخطوات أخرى من جهات راعية ومستثمرين محليين
موقف الخليفي يثير الإعجاب ويبعث برسالة قوية
تلقى قرار الخليفي دعمًا كبيرًا من أوساط كروية عدة حيث أشادت العديد من الأطراف بما وصفته بالروح الرياضية العالية والمسؤولية المؤسسية التي عبر عنها رئيس باريس سان جيرمان في هذا الظرف الدقيق ورأت في هذه الخطوة تأكيدًا على ضرورة أن تتكاتف الأندية الفرنسية في ما بينها للحفاظ على تنافسية الدوري وتماسك أنديته خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والضغوط الكبيرة التي تفرضها قواعد اللعب المالي النظيف الأوروبية
توتر جماهيري في ليون والخليفي يرد بموقف نبيل
من اللافت أن قرار الخليفي جاء رغم التوتر الذي ساد في آخر مباراة لباريس سان جيرمان على ملعب جروباما حين رفع بعض أنصار ليون لافتات عدائية ضده احتجاجًا على ما اعتبروه استحواذًا مفرطًا من نادي العاصمة على أبرز المواهب الفرنسية إلا أن رئيس النادي الباريسي قرر تجاهل تلك الاحتجاجات والتركيز على ما يراه مصلحة عامة للكرة الفرنسية في وقت تحتاج فيه المنظومة الكروية إلى مواقف جريئة تبعث برسائل تضامن حقيقية
ماذا بعد خطوة الخليفي؟ الكرة في ملعب ليون
في ظل الدعم المالي المبكر المقدم من باريس سان جيرمان سيكون على إدارة أولمبيك ليون التحرك بسرعة واستغلال هذه الفرصة من أجل إقناع لجنة الرقابة بتجميد قرار الهبوط والعمل على تقديم خطة إصلاح مالي واضحة المعالم كما سيكون لزامًا على الرئيس جون تكستور أن يستعيد ثقة جماهيره عبر شفافية أكبر وتواصل فعّال يطمئن الأنصار ويضع خارطة طريق واضحة تعيد النادي إلى توازنه الرياضي والمالي في أسرع وقت ممكن
خاتمة
مبادرة ناصر الخليفي تجاه نادي أولمبيك ليون لا تعكس فقط بعدًا أخلاقيًا وإنما تحمل في طياتها رؤية إستراتيجية تهدف إلى حماية صورة الكرة الفرنسية واستقرارها المالي والرياضي وفي الوقت الذي تقف فيه أندية أخرى موقف المتفرج أثبت الخليفي مرة أخرى أنه لاعب محوري في المشهد الكروي الفرنسي بمبادراته التي تتجاوز حدود التنافس الكروي وتدخل في صلب القيم الرياضية النبيلة التي تحتاجها اللعبة في هذه المرحلة الحرجة
