
في خطوة مفاجئة ولكنها معبرة قرر محمد طلال الاستقالة من منصبه داخل نادي الوداد الرياضي بعد عودته إليه بفترة قصيرة وهي استقالة حملت في طياتها رسائل عديدة وفتحت الباب واسعا أمام النقاش حول الأزمة الحقيقية التي يعيشها النادي الأحمر في عهد رئيسه الحالي هشام آيت منا
محمد طلال أكثر من مجرد ناطق رسمي
لم يكن محمد طلال مجرد إطار إداري أو ناطق رسمي رافق الفريق خلال سنوات الإنجاز بل كان صوتا صلبا دافع باستماتة عن مصالح النادي في المحافل القارية والدولية وشهد لحظات التألق المحلي والإفريقي للوداد إلى جانب الرئيس السابق سعيد الناصري ما يجعل من تنحيه إشارة قوية تعكس رفضا صريحا للمسار الذي انحدر إليه الفريق
استقالة بعد العودة من مونديال الأندية
ما يزيد من رمزية الاستقالة هو توقيتها الذي جاء مباشرة بعد عودة الفريق من مشاركة مثيرة للجدل في مونديال الأندية بأمريكا حيث بدا واضحا أن الوداد يعيش حالة من الفوضى الإدارية والرياضية لم يعد بمقدور محمد طلال التستر عليها أو مسايرتها خصوصا بعد أن بلغ التذمر مستويات غير مسبوقة بين صفوف الجماهير
دعم جماهيري واسع
تفاعل أنصار الفريق مع قرار طلال كان إيجابيا إلى حد بعيد حيث رأوا فيه موقفا شجاعا يضع مصلحة النادي فوق الحسابات الشخصية ويعكس رفضا صريحا للنهج الذي يسير عليه الرئيس الحالي وقد عبر قدماء لاعبي الفريق وعدد من المنخرطين عن تضامنهم مع هذه الخطوة التي وصفوها بأنها وقفة كرامة وإدانة صامتة لواقع مخجل
غربلة عشوائية تهدد استقرار الفريق
في صيف 2024 أقدم هشام آيت منا على التخلي عن 25 لاعبا دفعة واحدة بدعوى تجديد الدماء وهو نفس المسار الذي يتكرر هذا الصيف مع مغادرة مرتقبة لـ21 لاعبا مما يطرح تساؤلات جادة حول مشروع رياضي يفتقر للرؤية والاستقرار ويهدد هوية الفريق على المستويين المحلي والقاري
واقع متأزم بلا بوصلـة
بعيدا عن الشعارات والبلاغات الرسمية تبدو ملامح الأزمة واضحة داخل أسوار القلعة الحمراء من فراغ إداري إلى قرارات تقنية مرتجلة وصولا إلى توتر العلاقات بين الإدارة واللاعبين والمحيط الجماهيري وهو ما جعل عددا من الفعاليات الودادية تدق ناقوس الخطر وتطالب بتدخل عاجل لتصحيح المسار
استقالة محمد طلال ليست مجرد مغادرة شخصية بل تعرية لأزمة بنيوية يعيشها الوداد الرياضي في عهد هشام آيت منا أزمة عنوانها التخبط والانقسام والقرارات غير المدروسة وبين صمت المنخرطين وقلق الأنصار يظل السؤال مفتوحا من ينقذ وداد الأمة قبل فوات الأوان
تعليق واحد