
الوداد يودع المونديال دون انتصار ويُسجل خروجا مؤلما من مجموعة الموت
غادر نادي الوداد الرياضي البيضاوي منافسات كأس العالم للأندية 2025 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية بخيبة أمل كبرى بعد تلقيه ثلاث هزائم متتالية دون تحقيق أي فوز أو تعادل ليحتل المركز الأخير في المجموعة السابعة التي ضمت عمالقة كرة القدم الأوروبية مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي إلى جانب نادي العين الإماراتي وانهزم الوداد في مباراته الأخيرة أمام نادي العين بهدفين مقابل هدف في لقاء جمعهما على أرضية ملعب أودي فيلد بواشنطن ورغم تسجيله هدفا مبكرا عن طريق كاسيوس مايولا في الدقيقة الرابعة إلا أن الفريق الإماراتي قلب النتيجة عبر ركلة جزاء من لابا كودجو في الدقيقة الخامسة والأربعين ثم هدف ثانٍ بواسطة أندريس روميرو في الدقيقة الخمسين
ثلاثة هزائم في ثلاث مباريات وحصيلة كارثية
بخسارته أمام العين يكون الوداد قد أكمل مشاركته بثلاث هزائم قاسية بدأها بسقوطه أمام مانشستر سيتي بهدفين دون رد ثم تلقى هزيمة ثقيلة من يوفنتوس بأربعة أهداف لهدف وأخيرا أمام العين ليغادر المنافسات دون نقاط أو انتصارات في واحدة من أسوأ مشاركاته الدولية على الإطلاق ولم تشفع الجماهير الحاضرة في المدرجات ولا الطموحات الكبيرة التي سبق وأن عبرت عنها الإدارة واللاعبون في تحسين الصورة أو تحقيق نتيجة مشرفة في إنقاذ الفريق من هذا الإقصاء المبكر والمؤلم
انتقادات حادة للإدارة والتدبير العشوائي للملف الفني
خلف هذا الإقصاء خيبة أمل واسعة وسط الجماهير المغربية والمحللين الرياضيين حيث اعتبر كثيرون أن المشكلة تتجاوز حدود الملعب لتصل إلى عمق التسيير الإداري الذي بات يشكل عبئا على الفريق فبعد موسم متقلب وفشل في الحفاظ على الاستقرار التقني تعاقدت إدارة الوداد بشكل سريع وعشوائي مع لاعبين جدد قبيل انطلاق البطولة أملا في تعزيز الصفوف لكن غياب الانسجام وعدم توفر الوقت الكافي للإعداد أفضى إلى هذه النتائج السلبية وكانت التعاقدات مع المدافع البرازيلي فيريرا والهولندي يوهان غير المثمرة مثالا على فشل التقدير الفني والتكتيكي من طرف إدارة النادي التي تحركت بارتجال دون خطة واضحة
إيفيتش يتحدث بعد فوزنا أمام الوداد ✍️
— نادي العين (@alainfcae) June 26, 2025
#الوداد_العين | #كأس_العالم_للأندية_2025 | #FIFACWC pic.twitter.com/vH3KiZjRwv
تصريحات اللاعبين تكشف حجم المعاناة داخل المجموعة
أدلى عدد من لاعبي الوداد بتصريحات مباشرة عقب نهاية المباراة ضد العين كشفت عن حجم التوتر والصعوبات التي واجهها الفريق خلال مشاركته في البطولة وقال كاسيوس مايولا صاحب هدف الوداد الوحيد في اللقاء الأخير إن اللعب في هذه البطولة كان تجربة رائعة من الناحية الفردية لكن غياب التحضيرات وعدم وجود وقت كافٍ للتجانس أثر بشكل كبير على الأداء وأضاف أنه سيعمل على تطوير مستواه في الفترة المقبلة وأبدى تفاؤله بشأن الموسم القادم بينما أشار لاعب الوسط مهدي مبارك إلى ظروف خاصة أثرت على تركيز الفريق أبرزها حادث اللاعب محمد أمين بنهاشم مؤكدا أن اللاعبين كانوا يرغبون في تحقيق الفوز لأجله ولأجل الجماهير التي تنقلت إلى الولايات المتحدة لكن الحظ لم يكن في الموعد أما المدافع فيريرا فرغم خروج الفريق أكد أنه لا يزال واثقا من مستقبل النادي
فوضى فنية وعدم جاهزية تكتيكية
الوداد لم يُظهر أي هوية فنية واضحة خلال مشاركته في البطولة وافتقر الفريق للانسجام في الخطوط الثلاثة مع غياب التنظيم الدفاعي والتحولات الهجومية كما بدت التغييرات التكتيكية عشوائية في أغلب المباريات إضافة إلى الاعتماد على عناصر جديدة لم تندمج بعد مع المجموعة ما يجعل الحديث عن مشروع رياضي طويل المدى ضربا من الخيال في ظل التخبط الذي يعيشه الفريق في اختيار الأجهزة الفنية ولاعبي الانتدابات
الجمهور محبط ويطالب بمحاسبة المسؤولين
أبدت الجماهير الودادية غضبها الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرت أن الإقصاء من الدور الأول دون أي نقطة يُعد وصمة عار في تاريخ النادي وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق بداية من المكتب المسير مرورا بالطاقم الفني وانتهاء باللاعبين الذين لم يظهروا بالروح القتالية المعهودة على حد تعبيرهم كما طالبوا بإعادة هيكلة شاملة تشمل جميع المستويات من أجل إعادة بناء الفريق وفق رؤية مستقبلية تحفظ مكانة الوداد كنادٍ رياضي كبير في القارة الإفريقية
مستقبل مجهول وتحديات كبيرة في الموسم الجديد
أمام هذه النتائج الكارثية سيكون على إدارة الوداد إعادة النظر في الكثير من قراراتها الفنية والمالية والعمل على وضع خطة إعادة بناء جدية تأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحفاظ على الاستقرار وإعادة الروح للمجموعة داخل المستطيل الأخضر وخصوصًا أن الجماهير باتت تفتقد الثقة في المشروع الرياضي الحالي مع ضرورة حسم ملف المدرب بشكل نهائي وإعطاء الأولوية للاعبين الذين يستطيعون تقديم الإضافة الحقيقية لا المجاملة في الانتدابات
خاتمة
مغادرة الوداد الرياضي كأس العالم للأندية دون تحقيق أي انتصار تمثل ضربة موجعة للنادي وجماهيره وتفتح أبواب النقد الواسع على طريقة تدبير الفريق وتعامله مع المواعيد الكبرى فالفشل لم يكن نتيجة مباراة فقط بل انعكاسا لخلل عميق في منظومة التسيير الرياضي والتقني وإن لم تتحرك الإدارة بشكل عاجل لمعالجة أسباب هذا السقوط فإن النادي مهدد بفقدان بريقه محليا وقاريا في قادم المواسم