كأس العالم للأندية

هل تؤكد أوروبا والبرازيل هيمنتهما على مونديال الأندية أم نشهد مفاجآت مدوية في الأدوار القادمة ؟

تألق أوروبي وبرازيلي في دور المجموعات رغم الإجهاد الحراري

أسدل الستار على دور المجموعات من النسخة الجديدة لكأس العالم للأندية 2025 والتي تشهد للمرة الأولى مشاركة اثنين وثلاثين فريقا على الأراضي الأمريكية وقد أفرز هذا الدور مشهدا واضحا لتفوق الكرة الأوروبية والبرازيلية من حيث النتائج والمردود الجماعي حيث تأهلت تسعة أندية من أوروبا وأربعة من البرازيل إلى الدور ثمن النهائي بينما فشلت الفرق الإفريقية والأرجنتينية والآسيوية في ترك بصمة قوية في البطولة رغم بعض المحاولات الفردية والمفاجآت المحدودة

البرازيل تحقق العلامة الكاملة بأربعة انتصارات متتالية

شكل الأداء البرازيلي مفاجأة إيجابية حيث تمكنت الفرق الأربعة المشاركة من الدوري البرازيلي وهي فلامنغو وبوتافوغو وفلومينينسي وبالميراس من تحقيق التأهل إلى الدور الموالي دون هزيمة أو تعادل وهو ما يعكس مستوى الجاهزية البدنية والفنية المرتفع لتلك الأندية خاصة وأن المسابقة تأتي في خضم الموسم المحلي في البرازيل وقد حققت هذه الفرق نتائج بارزة مثل فوز بوتافوغو على باريس سان جيرمان بهدف دون رد وانتصار فلامنغو بثلاثة أهداف مقابل هدف أمام تشيلسي إلى جانب تعادلات ثمينة مثل تعادل فلومينينسي مع بوروسيا دورتموند وبالميراس مع بورتو

أوروبا تؤكد هيمنتها رغم التعب والإرهاق الموسمي

واجهت الأندية الأوروبية تحديا كبيرا بسبب برمجة البطولة مباشرة بعد نهاية موسم طويل ومرهق لكن رغم ذلك تمكنت تسعة فرق من أصل اثني عشر من العبور إلى الدور الثاني ومن أبرز المتألقين نجد مانشستر سيتي الذي حقق العلامة الكاملة في مجموعته كما تأهل كل من ريال مدريد باريس سان جيرمان بايرن ميونيخ إنتر ميلان يوفنتوس بوروسيا دورتموند بنفيكا وتشيلسي في حين ودعت فرق كبيرة مثل أتلتيكو مدريد وبورتو وريد بول سالزبورغ من الدور الأول وهو ما يعكس الفروقات الدقيقة بين التحضير الذهني والبدني في مثل هذه الظروف الصعبة

الأرجنتين تخيب الآمال والأندية الإفريقية تودع بصمت

على عكس البرازيل خرجت الأندية الأرجنتينية من البطولة مبكرا حيث غادر بوكا جونيورز وريفر بليت منذ دور المجموعات رغم المساندة الجماهيرية القوية كما غادرت جميع الأندية الإفريقية دون تحقيق أي انتصار يذكر ويتعلق الأمر بكل من الوداد البيضاوي والأهلي المصري والترجي التونسي وماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي في سيناريو يعكس عمق الفجوة بين كرة القدم الإفريقية والعالمية من حيث التحضير والبنية والتمويل

أوكلاند النيوزيلندي يشكل مفاجأة البطولة رغم الهزائم القاسية

قدمت تجربة أوكلاند سيتي النيوزيلندي صورة مغايرة حيث دخل الفريق البطولة بتصنيف شبه هواة وانهزم بنتائج قاسية أمام بايرن ميونيخ بعشرة أهداف دون رد ثم أمام بنفيكا بستة أهداف لكنه تمكن من فرض التعادل في مباراة مثيرة ضد بوكا جونيورز بنتيجة هدف لمثله وهو ما اعتبر نتيجة بطولية في سجل فريق يفتقر للتجربة الدولية والقدرات المالية الكبيرة

إنتر ميامي ينقذ ماء وجه الدوري الأمريكي

رغم أن أندية الدوري الأمريكي شاركت بثلاثة ممثلين إلا أن إنتر ميامي فقط هو من تمكن من بلوغ ثمن النهائي بينما ودع كل من سياتل ساوندرز ولوس أنجلوس إف سي البطولة بنتائج ضعيفة واكتفيا على التوالي بصفر نقطة ونقطة واحدة فقط وهي نتائج تؤكد أن كرة القدم الأمريكية لا تزال بحاجة إلى وقت إضافي للوصول إلى مستويات التنافس العالمي رغم الشعبية المتزايدة للعبة في البلاد

مدرجات شبه فارغة واختيارات الفيفا تطرح علامات استفهام

رغم أن بعض المباريات عرفت حضورا جماهيريا كبيرا كما حدث في لقاء الافتتاح بين إنتر ميامي والأهلي المصري بقرابة 61 ألف متفرج أو في مواجهة باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد التي سجلت 80 ألف مشجع فإن مباريات أخرى جرت أمام مدرجات شبه خالية مثل مواجهة أولسان الكوري الجنوبي ضد ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي التي لم يتجاوز عدد الحضور فيها 3400 مشجع مما يطرح تساؤلات حول اختيار الفيفا لملعب ضخمة تتراوح طاقتها الاستيعابية بين 60 و80 ألف مقعد في بلد لا تزال فيه شعبية كرة القدم محدودة مقارنة بالرياضات الأخرى ووفق ما كشفته صحيفة ذا أتلتيك فإن رابطة الدوري الأمريكي كانت قد اقترحت تنظيم المباريات في ملاعب صغيرة وهو ما تم رفضه من طرف الفيفا

الأحوال الجوية تصعب المهمة على اللاعبين

واجهت الأندية المشاركة ظروفا مناخية قاسية تميزت بدرجات حرارة مرتفعة جدا تجاوزت 35 درجة مئوية مع رطوبة عالية في معظم المدن المضيفة مما شكل عبئا إضافيا على اللاعبين الذين خرجوا للتو من مواسم طويلة وأثر على مردودهم البدني كما فرضت القوانين الأمريكية الصارمة توقف خمس مباريات بسبب خطر العواصف الرعدية حيث تلزم اللوائح بوقف أي حدث رياضي في الهواء الطلق لمدة ثلاثين دقيقة إذا تم رصد البرق ضمن نطاق ثمانية أميال ما يعادل ثلاثة عشر كيلومترا وهو ما أثر على سير بعض المباريات والبرمجة الزمنية

خاتمة

أنهت مرحلة المجموعات من كأس العالم للأندية 2025 على إيقاع سيطرة أوروبية وبرازيلية واضحة مقابل تراجع مخيب للأندية الإفريقية والأرجنتينية وبين الأداء المميز لبعض الفرق وظروف التنظيم المعقدة بسبب الطقس والملاعب يبقى التحدي الأكبر للفيفا هو ضمان نسخة أكثر تكافؤا في الأدوار القادمة واستيعاب الدروس التنظيمية لإنجاح البطولة التي تراهن عليها كموعد عالمي جديد يعكس تطور كرة القدم الحديثة وتوازنها العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى